منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-04, 13:21   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



[15] عقائد الصابئة التي يتبنى أصولها غلاة المتصوفة المتكلمة

قال الإمام الأمير عبد القادر - رحمه الله - مبينا عقائد الصابئة المنحرفة : ( وأولئك هم الذين أخبر القرآن عنهم بأنهم عبدة الكواكب والأوثان ، فأصحاب الهياكل وهي السيارات السبع هم عبدة الكواكب لأنهم قالوا بأنها آلهة .
وأصحاب الأشخاص وهم عبدة الأوثان لأنهم سموها آلهة في مقابلة الآلهة السماوية .
والطائفة اولى هم عبدة الأرواح والملائكة .
وقد ناظر الخليل عليه السلام هاتين الفرقتين كما أخبر القرآن بذلك ، فابتدأ بمحاجة أصحاب الأشخاص فقال : {أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون } وقال لآزر : { أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} ، وقال : { يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا } .
وهذه الحجة هي التي قال الله تعالى فيها : { وتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ } .
ثم عمد إلى أصحاب الهياكل السبعة بعد أن أطلعه الله تعالى على ملكوت السموات والأرض كما أخبر تعالى بقوله :{ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } .
فاطلعه الله تعالى على ملكوت الكونين والعالم تشريفا له على الرهبانية وهياكلها .
وترجيحا لمذهب الحنفاء على مذهب الصابئة .
وتقريرا أن الكمال في الرجال ، فأقبل على إبطال مذهب الهياكل السيارة السماوية فلما جن عليه الليل رأى كوكبا فقال : { هذا ربي } على وجه الإلزام ، وإلا فما كان الخليل عليه السلام مشركا .
ثم استدل بالأفول والزوال والتغير والانتقال بأنه لا يصلح أن يكون ربا إلاها فإن الإله لا يتغير ، فلو اعتقدتموه واسطة ووسيلة فالأفول والزوال غير عز الكمال إلى آخر القصة وهي مذكورة في القرآن ) ا.هـ ، انظر قسم الأجوبة من كتاب تحفة الزائر .

➖ قلت ( بن سلة ) : لا عطر بعد عروس ، بالله عليك يا موحد هل تجد بيانا للتوحيد بعد هذا البيان ؟!
فقد جال وصال الإمام الأمير عبد القادر الحسني في بيان العقيدة السلفية بأوضح البيان ، وشرح عقائد الإيمان من خلال قصة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام .
وليعلم أن قصة الخليل عليه الصلاة والسلام هي أصل التي يقرر بها أهل العلم التوحيد ، ويقرر بها طرق مناظرة المشركين والمخالفين .
وهي أصل التوحيد وتقريره وحجته ، وتثبت أن أصل رسالة الأنبياء هي التوحيد .
وقد نبه الأمير عبد القادر على ذلك عند قوله : ( وهذه الحجة هي التي قال الله تعالى فيها : { وتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ } .)
وهذا بخلاف ما عليه عقائد اليهود والنصارى والجهمية وغلاة الصوفية المتكلمة إذ جعلوا الشرك وتعطيل صفات الله تعالى هو التوحيد ، أما توحيد إبراهيم عليه السلام فجعلوه هو الشرك والضلال !!
أما المكفرة الخوارج فجعلوا أصل توحيدهم هو الحاكمية ومنازعة الحكام على الكرسي .

ثانيا : الأمير عبد القادر في هذا النص أثبت صفة الخلة التي عطلتها الجهمية .

ثالثا : أثبت شرف الأنبياء وأن النبوة والعبودية هي تشريفا لهم وهذا بخلاف ما عليه الرهبانية وهياكلها التي تدعيها غلاة الصوفية والفلاسفة الذين يستمدون أصولهم من الدهرية والصابئة .

رابعا : قرر ونص على أن الكمال في الرجال وهو أراد بهذا نسف أباطيل الصابئة وغلاة الصوفية والفلاسفة ممن جعلوا الوسائط بينهم وبين الله تعالى غير الأنبياء ، وجعلوا أن الشرع يأتيهم من غير طريق الأنبياء ، وهذا الضلال قد تفوه به الحلولي الاتحادي ابن عربي الضال ، وهو الذي عليه غلاة الصوفية ، فقد جعلوا المنامات والمكاشفات هي حجتهم في تقرير الشرع ، وتلبس عليهم الشيطان بكل لباس ، فيكلمه الشيطان فيظن أن ربه كلمه وأوحى عليه !!

خامسا : أثبت الكمال لله تعالى في ربوبيته وآلهيته وصفاته وذلك لما ذكر حجة إبراهيم عليه السلام في تغير أحوال الكواكب ، والله تعالى منزه عن هذا التحول والانتقال والزوال فهو كما قال : كامل وعزيز .

سادسا : نبه الأمير عبد القادر في هذا النص على أصل من أصول المناظرة ، وإقامة الحجة ، وهو أصل ( إلزام الخصم ) ، وذلك لما قال : ( أقبل على إبطال مذهب الهياكل السيارة السماوية فلما جن عليه الليل رأى كوكبا فقال : { هذا ربي } على وجه الإلزام ، وإلا فما كان الخليل عليه السلام مشركا ) .

قلت : وهذا من فنون المناظرة ، ومن مقررات آدابها ينبغي مراعاتها عند المحاجة والمناظرة .

كتبه : بشير بن سلة الجزائري










رد مع اقتباس