منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - السوريون يدفعون فاتورة الصراع الإيراني – الغربي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-03, 19:10   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
gourari
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gourari
 

 

 
إحصائية العضو










B9 السوريون يدفعون فاتورة الصراع الإيراني – الغربي

السوريون يدفعون فاتورة الصراع الإيراني – الغربي

كلنا يعرف أن موقف الغرب مما يحصل في سوريا هو موقف الرافض والمستنكر للقمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه. ويطل علينا المسؤولون الغربيون ما بين ناطق باسم وزارة أو رئاسة ليصرح بتصريح على شاكلة:

الأسد فقد شرعيته, الأسد باتت أيامه معدودة, الأسد يشعر بالعزلة, على الأسد التنحي أو الرحيل, الأسد لا يستطيع أن يقود إصلاحات حقيقية…

ونفس هذه الاسطوانات المشروخة تتكرر عبر برنامج تكراري ممل ومثير للشكوك حول جدية هؤلاء في نجدة الشعب السوري وإزاحة النظام الذي يسومهم سوء القتل والعذاب!.

حتى الجامعة العربية وعبر مهلها المشبوهة وبعثة مراقبيها الذين لا يراقبون الله فيما يراقبون، انخرطت في هذا الاتجاه وفقدت حماسها الذي أظهرته بادئ الأمر، وصارت تعد نفسها للتكيّف مع أزمة طويلة الأجل بعكس تصرفها مع الثورة الليبية، الذي اتسم بالعجلة والاستعجال والحسم!.

ممالا شك فيه أن النظام السوري يعد ذراعا من اذرع إيران الأخطبوطية في العالم العربي وفي المحيط القريب بالدولة الصفوية الإيرانية ، هذا النظام الذي وفر لإيران كي تكون دولة متوسطية بدون أن يكون لها شواطئ على البحر الأبيض المتوسط .


ووفر لها تواصلا جغرافيا ومددا لوجستيا وعمقا استراتيجيا لذراعها الأخطبوطية الثانية في لبنان “منظمة أمل وحزب الله”.

إن الأزمة الحاصلة بين إيران والغرب على خلفية سعيها لامتلاك السلاح النووي، وطموحاتها في السيطرة على منابع النفط، وبالتالي فرض املاءاتها وشروطها على الغرب التي قد تصل في مراحل متقدمة أن يكون لإيران مقعد دائم في مجلس الأمن وحق النقض الفيتو، كل ذلك لا ولن يقبل به الغرب بحال من الأحوال.

حتى وإن بدا لنا أنه كان ثمة تقاطعات في المصالح بين إيران والغرب مثل الإطاحة بصدام ونظام طالبان، إلا أن هذه المصالح حتما متناقضة ومتضاربة فيما يخص السيطرة على منابع النفط وامن إسرائيل.

الغرب استفاد من تلطخ سمعة الإيرانيين في سياساتهم التي اتسمت بالطائفية في كل من العراق وسوريا، وهو الآن يستخدم الورقة السورية في سبيل ليّ ذراع إيران والحصول منها على تنازلات كبيرة فيما يخص برنامجها النووي.

ويتزامن ذلك مع تشديد العقوبات الاقتصادية لخنق الاقتصاد الإيراني بالإضافة إلى سحب البساط من تحت أقدام أزلام إيران في العراق من أمثال المالكي عبر مسلسل إعلان المحافظات الشمالية السنية كأقاليم فدرالية منسلخة نسبيا عن مركزية المالكي المنخرطة في المشروع السياسي الإيراني العالمي.

إن الغرب لا يبدو مازحا فيما يخص السير قدما باتجاه المواجهة مع إيران.

ولكن ما دام هناك أوراق يمكن لعبها للحصول على مكتسبات بدون حرب فهذا يعتبر شيئا مهما ومفيدا.

ومع الأسف الشديد فإن الغرب المتوحش يتاجر بدماء السوريين في سبيل تحقيق هذه الغاية عبر تباطؤه وتلكؤه في هدم نظام عائلة الأسد ، لذا فمن أراد أن يستشرف مستقبل الثورة السورية المجيدة فعليه أن يتابع جزئيات الصراع الغربي الإيراني، فكلما تأزم هذا الصراع وزادت حدته مال الغرب أكثر لإسقاط نظام بشار الأسد وصارت الثورة السورية اقرب إلى تحقيق أهدافها وانتصاراتها.









 


رد مع اقتباس