منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - "المسيحية" غش التسمية والمسمى ! - د. يزيد حمزاوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-06-19, 19:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبدالإله الجزائري
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبدالإله الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










New1


(الحلقة 3)
14 يونيو 2020م


ورد في العهد الجديد لفظ "مسيحي" أو "مسيحيين" في النصوص التي كُتبت بعد رفع المسيح إلى السماء ثلاث مرات، مما يعني أن المسيح ترك براءة اختراع الاسم لأشخاص مجهولين ومعادين لدينه، كما هو واضح ومذكور في سفر أعمال الرسل 11: 25 – 26 (ثُمَّ خَرَجَ بَرْنَابَا إِلَى طَرْسُوسَ لِيَطْلُبَ شَاوُلَ، وَلَمَّا وَجَدَهُ جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعًا غَفِيرًا، وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً).
ولا يصرح النص عن الجهة التي أطلقت اسم "المسيحيين" على أتباع بولس وبرنابا، ويشير كاتب سفر أعمال الرسل إلى أن ذاك الاسم اُختُرع وابتُكِر في ذلك الزمان والمكان، مما يعني أنه قبل ذلك التاريخ لم يكن الاسم معروفا لا عند المسيح ـ عليه السلام ـ ولا عند حواريّيه في أورشليم، مما يثبت أن النصرانية الحالية من اسمها إلى رسمها إلى محتواها ما هي إلا بضاعة مغشوشة اخترعها بولس وأتباعه من أعداء المسيح.
وقد أكد العديد من علماء التاريخ والأديان من النصارى وغيرهم أن تسمية "المسيحيين" التي دُعوا بها في أنطاكية بتركيا، أطلقها الرومان على أتباع بولس وبرنابا، وأشار كثيرون إلى أن الرومان كانوا يطلقون هذه التسمية بمدلول ازدرائي واحتقاري connotation péjorative، إنها تشبه كلمات أصولي ومتطرف وإرهابي وظلامي ومتزمت وغيرها التي يطلقها أعداء المسلمين على المسلمين، فما رأيكم لو تسمى المسلمون اليوم بالإرهابيين لمجرد أنهم شُتِمُوا أو سُبُّوا بهذه التسمية!؟
أما المرة الثانية التي ذُكر فيه اسم "مسيحي" فعلى لسان القائد الروماني الكافر أغريباس، وهو من أعداء المؤمنين، وذلك في أعمال الرسل 26: 28 (فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ:«بِقَلِيل تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا»).
أما المرة الثالثة فكانت على لسان بطرس في رسالته الأولى 4: 14 – 16 (إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ. فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِل، أَوْ سَارِق، أَوْ فَاعِلِ شَرّ، أَوْ مُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ).
وقد استنتج العلماء من نص بطرس أن المعادين لدين بطرس وأتباعه كانوا يعيرونهم باسم "المسيحيين"، وقد دعا بطرس أتباعه إلى الصبر وعدم الجزع لذلك التعيير، لأنهم ليسوا قتلة أو لصوصا أو من الأشرار، وإذا ما شتموا بكلمة "مسيحي" لا يخجلون من ذلك بل يفخرون، وعلى كل حال فالعلماء مجمعون على أن تلك التسمية ظهرت في مرحلة زمنية كان فيها أتباع المسيح مضطهدين، ومن مظاهر ذلك الاضطهاد التعيير والإهانة والشتم بذلك الاسم، وهم مجمعون على أن الله لم يُطلق عليهم تلك التسمية، كما أنها لم ترد على لسان المسيح نفسه، ولم تذكر في الأناجيل الأربعة، مما يثبت أن تلك الطائفة قبل أن تنحرف عن دين الله كان لها اسم واحد هو المسلمون.
وإن أمر النصارى في هذا الباب لشيء عُجاب، فقد أطلق عليهم أعداؤهم من الرومان هذا الاسم الازدرائي فتسموا به، وقبلَ ذلك قتل الرومان ـ كما يُزعم ـ إلههم يسوع المسيح بالصليب، وهي آلة التعذيب حينها، فعبدوا تلك الآلة التي نكلت بربهم ومخلصهم، ولو كان الرومان قتلوا المسيح بالكرسي الكهربائي أو غرفة الغاز لكان النصارى يعبدون الكراسي الكهربائية وغرف الغاز، ويعلقونها على صدورهم وعلى جدران كنائسهم!....(يتبع)
توقيع د يزيد حمزاوي










رد مع اقتباس