السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني
لقد هدر إعصار ثائر بقلبي الدامي عندما قرأت كتاباتكم اخواني عن اليمن...
فوجدتها حقيقية بنسبة 100% وما جراء قد جراء...
وكما قالت لي أمي بأن الطفل أول ما يأكل يأكل من جسد أمه...
وكذلك قالت هل تعلم لماذا الطفل عندما يخرج من رحم أمه يصرخ غاضبا لأنهم فصلوه عنها...
والوحدة اليمنية أمنا تلك ممزقة وجروحها غائرة...ولكن سنعيد لُحُمتها إن شاء الله تعالى...
وحقيقة لن يكون قلمي كقلمك أستاذي محند زكريني واخي وصديقي أمير جزائري حر...
والذي افحمني حقا وفكركم في توصيف حال الإنسان والبلاد...والشوق للأم...كذلك...
وشكرا لقراءتك أستاذي محند وفكرك النير الصادع...
وشكرا لكلماتك الرائعة اخي امير والتي دائما بها نجد روعتك الجميلة...
رغم كل ما يجري في اليمن السعيد ما زالت الكلمات الجميلة الرائعة هي الوصل بيننا...
إنها ثورة كانت وما زالت...تنشد بيننا وتجري في دمائنا هنا وهناك...
تملأ عالمنا بأشيائها الرائعة...بعسلها وتذكرنا بجبالها...
وتملأ العالم بقهوتها...وتمنحنا قوة غريبة لفك القيد بل لتحطيمه...
ونفتح أجفاننا على زمن منها وبها ولأجلها علينا أن نعيش...
إنه وطن الأمل...إنه وطن الوجوه بالرغم من كل هذا الدمار والفقر يبتسم...
ويفرح بالماء...ويغرد من أجل الزهور التي تنبت في الصخر...
صحيح بأننا نعيش ألف جرح وجرح...ولكن نتذكر بأن الينابيع هدية من الله...
وأن الفرج قريب حق ويقين...وانتم يا اخواني ثراها وشذاها...
وأين يكون الحزن وهو في الحقيقة كثير وكثير للغاية...تزيلها قطرة من الأمل...
لماذا الإنسان يدمر أكثر مما يعمر...
يهدم وهل يظن بأن الحياة سوف تستيقظ من هذا الدمار...
مهما فعلو لن يستطيعوا أن يختصروا التاريخ...
ولن يتمكنوا من إفراغ القلوب من الحنين لهذه الأرض حتى لو كانت بقايا...
ومن جديد سوف يأتي اليقين ليرفع القول بأن الشعب ليس فارغا...
لم يعد في الأرض فراغ...لقد مات الفراغ...
وهذه الشوائب هنا وهناك لن تشوه صورة وجه أم فقدت ابنها شهيدا أبدا...
ولن يكتنف ذلك الوجه الحنون إلا خلق جديد ...
بوضوح نحن هنا...والخضرة الى الينابيع سوف تعود...
والبسمة سوف تزين وجهك الباسم...
وأمك اليوم فخورة بقلمك وبحرفك وبكلمتك فلا تحزن...
من رحلوا إنهم في الكون منتشرون في الجفون يعيشون في حبنا يتمرغون...
كل التقارير تشير الى ذلك وتكفي تقارير القلوب...
فطائر السنون بالرغم من سواده فهو جميل بقدومه...
والحياة جميلة سوف يبنيها من جديد ويرويها إبن تلك الأرض...السعيدة...
وأنتم أبناء ومالكي تلك الأرض...
واخيرا وللعلم بان الصراع في اليمن ازلي واسبابة اقليمية بحتة...
والدي رحمه الله نُفي إلى الجزائر لاجىء سياسيا لخمسة عشر عاما...
بعد فشل إنقلاب أغسطس 1976 مع 22 ضابطا من رفاقه...والبعض الى العراق...
والأسباب إنقاذ اليمن من الظلم والجهل والفساد وانتزاعة من براثن دول الإقليم...
والغاية الوحدة الوطني...التي توصلنا للهدف الأساسي وهوا الوحدة العربية...
اخواني انا شخصيا من مواليد الجزائر ومرضعتي حولين كاملين جزائرية بارك الله فيها وحفظها وطال عمرها وجعل الله يومي قبل يومها...
أما والدتي رحمها الله تعالى واسكنها الفردوس فتركتني يتيما كاليمن اليوم...
وكذلك طفولتي واصلي جزائري يمني مولدا واصلا...ولكن وطني الكبير من النهر الى البحر...
واسف كثيرا اخي امير على عدم قدرتي على الرد بانفراد على مقطوعته الشعرية التي افحمتني...
ولكن دمجت الكل كوحدة مترابطة وليس كالوحدة العربية...
تحياتي