رحم الله أختنا بهاء الإسلام و جميع موتى المسلمين و أسكنهم فسيح جناته.
أخر موضوع دبجته أناملها بتاريخ : 19/08/2014 على الساعة 22:55
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1654595
و هذه رثائية كنت قد دبجتها ذات يوم بعد أن قرأت وصيتها التي علمتنا فيها معنى الصبر في أسمى معانيه تأثرت أيما تأثر ففاضت محابري ..........
بعد ما كنت قد ولجت موضوع وداع لإحدى الأخوات رحمها الله .
قررت أن اكتب و أجبر أناملي المترهلة على رفس لوحة المفاتيح لتبث بين قضبان حروفي ذكرى ، و أي ذكرى .مع أني أحس ببرودة حارقة تسري بين أناملي فينتقل لهيبها إلى حروفي المتناثرة لترسم لوحة فنية بنكهة الحزن .فعذرا إن جاءت كلماتي شحيحة قاصرة الفهم و المعنى فقامة من افتقدنا لا تجاريها المفردات ولا تدانيها حروف المعاجم ، فيكفيها فخرا أنها رحلت و تركت وصية علمتنا فيها أن دواء البلاء الصبر عليه بلا جزع ، و أن لحظة الفراق هي أولى محطات الحنين .
عجزت... و لعلي تقاعست و على حين غفلة مني ... تناثرت حروفي تحتضر و تعتفر ، ساءلتها ؟ما الخطب حروفي و هل الخطب جلل ؟؟ ليس الموت ما يكدر صفو الحياة و ينهش ثنايا القلب بل العيش بلا هدف صاحبه يعد من الأموات ...
نعم فقد كان هدفك جليا جلاء الشمس في كبد السماء الصافية
من خلال معلوماتك الشخصية.
المهنة : أسعى لإرضاء ربي ... الإقامة : في الجنة إن شاء الله.
أن نعم أخيتي ..الموت و من منا لايموت ((كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ))
الحِمام ...المنون...الثكل... ....السام ... والردى .... الوفاة ..... المنيَّة ....و النحب ....تعددت المفردات
و الموت واحد إنه الأمر الأشنع ... الخطب الأفظع...... و الكأس التي طعمها أكره و أبشع ...
رحمك الله يا فاضلة.
عرجت على صفحتك الخاصة ، عشت للحظات مع مواضيعك ...
رحمك الله يا فاضلة.
شذرات حروفك الندية لم تسكب على صفحات منتديات الجلفة لتمحوها عوامل الزمن أو تُقبَر تحت ذرّات النسيان كما قبرت أنت تحت الثرى ، بل هي لمسة عطاء ممزوجة بنخب الإخلاص و النصح ، نعبق جميعنا شذاها و رحيق فوائدها بعقل و قلب هائمين في سماء الوجود .
كلماتك قناديل في عتمة الدجى ، و أزهار تعطر أرواحنا و عقولنا بشذاها الندية ففي كل قسم من هذا المنتدى لكِ رشة عطر. قد فاح منها أريج مسك تعبق برائحته الألباب قبل الأنوف.
مواضيعك المخملية ألحان شدية ستخلد على جدار الزمن وتنساب لتطرز جوانب و أركان منتدى الجلفة تلتهب عبيرًا فواحا فتهدي نفح ورد وخزامى .
قرأت كلماتك و أنت تبثين لواعج مفارق ... تودعين بكل صبر و ثبات ...وقد ملكت زمام الصبر على البلاء من ناصيته.
في مثل هاته المواقف يجثم الألم برهة على مرافئ الرحيل و يمكث هنيهة على راحة الصمت الرهيب وراء قضبان الأهات المسروقة ... يتألم القلم و يتسربل لباس الحزن و الأسى ليبوح عن هواجس قد اضنته ... تئن الكلمات وقد التحفت سواد الصمت وعفوية الحسرة برثاء ملاك الطهر نحسبها و لا نزكي على الله أحد....
تختنق الحروف و تغفو متوشحة تراتيل الوداع على قارعة رصيف الأسى تسير بخطى متعثرة منهكة تتحاشى ترانيم خوف جاثم على صدورنا يحبس الأنفاس ... وقد أسرفت السنون في التهام الذكريات ...
تموت النفوس لفقد عضو كان بالأمس معنا .
مع هذا و ذلك كله أختاه ... سنعيش بلون قراءتك مرارا وتكرار نقتطف منها همسا وديعا ، ...، نتحرر من كابوس الغرور بالدنيا ، ومن تراكمات الأمل و الأماني الزائفات ، فنمقت الدنيا لأنكادها و نبعث النفس من جديد على العمل ليوم معادها و قد علمنا أن الطبع مجبول على الأمن من حلول المنايا ...
سنبحر و نعيش عالمك الذي اختاره لك المولى عزوجل ، نستمد العبرة من صبرك على البلاء ونرسم طريقا جلي المعالم .
نريد رضاك يالله.
فرحمك الله أختنا بهاء الإسلام و أسكنك فسيح جناته.
أخوكم يوسف زكرياء