منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تاريخ الصراع العقدي مع الرافضة في بلاد المغرب الإسلامي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-15, 10:14   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي


3 – المقاومة عبر التأليف :

وكانت المقاومة عبر التأليف ونظم الشعر – أيضا – من الوسائل المجدية والنافعة في مقاومة الشيعة والتي كان لها أثر طيب في إقلاقهم وقض مضاجعهم وإعلانهم الحرب على من يفعل ذلك كما كان لها اثر في تبصير العامة بالحق وإرساء دعائم السنة وكانت هذه المؤلفات تنقسم إلى نوعين :

النوع الأول :

المؤلفات التي تتناول مسائل العقيدة جملة وفق منهج أهل السنة والجماعة : ومن بين المسائل التي تتناولها مسألة الإمامة عند أهل السنة وأفضلية أبي بكر وعمر وعثمان على علي رضي الله عنهم جميعا من غير تفريق بينهم واعتبارهم جميعا عدولا خلافا للشيعة الذين يكفرونهم ويفسقونهم عدا نفر قليل منهم سبق الحديث عنهم .
فهذا النوع من التأليف كان له أثر عميق في تبصير الناس بدينهم ونشر المذهب الحق فيهم حتى أصبحوا يعتبرون كل من خالف هذه العقيدة مخالفا للإسلام وخارجا عن جماعة المسلمين يجب فيه كل ما يجب في الكافر من المعاداة والقتال والمقاطعة وغير ذلك من المعاملة لعله يرتدع ويرجع ويتوب .

النوع الثاني :

المؤلفات التي ألفت للرد على الشيعة خاصة وعلى عقائدهم الباطلة : وهذا النوع من التأليف – كما سبق الحديث عنه – جاء نتيجة ظروف خاصة أوجبت على اهل السنة الرد وتفنيد شبههم ودحض باطلهم .
من هذا الصنف من المؤلفات نذكر كتابي (الإمامة) الذين ألفهما الإمام محمد بن سحنون وقد سبق الحديث عنهما وهما أعظم ما ألف في هذا الفن يقول عيسى بن مسكين : (وما ألف في هذا الفن مثلهما) وكتاب (الإمامة) للإمام إبراهيم بن عبد الله الزبيري وكتاب (الرد على الرافضة) له أيضا واللذان كانا السبب في محنته وسجنه وضربه من قبل الدولة العبيدية الشيعية فهذا النوع كان له أثره في المقاومة ولعله كان أشد على الشيعة من النوع الأول وأنكى .
إلى جانب وسيلة التأليف كانت هناك وسيلة أخرى تدخل في باب التأليف أيضا هذه الوسيلة هي نظم الشعر لهجو بني عبيد وذمهم وقد برز في هذا الميدان كثير من الشعراء أذكر منهم : أبا القاسم الفزاري .
وسهل الوراق فمن شعر أبي القاسم الفزاري في هجو بني عبيد قوله في وصفهم ووصف سلوكهم :

عبدوا ملوكهم وظنوا أنهم ..... نالوا بهم سبب النجاة عموما
وتمكن الشيطان من خطواتهم ..... فأراهم عوج الضلال قويما
رغبوا عن الصديق والفاروق في ..... أحكامهم لا سلموا تسليما
واستبدلوا بهما ابن الأسود نابحا ..... وأبا قدارة واللعين تميما
تبعوا كلاب جهنم وتأخروا ......... عمن أصارهم الإله نجوما
أمن اليهود ؟ ام النصارى ؟ أم هم ....... دهرية جعلوا الحديث قديما
أم هم من الصابئين أم من عصبة ....... عبدوا النجوم وأكثروا التنجيما
أم هم زنادقة معطلة رأوا ........ أن لا عذاب غدا ولا تنعيما
أم عصبة ثنوية قد عظموا ...... النورين عن ظلماتهم تعظيما
سبحان من أبلى العباد بكفرهم ..... وبشركهم حقبا وكان رحيما
يا رب فالعنهم ولقهم ........ بأبي يزيد من العذاب أليما


وهو ها هنا ينتص لأبي يزيد مخلد بن كيداد الخارجي ويدعو له شأنه في ذلك شأن معظم فقهاء القيروان الذين ظنوا أن ثورة صاحب الحمار ناجحة لا محالة في تخليصهم من حكم بني عبيد .
ويقول في قصيدة أخرى طويلة أختار منها هذه الأبيات لأن فيها بيانا لعقيدة أهل السنة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الترضي والموالاة والسكوت عما شجر بينهم ورد ذلك إلى الله تعالى وهي النقاط التي يختلف فيها أهل السنة المحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع الشيعة المبغضين لهم يقول :

وإنا بعد من خوف وأمن ....... نحب إذا تشعبت الأمور
رسول الله والصديق حبا ..... به ترجى السعادة والحبور
وبعدهما نحب القوم طرا ..... وما اختلفوا فيه فربهم غفور
ألا بأبي وخالصتي وأمي ...... محمد البشير لنا النذير
سأهدي ما حييت له ثناء ..... مع الركبان ينجد أو يغور


ولسهل الوراق – هو الآخر – قصائد في ذمّ الشيعة وهجوهم ووصفهم بما هم أهله من الكفر والظلم أختار منها ما له صلة بالبحث حتى يعرف القاريء أن أهل السنة المغاربة لم يتركوا وسيلة يمكن أن تحقق هدفها في مقاومة التشيع والشيعة إلاّ ابتغوها ولا سبيلا إلا سلكوه .
فمن ذلك قوله في ادعائهم النبوة :

غضب الإله على نبي لم يزل ..... حيران مغرورا أخا سكرات
منهمكا في خمره وسماعه ....... مترددا في الغي والشبهات
يا ابن الأراذل والمجوس أيا ابن من ..... هتك الفروج وضيّع الصلوات


ويقول في ظلمهم وما نال البلاد منهم من جور وظلم :

فلقد كسا طول البلاد وعرضها .... من جوركم ما فاق كل صفات
قوم إساءتهم إليك بقدر ما ...... أحسنت لا بل مثله مرات
ما قص في التنزيل سوءة أمة ...... إلاّ وفيهم ضعفها سوءات


ويقول متمنيا أن ينتقم الله منهم على يد أبي يزيد مخلد بن كيداد كما هو شأن أهل السنة في تلك المرحلة :

فلتقرعن عصاه كل مضلل ....... عادى النبي وحرف السورات
ولتطهرن الارض من ذي ردة ...... بالمقربين وكل طاغ عات


ويقول وهو يحكي كفرهم وظلمهم :

الطاعنين على النبي محمد ...... والقائلين بأسخف المقالات
إن الإمام هو النبي وإنه ......... رب تعالى الله ذو العظمات
هدم المساجد وابتناها منزها ...... لمضارب العيدان والنايات


ثم يختم القصيدة بلعنهم فيقول :

فعليه ما لبى الحجيج وطوفوا .... وعلى ذويه خوالد اللعنات

هذا وعندما هدد عبيد الله المهدي علماء المغرب بالإنتقام منهم إن لم يدخلوا في طاعته بقوله :

فإن تستقيموا أستقم لصلاحكم ..... وإن تعدلوا عني أر قتلكم عدلا
وأعلوا بسيفي قاهرا لسيوفكم ...... وأدخلها علوا وأملؤها قتلا


أجابه شاعر سني بقوله :

كذبت – وبيت الله – لا تعرف العدلا ....... ولا عرف الرحمن من قولك الفصلا
وما أنت إلا كافر ومنافق .......... تميل مع الجهال في السنة المثلى
وهمتنا العليا لدين محمد ......... وقد جعل الرحمن همتك السفلى


وهذه الأبيات لشاعر سني مجهول يهجو فيها العبيديين ولعله أخفى اسمه حتى يسلم من بطشهم يقول فيها :

الماكر الغادر الغاوي لشيعته ....... شرّ الزنادق من صحب وتباع
الناكثين عهود الله كلهم ......... قوم إلى سفه في الناس أوضاع
العابدين إذا عجل يخاطبهم ........ بسحر هاروت من كفر وتبداع
لو قيل للروم : أنتم مثلهم لبكوا ...... أو اليهود لسدوا صمغ أسماع
ولو عزونا إلى إبليس ما مكروا ....... لقال إبليس : ما هذا من أطباعي


هذا ما تيسر الوقوف عليه من أمر مقاومة أهل السنة المغاربة للفكر الشيعي في المغرب ولعل فيه غنية في إعطاء صورة عن هذا الجانب من جهاد المغاربة ضد المبتدعة على اختلافهم الأمر الذي جعل المغرب الإسلامي يبقى سليما من المبتدعة ويظل سنيا إلى يوم الناس هذا .


…………………………………………………………………………………..










رد مع اقتباس