منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اختبار الثلاثي الثاني
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-29, 20:26   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
sylvie
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي رد

النص :
خير ما تمدح به أي إنسان قولك فيه (انه ذو نفس كبيرة) و شر ما تذم به أيّ إنسان قولك إنه ذو نفس صغيرة و لولا كبار النّفوس في الأرض لكانت جحيما و لولا صغار النّفوس لكانت نعيما أولئك كالنحل ، و هؤلاء كالذباب فبينما تعيش النحلة مع الأزهار و من الأزهار ، تعيش الذبابة في الأقذار و من الأقذار ثم تعود النحلة فتقدّم إلى النّاس شهدا شهّيا أمّا الذبابة فلا تنقل إلى النّاس غير سموم قاتلة ، النحلة تحمل البرء للسقيم و الذبابة (تحمل السقم للبري) .
و النبل في النّفس لا يأتيها من رفعة الجاه و لا من سعة الثروة و لا من بريق الشهرة في أيّ فرع من فروع الاجتهاد البشري إنّه عصارة اختبارات لا تحصى مرت بها النّفس . من كان ذا نفس كبيرة كان أنبل من أن يغتاب أحدا من النّاس فالغيبة و النميمة أقذار لا يستطيب التغلغل في أجوافها النتنة إلا صغار النّفوس ، و هؤلاء قد يكونون من أعرق العيال حسبا أو من أرفع النّاس مركزا أو من أوفرهم ثروة أو من أبعدهم شهرة في دنيا العلم و الفن و السياسة و الدين و الاجتماع و يكون ما بينهم و بين النبل بون شاسع مثل ما بين الأرض و زحل .
و من كانت نفسه كبيرة أبت عليه أن يظهر أمام الناس على غير حقيقته فما خجل بجهله بين العلماء و لا بفقره بين الأثرياء و لا بضعفه بتن الأقوياء و إن هو كان على شيء من العلم و الثروة و القوة ما زها بذلك على الجهلاء و الفقراء و الضعفاء بل على العكس قلل من قيمة هذه الأشياء مخافة أن يخجل منه الجاهل و الفقير و الضعيف . أما الذين صغرت نفوسهم فيسيرون في الأرض بوجوه ليست وجوههم و ألسنة ليست ألسنتهم و لباس ليس لباسهم فهم أبدا يبطنون غير ما يظهرون و ينطقون بغير ما يفكرون و يشعرون ، و يسعدهم أن ينخدع النّاس بما يظهرون و عمّا يبطنون .
إنّك لو بحثت عن أيّ خصام يقوم في الأرض ، سواء أكان بين فردين أم عصبتين أم دولتين أم مجموعة من الدول لوجدته يعود أساسا إلى صغارة في نفوس المختصمين فما اختصم اثنان إلا لأنّ صدر الواحد ضاق بالآخر ، و الصدر يضيق أو يتّسع على قدر ما تصغر النّفس أو تكبر . ففي حين أنّ النّفس الصغيرة تضيق بالكبيرة فتناصبها العداء ، تتسع الكبيرة للصغيرة فتقابلها إمّا بالصفح و إمّا باللامبالاة لذلك كان صغار النّفوس مبعث الفساد و القلق في الأرض ، و كان كبار النّفوس ملح الأرض و خميرتها ، و الواحات في صحاريها .
ميخائيل نعيمة


المطلوب :
I- البناء الفكري :
1- ما هو الأثر الذي يتركه كل من كبار النفوس و صغارها في الأرض ؟
2- ما هي محامد ذوي النفوس الكبيرة ؟ و ما هي مساوئ أصحاب النفوس الصغيرة حسب نظر الكاتب ؟
3- ما سبب الخصومات الواقعة بين بني البشر حسب رأي الكاتب ؟ هل توافقينه الرأي فصّلي في القول ؟
4- بنى الكاتب نصّه على الموازنة بين أيّ العناصر كان ذلك ؟ و ما الحكمة من هذه الموازنة ؟
5- حدّدي اتجاه الكاتب الأدبي ، مع التعليل و التمثيل .
6- إلى أيّ فنّ نثري تدرجين هذا النّص ؟ هل هو قديم أم حديث ؟ وضحي .
7- هل يحقق هذا النص الوحدة المطلوبة في هذا الفّن ؟ وضحي ذلك بالوقوف عند ترابط الفقرات .

Ii- البناء اللغوي :
1- ما الوظيفة الإعرابية للجمل بين قوسين ؟
2- استخرجي من النص : حالا ، تمييزا ، صفة .
3- ما المعنى الذي أفادته "لولا" في عبارة " لولا كبارة النفّوس في الأرض لكانت جحيما " ، حددي عناصر هذه الجملة .
4- بم تفسرين غلبة المحسنات المعنوية في النّص ؟ استشهدي بمثال عن كل منهما مبرزة أثرهما الأدبي .
5- النّص حافل بالصور البيانية ، استخرجي صورة بيانية محددة نوعها و وجه بلاغتها .
6- حددي النمط الغالب في النّص و أذكري بعض مؤشراته .










رد مع اقتباس