منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ملخص علم النفس التربوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-07-25, 09:15   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
شكيب خان
مشرف منتدى الحقوق و الاستشارات القانونية
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
ا لموضوع : الدافعية

المقدمة
قبل الحديث عن طبيعة الدافعية يجدر بنا تقديم تعريف للدافعية والمفاهيم المرتبطة بها مثل الحاجة ، والحافز ، والباعث ، والميل ، والتصنيفات المختلفة للدوافع
ثم ننتقل بعد ذلك الى الحديث عن اهمية الدافعية ووظائفها عند الطلبة في اطار التعلم والتعليم داخل غرفة الصف
مفهوم الدافعية :
ــ حالة داخلية لدى الفرد تستثير سلوكه وتعمل على استمرار السلوك وتوجيهه نحو تحقيق هدف معين
مثلا الدافعية في التعليم
تشير الى حالة داخلية في المتعلم تدفعه الى الانتباه الى الموقف التعليمي والقيام بنشاط موجه والاستمرار في النشاط حتى يتحقق التعلم (1)
ـــ الدافعية طاقة داخلية او قوة ذهنية تساعد الشخص على تحقيق الاهداف ضمن السياقات المختلفة المدرسة ،البيت ، العالم بأسره (2)
ـــ الدافعية حالة داخلية تحدث لدى الفرد وتتمثل في وجود نقص او حاجة او دافع او وجود هدف يسعى الفرد الى تحقيقه (3)

(1) د. محمد بني خالد ، د. زياد التح ـ علم النفس التربوي المبادئ والتطبيقات ص: 228 عمان دار وائل للنشر ط :1 2012
(2) أ.د يوسف قطامي والاخرون ــ علم النفس التربوي النظرية والتطبيق ص: 287 عمان دار وائل للنشر ط: 1 2010
(3) نفس المصدر السابق ــ علم النفس التربوي المبادئ والتطبيقات ص: 228


ـ الدافعية هي الطاقة الكامنة في الكائن الحي التي تدفعه ليسلك سلوكا معينا في العالم الخارجي وهذه الطاقة هي التي ترسم للكائن الحي اهدافه وغاياته لتحقيق احسن تكيف ممكن في بيئته الخارجية (1)
ــ مفهوم الدافعية لدى الجشطات:
ïپ¬ الدافعية: هي أحد المفاهيم النفسية والتي تشير إلى حالة شعورية أو لا شعورية أو حافز يؤدي إلى القيام بسلوك ما. إذن الدافع هو مثير شعوري أو لا شعوري بيولوجي أو سيكولوجي يحرك سلوك الكائن الحي ويوجهه مستهدفاً خفض حالة التوتر أو الاستثارة أو استعادة التوازن البيولوجي أو النفسي.
من خلال التعاريف السابقة يمكن ان نستنتج السمات الاساسية للدافعية :
ــ الدافعية قوة داخلية ذاتية
ـ الدافعية تحرك وتنشط السلوك
ــ الدافعية توجه السلوك نحو وجهة معينة دون اخرى (اختيارية)
ــ الدافعية لها علاقة بحاجات الفرد
ــ الدافعية تستثار بعوامل داخلية او خارجية
ـ الدافعية تؤدي الى اصدار استجابات تؤدي الى تحقيق الهدف
ــ الدافعية تهدف الى الوصول الى راحة بعد اشباع الحاجة
ومن اهم ما تتميز به الدافعية فقد تكون موروثة ، وقد تكون مكتسبة ، او خليط من كليهما
وتعتبر احدى العوامل التي تساعد على تحصيل المعرفية والفهم والمهارة وغيرها من الاهداف التي تسعى الى تحقيقها
النظريات التي تفسر الدافعية :
ـــ النظرية السلوكية ــ
اصحاب هذه النظرية وعلى رأسهم سكنر الذي يعد رائد النظرية السلوكية ، ان الفرد من وجهة نظرهم يكون دائما مدفوعا للحصول على التعزيز ، لهذا يرى
سكنر انه لا داعي لوجود الحوافز لدفع السلوك وتوجيهه
فالتعزيز عند سكنر يعتبر هو المحرك الاساسي لسلوك الانساني ، ولإثارة دافعية الطلبة في اطار عملية التعليم والتعلم يقول : يجب معرفة الكيفية التي يتم بها مكافأة السلوك المرغوب فيه، اي البحث عن الوسيلة التي تثير دافعية الطلبة نحو التعلم
(1) د. احمد زكي صالح ــ علم النفس التربوي ـ ص: 671 ـ دار النهضة المصرية القاهرة 1980
ــــ النظرية المعرفية ــــ
اصحاب هذه النظرية يرفضون فكرة التعزيز على انه المحرك الاساسي لسلوك الانسان لانهم يرون لا وجود لتفسير سلوك واحد يعبر عن اكثر من دوافع
وبالتالي لابد ان يكون لكل سلوك دافع معين محكوم بالتعزيز الذي حدث مع هذا السلوك المعبر عن الدافع
فالنشاط العقلي عند المدرسة المعرفية هو الذي يزود الفرد بدافعية ذاتية متأصلة فيه
مثلا ك ظاهرة حب الاستطلاع والاكتشاف تعتبر عندهم نوع من الدافعية الذاتية التي ترمي الى الحصول على المعلومات حول موضوع معين وذلك بهدف الوصول الى التوازن المعرفي
نقصد بمصطلح عدم التوازن المعرفي : عندما يكون الفرد يعاني من نقص في المعرفة
وتضيف المدرسة المعرفية ان اي نشاط يقوم به الفرد يكون دائما له دوافع داخلية
فالدوافع هي التي تحرك السلوك الانساني نحو الهدف والاهداف المكتشفة بدورها توجه السلوك وتصبح بدورها بواعث تشبع الدافع
نظرية التقويم المعرفي فرع من فروع المدرسة المعرفية لا تعترض على استخدام المكافأة لأنها تعتبرها بحد ذاتها دافعة للطالب ، واستخدامها لا ينقص من اهمية الدافع الداخلي ولا تدعمه من اجل عملية التعلم
ما يهم اصحاب هذه النظرية هي كيفية استخدام المكافأة
مثلا : اذا استخدمت المكافأة كمؤشر للدلالة على اتقان الطلبة للنشاط ، فان هذا سيزيد من قدرات الطلبة في اداء النشاط ، ويحفز من دافعيتهم الداخلية لتعزيز المشاركة في هذا النشاط والعكس صحيح
فالمكافآت لا يجب ان تظهر وكأنها رشوة للحصول على سلوك معين ، لان ذلك سيؤدي لانخفاض دافعية الفرد نحو تحقيق الهدف ، وانما يجب ان تظهر بنمط يعزز الدافعية نحو الاداء
لا ينبغي النظر للمكافأة على اساس انها ضبط السلوك يقلل من الدافعية الداخلية لدى الطالب ، وانما النظر اليها على اساس انها تغذية راجعة للأداء فهذا يزيد من الدافعية الداخلية لدى الطلبة ويعمل على توجيه السلوك نحو تحقيق الاهداف

ـــ النظرية الانسانية ـ
ـــ
يتزعمها العالم ابراهم ماسلو 1970 يعتقد بأن الفرد مدفوع لتحقيق اهداف مثل تحقيق الذات الاستقلالية وغيرها من الاهداف بفعل الحاجات الفطرية
هذه النظرية جاءت كرد على النظرية التحليلية التي يتزعمها العالم النفسي فرويد
ماسلو في نظريته عن الدافعية ترتكز على مفهوم الحاجات ، وبخاصة الحاجات الاجتماعية غير المشبعة
فالحاجات النفسية في نظر ماسلو تصنف الى مجموعتين هما :
ـــ الحاجات الاساسية : وتتمثل في الحاجات الفيزيولوجية الضرورية للبقاء واستمرار حياة الكائن الحي ( مثل الطعام ، والشراب ، والمسكن )
ــ الحاجات النفسية الاجتماعية : التيس يطلق عليها الحاجات النمائية ( كحاجات الامن والسلامة ، والانتماء ، والمعرفة والفهم ، وتحقيق الذات )
فالدافعية حسب هذه النظرية هي اكثر من مجرد نتيجة المكافآت الخارجية او التفكير الداخلي حول مقدرة الفرد وانجازه
ماسلو يرى ان الدوافع والحاجات لدى الانسان تنمو على شكل هرمي يبدأ في قاعدة الهرم بالحاجات الاساسية ثم يتصاعد الى الحاجات النفسية الاكثر تعقيدا
حيث ترتبط دافعية الافراد بالسعي نحو تحقيق الحاجات في المستوى الاعلى ، على مدى اشباع الحاجات الاساسية التي توجد في قاعد الهرم
ماسلو يفترض ان الفرد يتمتع بإرادة حرة في اتخاذ القرارات واشباع الحاجات والسعي نحو تحقيق النمو الشخصي
وبناء على نظرية ماسلو فان الافراد لا يكونون مدفوعين للقيام بسلوك معين من فراغ وانما بناء على حاجات متنوعة ( كحاجة للطعام والحب والانتماء وتحقيق الذات والحاجة الى الفهم والمعرفة والحصول على اكبر قدر ممكن من المعلومات اللازمة والحاجة الى الترتيب والنظام والاتساق ـــــ يتبع ان شاء الله
انواع الحاجات في نظر مسلو :
الحاجات الفيزيولوجية التي تكفل بقاء الفرد واستمرار الحياة ( كالطعام ، والشراب ، الهواء ، المسكن )
الحاجة الى الامن : رغبة الفرد في الحماية من الخطر والتهديد والحرمان
الحاجات الاجتماعية : الرغبة في الانتماء والارتباط بالأخرين تأكيدا على الفرد طبعه اجتماعي
الحاجة الى التقدير : الرغبة في تقدير الذات وتقدير الاخرين لها
الحاجة الى تحقيق الذات : رغبة الفرد في تحقيق امكاناته وتنميتها ( الافراد في تحقيق هذه الحاجة يختلفون )
تطبيق النظرية الانسانية في مجال التعليم :
مثلا :
مستوى 1 : الطلبة الذين لم يحصلوا على التغذية المناسبة ( سوء التغذية) قد تكون لديهم صعوبة في عملية التعلم داخل الصف
م2 : فيتضمن الحاجة للسلامة والامن : فالمدارس الامنة تزود طلبتها بالبيئة الامنة
فالمدارس الخالية من مظاهر العنف مثلا تساعد الطالب على التعلم بشكل ايجابي
م3 : الحاجة الانتماء : الاهتمام بالطالب من الذين يحيطون به ( الاباء ، الرفاق ، المعلمين ) ينمي قدراته العقلية ويساعده على الاندماج الكلي في عملية التعلم
م4: الحاجة لتقدير الذات : الطلبة يكتسبون تقديرهم لذواتهم من خلال الانجازات الناجحة والتي لها معنى بالنسبة لهم
م5: الحاجة الى المعرفة والفهم : وتتمثل في النشاطات الاستطلاعية وفي البحث عن المزيد من المعرفة والحصول على كم من المعلومات
فان عملية تعزيز الحاجة الى المعرفة والفهم تمكن الطلبة من اكتساب المعرفة واصول التفكير العلمي وهذا اعتمادا على دوافع ذاتية داخلية
م6: الحاجات الجمالية : الرغبة في القيم الجمالية وتتجلى لدى الافراد في اقبالهم وتفضيلهم للترتيب والنظام والاتساق في الموضوعات او الاوضاع او النشاطات
ماسلو يعتقد ان الفرد السوي يتمتع بصحة نفسية سليمة ينزع الى البحث على الجمال بطبيعته سواء كان طفلا ام راشدا
نظرية العزو في الدافعية :
صاحب هذه النظرية العالم ( برنارد واينر ) استخدمها في تفسير الافعال ردود الافعال للأفراد الاسوياء وغير الاسوياء في مختلف المجالات وقد اطلق عليها (واينر) نظرية ( اللذة والالم)
يرى ان اللذة والالم يتم تحقيقهما بعد عملية الفهم ، الذي يعتبره (واينر) المثير الرئيسي للفعل والحركة لدى الفرد
يعد (وينر) اول من ادخل نظرية العزو في الحقل التربوي ــ فكانت استنتاجاته كالتالي :
يرى ان الاسباب التي يعزوها التلاميذ الى نجاحهم او فشلهم الى ثلاث مجموعات رئيسية هي :
ـــ البعد الاول ـــ
الداخلي والخارجي : قد يعزو التلاميذ نجاحهم او فشلهم الى اسباب داخلية هي القدرة ــ او الجهد ــ او المزاج
ــ الاسباب الخارجية او عوامل خارجية : الاسباب التي يعزوها التلاميذ الى نجاحهم او فشلهم الى عوامل خارجية مثل الحظ ، او صعوبة المهمة ، او اتجاهات المدرس ، المساعدة من الاخرين
ــ البعد الثاني ــ
الثبات مقابل عدم الثبات ( المسببات الثابتة او الدائمة وغير الدائمة )
يمكن ان يعزو التلاميذ اسباب نجاحهم او فشلهم الى اسباب ثابتة ـــ مثل القدرة او اسباب غير ثابتة ــ مثل المزاج
ــ البعد الثالث ــ
يشير الى التحكم مقابل عدم التحكم
قد يعزو التلاميذ اسباب نجاحهم او فشلهم الى اسباب يمكن التحكم بها مثل ـ الجهد ، او الى اسباب لا يمكن التحكم بها مثل الحظ ، او المزاج في يوم الامتحان
ـــ فالأبعاد التي صاغها (واينر) يعتقد انها مهمة في دافعية الفرد ، فهي التي توجهه داخليا او خارجيا في عزوه لأسباب نجاحه او فشله
فاذا كان عزو الفرد في نجاحه لعوامل خارجية فان ذلك يقوده كما يعتقد ( واينر) الى الاعتراف بالجميل
اما عزو الفشل الى عوامل خارجية فانه يتبعه كما يعتقد ( واينر) شعور بالغضب
ــ لقد اكدت الدراسات ان الافراد الذين يعزون اسباب نجاحهم او فشلهم الى عوامل ثابتة مثل القدرة وصعوبة المهمة في حالة الفشل يصيبهم الاحباط واليأس
لان هذه العوامل لا يستطيعون التحكم بها زيادة او نقصان
اما الذين يعزون اسباب نجاحهم او فشلهم الى عوامل غير ثابتة مثل الجهد فانهم سيعاودون المحاولة مرة احرى مع بذل الجهد اكثر ـــ يتبع ان شاء الله










آخر تعديل شكيب خان 2022-07-28 في 14:45.
رد مع اقتباس