مركِز أبحاث الأمن القوميّ بجامعة تل أبيب: “المغرب يُسرّع من وتيرة التطبيع مع إسرائيل بعد حصوله على تأكيداتٍ من واشنطن بسيادته على الصحراء الغربيّة.. الرباط رقصت الـ”تانغو” مع حماس خلال الحرب الأخيرة على غزّة ولكن عند وصول هنيّة إلى المملكة اختار الملك محمد السادِس تهنئة بينيت بحكومته الجديدة”.
تناولت دراسةٌ جديدةٌ صادِرةٌ عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابِع لجامعة تل أبيب، تناولت وتيرة التطبيع بين كيان الاحتلال وبين المغرب، مؤكّدةً أنّ زيارة المدير العّام للخارجيّة في تل أبيب، ألون أوشفيتز إلى المغرب هي فرصةٌ لتعزيز الزخم في العلاقات بين البلدين، وذلك بعد نصف عامٍ من إعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، ورغبة الرباط رؤية واشنطن تُكرِّم الاعتراف الأمريكيّ بسيادة المغرب في الصحراء الغربية، على حدّ تعبيرها.
وتابعت أنّ قرار المغرب بالامتناع عن إعلان التطبيع الكامل يعكس الحاجة إلى الدفاع ضدّ احتمال أنّ إدارة بايدن القادمة لن تؤيد القرار بشأن الصحراء، ولكنْ في شهريْ آذار (مارس) ونيسان المُنصرِميْن أصدرت الإدارة الأمريكيّة الجديدة تصريحات أكّدت فيها إنّ حكومة بايدن ستحترم القرار المتعلِّق بالصحراء، بينما تضغط من أجل استئناف المحادثات للتوصل إلى حل سياسي للصراع، ولذا، ,أوضحت الدراسة الإسرائيليّة، فإنّه في ضوء الاستمرارية المعقولة المتوقعة لسياسة الولايات المتحدة، بدأت العلاقات المغربية الإسرائيلية تتطور، وإنْ كان ذلك بطريقة أقل وضوحًا بكثير من العلاقة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
ولفتت الدراسة إلى أنّه مع اندلاع جولة القتال الأخيرة بين حماس وإسرائيل، وجد التطبيع بين المغرب وإسرائيل نفسه، والذي تقدم على أي حال بوتيرة بطيئة بشكل خاص، في مواجهة أوّل اختبارٍ جديٍّ له، ولكنْ على الرغم من الرقص الدبلوماسيّ المغربيّ مع حماس في الشهريْن الماضييْن، قالت المملكة إنّها تعتزم مواصلة تطوير علاقاتها مع إسرائيل.
ولاحظت الدراسة أنّه في يوم وصول رئيس الدائرة السياسيّة في حركة حماس، إسماعيل هنية إلى الرباط ، هنأ الملك بحرارة رئيس الوزراء الإسرائيليّ الجديد، نفتالي بينيت، بتشكيل حكومته، ووفق ما ورد بدأ المغرب في التخطيط لرفع مستوى بعثته في تل أبيب إلى السفارة، وفي الرابِع من شهر تموز (يوليو) الجاري، هبطت طائرة شحن تابعة للقوات الجوية المغربية في قاعدة (حتسور) العسكريّة-الجويّة الإسرائيليّة، حسبما ورد للمشاركة في مناورة عسكرية مع جيش الـ”دفاع” الإسرائيليّ، كما جاء في الدراسة الإسرائيليّة.
وخلُصت إلى القول إنّه على هذه الخلفية فإنّ زيارة المدير العّام للخارجيّة في تل أبيب أوشفيتز، والتي جرت بتوقيتٍ قريبٍ جدًا من محادثة وزير الخارجية الإسرائيليّة،يائير لابيد مع نظيره المغربي ناصر بوريتا، هي دافع آخر لتجديد العلاقات الثنائية، وفرصة لبدء ترجمة اتفاقٍ واعدٍ على الورق، إلى سياسةٍ أكثر عمليةٍ، مُوضحةً أنّ الاتجاه الذي ستنطلق فيه عملية التطبيع سيعتمد من هنا على كلا الجانبين، لكن يُمكِن لإسرائيل أنْ تشرع في إجراءات سيتّم تعزيزها، وفق مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ.
المصدر: رأي اليوم