[المهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين أما بعد
السلام عليكم ايها الاحبة ورحمة الله وبركاته
كنت قد وعدتكم بموضوع سابق عن احد شهداء ثورتنا المجيدة بولا ية سوق اهراس انني عندما احصل على بعض المعلومات عن احد الشهداء الابرار وعن المجاهدين العظام بمنطقة اولاد سكياس بالذات حيث كان ينشط الشهيدين البطلين السبتي بومعراف وجبار عمر , واللذين سميت باسمائهم قرى واحدة باسم السبتي بومعراف وهي بدائرة تاورة والاخرى بجبار عمر وهي بدائرة المراهنة وكلي القريتين متواجدتين بولاية سوق اهراس ومادام مصدري في هذه المعلومات هم الشيوخ الذين عايشوا هؤلاء الرجال الابطال فان هذه المرة سأتكلم عن الشهيد البطل جبار عمر والذي حكى لي عنه والدي رحمه الله وبداية ايها الاحبة سأروي لكم كيف كانت البداية في معرفتي لما اخبرت به ,
يوما كنت جالسا على ربوة بالريف حيث كان يقطن اقاربي ولما كان والدي من الذين ابوا الا وان لايتركوا الارض التي شهدوا فيها مئاسيهم وفرحهم اي ذاقوا فيها الخيرات والويلات ايم السعادة والشقاء ولما كان والدي من الرجال الذين كتب الله عليهم المشاركة في الثورة التحريرية المضفرة وعايش الشهيد البطل جبار عمر كما عايش الشهيد السبتي بومعراف ,
قلت ايها الاحبة زرت اهلى في عطلة الربيع وكان الجو مناسبا لان يخرج الانسان الى الحقل ويتنفس طيب الطيبة ويبعد قليلا عن ضجيج المدينة
قلت ايها الاخوة والاخوات جلست على ربوة وبيدى فنجان قهوة وانا اتامل الزرع كيف نمى والزهور كيف تغطي الحقول وكان الوقت عصرا واذا باحد يربت على كتف واذا به والدي رحمه الله يجلس بجانبي ثم يقول يابني ما بك جالسا وحدك , اليس هذ غريبا بعض الشيئ انت في المدينة بعيدا عنا والان انت جالسا وحدك فماذا يجول بخاطرك ياترىظ
فقلت يا ابي ان الامر ابلغ من ذلك , فقال ماذا يابني فقلت له ان جلوسي هذا استذكرت به حكايتك عن الشهيد جبار عمر رحمه الله وانا انظر الى تلك الربوة تذكرت ماقلته لي ذاك اليوم عنه عندما هرب من قنابل الطائرات الفرنسية ومكوثه مع جدي رحمه الله بغرفة الضيوف , فاحس والدي رحمه الله حبي لتكرار تلك الحكاية فأردف قائلا ,
يا بني إن جبار عمر بطل مغوار ذاق الويلات لكنه ابى الا وان يستمر في كفاحه ضد المستعمر , انه يابني من عرش أولاد خيار وهو من هذه المنطقة أولاد سكياس لكنه جالا كثيرا وتحمل كثيرا الصعاب حتى جمع الاموال التي يدعم بها جيش التحرير بهذه المنطقة وانهيجمع الاعانات للمجاهدين ويستلم اخرى من ادارة الاوراس , ولقد كان امينا محافظا لا يخشى الا الله كلمته كلمة حق وعلى ما أذكر لقد جلس ذاك اليوم المشؤوم
عندنا بالبيت بغرفة الضيوف مع جدك رحمه الله وتجاذف اطراف الحديث ولقد تلى جدك بعض ايات القران الكريم فقال الشهيد لجدك يا
أخي هل يعقل ان نترك هذه البلد التي يتلى فيها كتاب الله الى من لا يعرفون قيمة العرض والدين
فبعدها قلت له يا أبي كيف توفي الشهيد , فطأطأ راسه ثم قال لست ادري بالضبط لكنني علمت انه مات بجبل بسوق اهراس عندما ذهب
رفقة بعض المجاهدين لتسليم الاعانات والسلاح لاخوانه المجاهدين بعد ذهابه لبعض الايام اتان نبأ وفاته , ولقد افتقدناه ,
يا ولدي انه رجل من الرجال الذين كانوا في مقتبل العمر لكنهم ضحوا بشبابهم حتى تجلس انت وابناء الجزائر مثل هذه الجلسة
فياولدي لاحياة سعيدة دون تضحية والتضحية لا تكون الا من رجل رشيد ,
وعندها احسست بان والدي تذكر جرحا عميقا وادار راسه حتى لا ارى دموعه ,
أحبتي انهم رجال عظام صنعوا مجد الجزائر فيا ليت الشباب اليوم يعي بحقيقة ابائهم واجدادهم لقد جاعوا وتعروا وماتوا من اجل ان نعيش عيشة رغيدة , فرحم الله الجميع واسكنهم فسيح جنانه, أمين,
والسلام من اخيكم المهذب