منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل انتهت الحرب في إقليم "قره باغ"؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-12-06, 10:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B1 هل انتهت الحرب في إقليم "قره باغ"؟

هل الحل في إقليم "قره باغ" المتوصل إليه بين الأطراف المتصارعة نهائي أم مؤقت؟



النظام الأرميني السابق كان من حلفاء روسيا وقادته العسكريين هم خريجوا المدرسة السوفياتية العريقة والمدرسة الروسية الحديثة، عمل الغرب على إطلاق شرارة ثورة ملونة على يد رئيس الوزراء الحالي "باشينيان" الذي لم يخفي يوماً عداءه لروسيا، بل أن هذا العداء لروسيا هو الذي خلق له شعبية طاغية لدى قطاع واسع من الشعب الأرميني ويكون هو "حصان طروادة" الذي حمله إلى سدة الحكم في أرمينيا إلى جانب الدعم الغربي المنقطع النظير له يوم أشعل فتيل الثورة الملونة في بلده للإطاحة بنظام الحكم الموالي لروسيا آنذاك.
عندما وصل "شيغفارا" السي آي آي [باشينيان] إلى الحكم في أرمينيا طرد كل القادة العسكريين الأرمينيين من الخدمة وطرد كل مقرب من روسيا في الدوائر الرسمية الأرمينية ، ووضع كل بيضه في السلة الأمريكية والغربية، وبالتالي فوت الرجل على بلده فرصة كسب حليف لطالما كان وفياً لشعب أرمينيا ألا وهو "بوتين".
روسيا قدمت إلى أرمينيا قبل وصول "باشينيان" إلى حكامها أسلحة استراتيجية هامة، ولأسباب استراتيجية وتكتيكية رفضت روسيا استخدام أسلحتها الاستراتيجية التي باعتها إلى حكومة أرمينيا ما قبل حكومة "باشينيان" في الحرب مع أذربيجان الأخيرة حول إقليم "قره باغ"، روسيا في الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان وقفت إلى جانب الدولة الأرمينية ولم تقف أبداً مع نظام "باشينيان" الذي خيب الغرب ظنه عندما تخلى على أرمينيا ووقف إلى جانب أذربيجان لسببين هامين هما:
الأول، أن أذربيجان تربطها علاقات استراتيجية مع الكيان الصهيوني المحتل، هذا الأخير الذي قدم دعمه المطلق لأذربيجان ضد أرمينيا، رغم أن أرمينيا المسيحية أقرب إلى الكيان الصهيوني من أذربيجان المسلمة، دينياً وتاريخياً وحتى اشتراكهما معاً في فظائع ما يسمى "بمذبحة الأرمن" وما يسمى"بمذبحة اليهود في أوروبا" [الهولوكست]، ولكن عندما ننظر إلى مصلحة الكيان الصهيوني أين نجدها اليوم؟، فإن الكفة ستميل إلى أذربيجان بلا شك وكلمة السر هي محاصرة إيران العدو اللدود للكيان الصهيوني وربما رغبة الكيان الصهيوني في أن تسمح أذربيجان مسقبلاً بوضع قوات عسكرية واستخبارتية صهيونية على حدودها[أذربيجان] مع إيران، فالكيان الصهيوني بعد وقفته هذه مع أذربيجان في حربها مع أرمينيا وتقديم كل أنواع السلاح والدعم اللوجيستي لها لا يفعل ذلك لوجه الله ولكنه ينتظر مقابلاً من ذلك من أذربيجان، قد لا نرى رد الجميل للكيان الصهيوني الآن ولكن من المؤكد أن أذربيجان مديونة في هذا الوقت بالذات للكيان الصهيوني الذي وقف معها في مسألة مصيرية "لباكو" والأيام ستكشف الثمن الذي ستقدمه أذربيجان للكيان الصهيوني ومن المؤكد أنه سيكون كبيراً وباهظاً جداً وعلى حساب النظام الإيراني وربما المنطقة برمتها.
الثاني، أن أذربيجان حليف لعضو مُهم من "حلف النيتو" ونعني به ههنا الأتراك ومن غير المرجح أن تقف بلدان "حلف النيتو" مع بلد غير عضو[أرمينيا] ضد بلد عضو[تركيا]، لأن ذلك سيؤدي إلى انقسام وتفكك وضعف وضعضعة الحلف وهو الذي يعيش اليوم على حد تعبير الرئيس الفرنسي " ماكرون" "موتاً سريرياً"، فمهما كانت الخلافات بين أعضاء الحلف أو اختلفت مصالحهم ففي النهاية هم موظفين لدى "البيق بوس" أمريكا، وهذا الذي فهمته تركيا، "فأردوغان" قرأ جيداً الأوضاع ولم يتحرك في ملف إقليم "قره باغ" إلا عندما تأكد أن كل الظروف العالمية والدولية والإقليمية والمحلية تصبُ في مصلحته وأنه سينتهي إلا "نصر" في هذه القضية وهذا الذي كان، أما ما تقوم به فرنسا اليوم من مشاغبة مع تركيا بعد أن رُجحت النتيجة في نهاية المطاف إلى تركيا فهو لا يعدو كونه خلاف على إفريقيا ودول شمال إفريقيا وثروات شرق المتوسط وما اثارة موضوع "مذابح الأرمن" أو حديث يُطلق بين الفينة والأخرى عن عزم باريس الإعتراف بإقليم "قره باغ" المتنازع عليه وغير المعترف به دولياً فهو لزيادة الضغط على تركيا حتى تتنازل في عديد الملفات التي سبق ذكرها، والتي استطاعت تركيا أن تجد لها موطئ قدم فيها بشكل قوي وسريع في فترة وجيزة من ترهل النظام العالمي الذي كانت تقوده الولايات المتحدة وبخاصة في فترة الرئيس المنتهية ولايته "دونالد ترامب"، والتي تهدد الإرث الإستعماري الفرنسي فيها بما يتمخض عن ذلك الأمر من ضياع لمصالح اقتصادية حيوية وتبعية ثقافية لغوية لتلك البلدان، بلدان العالم الثالث التي يتصارع عليها في الفترة الأخيرة الدول الاستعمارية والتي من بينها فرنسا وتركيا وأمريكا والكيان الصهيوني.
اليوم "باشينيان" يعيش ظروفاً صعبةً تُهدد بالإطاحة به من على رأس المؤسسة الحاكمة في أرمينيا بسبب الاخفاقات العسكرية التي مُني بها في قضية إقليم "قره باغ" المتنارع عليه بين بلده وأذربيجان، هناك الآلاف من الأرمينيين الذين يتظاهرون كل فترة لإسقاط الرجل الذي عرف بحمل حقيبة الظهر"ساكا دو" والذي أطلق شرارة الثورة الملونة ضد النظام السابق الذي كان متحالفاً مع روسيا، فإلى أين ستنتهي به الأحداث في أرمينيا التي كانت في يوم من الأيام جزءً لا يتجزأ من الفضاء السوفياتي؟.
بقلم: الزمزوم








 


رد مع اقتباس