منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساوئ الأخلاق ومذمومها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-12-25, 13:08   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُق التَّنْفِير

معنى التَّنْفِير لغةً:

مادة (نفر) أصلها يدلُّ على تجافٍ وتباعدٍ

ومِن ذلك نَفَر الحيوان وغيره، بمعنى تجافيه وتباعده عن مكانه

ونَفَرَ يَنْفِر نُفُورًا ونِفارًا: إِذا فَرَّ وذهب

والنَّفْر: التَّفرُّق، ونَفَرَ الظَّبْيُ وغيره نَفْرًا ونَفَرانًا: شَرَدَ


((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/459)

((الصحاح)) للجوهري (2/833)

((لسان العرب)) لابن منظور (5/227).


معنى التَّنْفِير اصطلاحًا:

التَّنْفِير: هو أن تَلْقَى النَّاس أو تعاملهم

بالغِلْظَة والشِّدَّة ونحو ذلك

ممَّا يحمل على النُّفور مِن الإسلام والدِّين


((نضرة النعيم)) (9/ 4297).

صور التَّنْفِير

هناك صور عدَّة مِن صور التَّنْفِير

نذكر هنا طرفًا منها، وهي كالتَّالي:


1- تعامل الداعية مع الناس بأسلوب فيه نوع من الشدة

والغلظة والجفوة وافتقاد الرفق واللين.


وهذا السلوك يجعل الناس ينفرون مِن دعوته

ولا يستجيبون لتعاليمه، وهذا تصديقًا لقول

رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إنَّ الدِّين يُسْرٌ، ولن يُشَادَّ الدِّين أحدٌ إلَّا غلبه

فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا

https://www.dorar.net/hadith/sharh/1474

رواه البخاري (39) واللَّفظ له، ومسلم (2816).

ولا شك (أنَّ الغلوَّ مخالفٌ للفطرة البشريَّة

لا يمكن تحمُّله والالتقاء معه، وسلوك الغُلَاة مِن الغلظة والجفوة

وأسلوبهم مِن التَّشدُّد والتَّعْسِير. كلُّ ذلك ينفِّر النَّاس

مِن الاستجابة للدَّعوة، ويصدُّهم عنها...)


((ظاهرة الغلو في الدين في العصر الحديث))

لمحمد عبد الكريم حامد (ص 371).


2- الأخذ بالعزيمة والحمل على الأخذ بها

والإعراض عن الرخص التي شرع الله الأخذ بها

مما يوقع الناس في المشقة، مع أنَّ الله -تبارك وتعالى

- يحبُّ أن تُؤتى رُخَصه كما يحبُّ أن تُؤتى عزائمه.


3- تقنيط النَّاس مِن رحمة الله -تبارك وتعالى-

وتيئيسهم مِن التَّوبة، وازدراء المذنبين ونبذهم

وربَّما وصل الحال للاعتداء عليهم بالشَّتم والأذيَّة البدنيَّة

وكلُّ هذا مِن صور التَّنْفِير التي نهى عنها

المصطفى صلى الله عليه وسلم.


فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رجلًا على

عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله

وكان يُلَقَّب حمارًا، وكان يُضْحِك

رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشَّراب

فأُتِي به يومًا، فأَمَر به فجُلِد

فقال رجل مِن القوم: اللَّهمَّ الْعَنْهُ، ما أكثر ما يُؤتى به؟

فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:

((لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلَّا أنَّه يحبُّ الله ورسوله


https://www.dorar.net/hadith/sharh/148731

رواه البخاري (6780).

. وفي حديث آخر

((أُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بسكران

فأَمَر بضربه، فمنَّا مَن يضربه بيده

ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه

فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله!

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا تكونوا عون الشَّيطان على أخيكم


https://www.dorar.net/hadith/sharh/11203

رواه البخاري (6781).

(فقد علَّل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم نهيه

عن لعن شارب الخمر بأنَّ ذلك اللَّعن سيكون

عونًا للشَّيطان على المسلم، فربَّما ازداد نفورًا

فإنَّ العقوبة تُقَدَّر بقَدْرِ الجُرْم

فربَّما ازدادت فأدَّت إلى أثرٍ عكسيٍ)


((مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر))

لعبد الرحمن بن معلا اللويحق (2/698).


4- تغليب الترهيب على الترغيب في الدعوة إلى الله.

5- القسوة عند الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر

وعدم التَّروي والتَّمهُّل فيه.


6- تنفير الأئمَّة للنَّاس مِن الصَّلاة بإطالتها

مخالفين بذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتخفيف.


7- التَّنْفِير في التَّعليم

وذلك إمَّا بالزَّجر والسَّبِّ والضَّرب للمتعلم

بما يدفعه للعزوف عن تعلُّم العلم.


8- مخاطبة النَّاس بما لا يتحمَّلونه: كالاختلافات بين الفقهاء

وأقوال المتكلِّمين في المعتقدات

وغيرها مِن الأمور التي قد لا يستوعبها البعض

أو يفهمونها على غير فهمها الصَّحيح.


9- مخالفة العلم للعمل والقول للفعل:

قال حكيم: (أفسد الناس جاهل ناسك وعالم فاجر

هذا يدعو الناس إلى جهله بنسكه

وهذا يُنفِّر الناس عن علمه بفسقه)


((موارد الظمآن لدروس الزمان))

لعبد العزيز السلمان (2/17).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التَّنْفِير










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-12-26 في 12:54.
رد مع اقتباس