منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز ¨°o.O(«۩☼۩ « عبقات وقطوف رمضانية << اليوم 28 >> ❀ حسآم ❀ » ۩☼۩»)O.o°¨
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-15, 11:45   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
❀ حسآم ❀
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ❀ حسآم ❀
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



أحسن القَصص من القرآن

سيدنا يوسف الصديق --- طفولته




أهلا وسهلا بكم في رحلة من رحلات شيقة من رحلات القرآن الكريم . جمعت من كل بحر علم ، ففيها الغنى والفقر ، والسجن والشدة والفرج ، والعفاف والفحش والخطأ والسماحة
سورة يوسف قال عنها الله عز وجل (( نحن نقص عليك أحسن القصص بما يوحى إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين )) سورة يوسف التي نزلت عام الحزن ، عام وفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، ووفاة عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي طالب . ليتعلم منها المؤمن الصبر وأن يتذكر أن بعد العسر يسرا ، وبعد هجرة الحبشة جاءت هجرة المدينة المنورة .
وقد طلب الصحابة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، لو قصصتَ علَينا ؟ فأنزَل اللهُ تعالى الآيات .




1 – طفولة

قال الله تعالى :

يروى لنا القرآن الكريم مكاشفة يوسف عليه السلام لأبيه وإخباره بخبر الرؤيا التي رآها وهو صغير دون الثانية عشرة من العمر ،
وهنا نتعلم مدى أهمية مكاشفة الوالدين مع الأبناء ، وإبعاد كل خوف ورهبة بينهما ، فكثير من المصائب وقعت للبنات والأبناء جراء هذه المشكلة ، فعندما يلجأ الولد لأبيه ويخبره بأنه يعاني من كذا أو أن كبيراً يكلمه بعبارات سوء ،( والمشاكل كثيرة ) فيكون لجأ للمكان الصحيح ، فيتصرف الأب أو الأم بحكمة ويحمي ابنه وابنته ، وكثير من القضايا في أزمان عديدة وقعت بسبب الحاجز النفسي الرهيب داخل الأسرة . والمصيبة في زماننا أن الابن أو البنت لو جرب واقترب من والده ليخبره ، فسيتهمونه بالخطأ ويعاقبونه !!!!!
وقد حذر نبي الله يعقوب ابنه يوسف عليهما السلام من إفشاء الرؤيا وإخبارها لإخوته حتى لا يحسدوه عليها ، وزاد على ذلك أنه بين عليه السلام أن تلك طبيعة في كثير من الناس وأن الشيطان شاطر ، ونتعلم من هذه النصيحة ألا نتسرع بطلب تأويل الأحلام ولا سردها على الناس ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نحدث بالرؤيا الصالحة إلا لمن نحب . وأن نكتم الحلم الذي نكره .
وفًسر المنام بأن يوسف عليه السلام سيرث النبوة وسيُؤتى الحكمة وتأويل الأحاديث ، فزاد حب والده له على حب .
ثم شرح يعقوبُ عليه السلام ابنه بأنه سيتعلم تعبير الرؤيا وأنه سيرث النبوة ، فزاد حبه عليه السلام لابنه يوسف أيما حب ، مما أثار حسد إخوته ونقمته

تذكير : الرؤيا تكون في المنام ،



الحسد ينهك البلد والولد ، وهو الذي قتل ابن آدم عليه السلام وهو الذي أخرج إبليس من الدرجة العالية التي كان فيها ، وعلى الرغم من حسد إخوة يوسف لأخويهما( يوسف وشقيقه بنيامين ) إلا أن غيظهم كان للأول أشد حتى عميت قلوبهم وفكروا بقتله !!! وعقدوا النية على التوبة والإنابة قبل تنفيذ الجريمة !!! إلا أن رأياً منهم اختار رميه بجب البئر ( وهو مثل العتبة في جوف البئر يقف عليها من يجلب الماء إذا قل منسوبه ) لعل قافلة تأتي فتأخذه وترعاه .
ثم أتوا بحيلة ليقعنوا أباهم بإرسال أخيهم معهم الذي خاف ولكنهم عقدوا له الأيمان وأتوه المواثيق أن يعودوا به ،وشددوا فقالوا : كيف يأكله الذئب ونحن عشرة فتيان أشداء ( إنا إذاً لخاسرون ) كأنهم قالوا بذلك : لا رجولة فينا لو أكله الذئب ؟؟

الجريمة



قال الشاعر :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة …. على المرء من وقع الحسام المهندِ
أن يُظلم الإنسان أمر موجع ،
وأن يُظلم من أهله وأقرب الناس إليه أمر مفجع !!!! هذا ما لاقاه يوسف وهو دون الثانية عشرة من العمر
تخيلوا معي صغير ، وحيد ، أخذه إخوته معهم يشتمونه ويبصقون على وجهه ويكيلون له الإهانات تلو الإهانات !! ثم خلعوا قميصه وألقوه في بئر عميقة مظلمة موحشة وتركوه ورحلوا .

تخيلوا معي ..
لو تحدث هذه مع بشر بمثل عمره وأخرجوه بعد خمس دقائق لسببت له صدمة وعقدة طول حياته ، ولكن لطف رب العالمين ورحمته بعبده ونبيه يوسف ثبته ونجاه من كل كرب وأوحى إليه في خاطرهِ أن الأيام ستدور وسيخبرهم بفعلهم هذا وهو عزيز أمامهم ولا يعرفونه

ثم جاء إخوة السوء إلى أبيهم وقت العِشَاء يخفون فيه جريمتهم . يتباكون على أخيهم ، وهنا قاعدة في التحقيقات والقضاء ، أنه لا تأخذنا العاطفة مع كل باكٍ وشاك .
وقد فضح المجرمون أمرهم وهم لا يشعرون ، أولا قالوا :
أنت لن تصدقنا حتى لو كنا صادقين !! وثانيها أنهم جاؤوا بقميص أخيهم ملطخ بدماء مصطنعة ليثبتوا أن الذئب أكله ، فقال عليه السلام : ما أرحم الذئب ، أكل الغلام وترك لنا قميصه سليماً لم يمزقه !! فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون بإيمانه عليه السلام أوكل الأمر لله عز وجل . صابرا محتسباً وهو الشيخ الكبير في السن عليه السلام .


هنا قال الوارد : يا بشرى !!! يعني أبشرك أنتِ يا بشارة !! بهذا الغلام .
ولم يجدوا أهل القافلة إلا أن يأسروه ليبيعوه بالسوق بثمن بخس زهيد جدا . وكل هذا بأمر الله .









رد مع اقتباس