[عبد العزيز الرستمي]

أراد كيف فعل ماها اختيار
أراد كيف فعل مالها اختيار ** سبق لها في الأزل هكذا تكون
ضاعت و خلاها الهول مدينة الجدار ** ما بقى فيها باش تعاند المدن
هكذا قدر من أنشأ الليل و النهار
هكذا قدر و قضى ربنا الحكيم **كيف أراد فعل باحكامه و قدرته
مالك الملك الحي الدايم القديم **من أنشأ الدنيا و بسطها بنعمته
ما عليها مرتاح غنيو لاعديم ** و كل فيها من هو مشغول تعبته
ما بنت الناس و علاة في الهديم ** واش فيها بنيان للصح تركته
غافلة ما نتبهت للفلك كيف دار ** وين بني الوطاس وفاق الفنون
و المرنيين و بنوزيان الجدار ** عاندت بيهم من جاء طالب الفنون
ما بقى فيها باش تعاند المدن
وين هي ياحسراه وين ناسها ** زينة الهمة ما مثلها بلاد
كانت عروسة و التاج فوق راسها ** قاعدة في مجالس ماراها فساد
صنعها حصن بهيج مطبوع لبسها ** زينها زين أغريب و ناسها جواد
نصرة للمومنين شديد بأسها ** حاربت و قالت أنا طالبة الجهاد
كسبيت مائة ألف ملجوم في الحضر ** دون اللي في العربان خارج الحصون
عملت العز لمن كان في الجوار ** جميع من قربها صانه الملك صون
ما بقى فيها باش تعاند المدن
كانت بعز عظيم و شان مرتفع ** من يراها يتمناها من البشر
باهية صيفتها مكمولة الطبع ** صباحها و مساها يغني عن الفقر
عندها صور مدور محصن للمنع ** من حجر جبالها حرزوها بالوعر
جات ما بين الصحراء و التل مجتمع ** فارحين مواليها بصيد البر و البحر
جات مابين عطار و قبة المنار ** مع الصفصيف و عين الحوت و أزرون
الخنادق و القلعة و حنيف كيف دار **و الجناحالأخضر و العباد و العيون
ما بقى فيها باش تعاند المدن