أنا استغرب مندهشا من الأولياء أنهم يعيبون على الأساتذة طلب المعلومات الشخصية من أبنائهم التلاميذ التي تسجل في كراس المناداة بما نتسائل متعجبين أليس أن أولئك الأولياء أنفسهم هم من ينشرون أخبارهم الشخصية أمام الناس و لا يتحرجون حين تصبح أخبارهم متداولة في الحي و أحوالهم الشخصية يعرفها الغريب قبل الصديق !.. إن هذا الولي نفسه الذي يعيب على الأستاذ طلب المعلومات الشخصية من أبنائه هو نفسه من ينشر غسيله بين الناس يتحدث هنا و يشتكي هناك فيحكي أحوله الشخصية عن مشكل السكن و خطبته و زواجه و حالته هو و أولاده و زوجته وعن طلاقه و بطالته و وظيفته و فقره و احتياجه من غلاء المعيشة و تكاليفها و جميع مشاكله العائلية الاجتماعية و الصحية و يسمعها مع هذا و يكررها مع ذاك و يروي جميع معلوماته الشخصية و أحواله الاجتماعية بالوصف الدقيق و يصبح الأمر عادي حكاياتها مع الذين يقابلهم في المقهى و في الحي و في الأعراس و الجنائز و في أماكن العمل.. و العجيب أن هذا الولي يصبح له الأمر محرجا بل محرما لو يتعلق الأمر بالأستاذ في المدرسة حين يطلب المعلومات الشخصية من ابنه أو ابنته !...