منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ملخص تطبيقات دورة حبيبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-08, 11:21   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
oum sabrin
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية oum sabrin
 

 

 
الأوسمة
نجمة التحديات 
إحصائية العضو










افتراضي

[تااااااااااااابع


QUOTE=حبيييبة;3994935523]




أخواتي الكريمات : هل صديقاتُكِ و أخواتك فـي الله ممن يحرِصْن على صلاة الفجر ؟
أخي الفَاضل : هل أصدقائك و صُحبتك ممن يحرِصُون على صلاة الفجر ؟
الذين يحرِصون على الصّلاة يتواصون , الذين يحرصون على الخير يتواصون عليه , ما دام الحريصين على الخير يتواصون عليه , إذاً لو كان مجموعةُ أصدقائي أو مجموعةُ صديقاتك من النّاس الذين يحرِصون على صلاة الفجر , هل سيُعينُونَك على الصّلاة ؟ هل سيُعينُونك على الصلاة ؟
هم يُعتبرون مصدر إعانة , و أنتَ بالنّسبة لهُم مصدرَ إِعانة , إذاً تَبادُل التّعاون , تبادُل التّواصي , يجعلُنا نصل إلى النّتيجة , يجعلُنا نصل إلى الخير , و لذلك أُؤكّد على المحيط الايجابي, الرِّفقة المُعينة , لماذا لا أجتمعُ مع مجموعةٍ من أصدِقائي و نَتواصى على صلاةِ الفجر ؟ نَتواصى على أن يُوقِظ بعضُنا بعضاً , نتواصى على أن يُحرِّصَ بعضُنا بعضاً و يزيدُ بعضُنا البعض حِرصاً أكثر و أكثر و أكثر , من خلال رسائِل الجوّال , ما شاء الله نُشاهدُ الآن رسائل الجوّال , نقرأُها مئاتُ الرّسائل ترِد و أَشكال و أَلوان و منها ما يَنفع و كثيرٌ منها غيرَ ذلك , هَل جَلسنا فـي جلسةِ عَصف ذِهني (توليد أفكار) و بَدأنا نَكتبُ مجموعةً من الرّسائل التي تُعينُنا و تَحُثُّنا و تَحُضُّنا على صلاةِ الفجر بدأنا نُرسلُها لمن حولنا ؟ أسألُ سؤال : لو حرِصتَ على صلاة الفجر كما هو الذي سيحدُثُ يقيناً بإذنِ الله تعالى , هل سيكفـي ذلك الحِرص أم سيَدعوني حرصي على الصّلاة حتى أُعِينُ أخوةً و أخوات لي في الله ؟ أُختي الفاضلة : عندما تبدأينَ برنامَجك منذُ سَماع هذه الكلماتِ بإذنِ الله تعالى , تبدأينَ بِتطبيق هذا البرنامج و تَستعينين باللهِ عزّ و جل و تعزِمين أنْ تُصلّي الفجر فـي وَقته و الكلامُ أيضاً للإخوة الكِرام : عندما يبدأُ الواحدُ منّا بتطبيقِ هذا البرنامج هل يُفكِّر بتطبيقِه لوحدِه أم يُفكّر بأن يَبدأْ مُباشرةً بِإعانةِ الآخرين على تطبيقِه.
الوصيّة التي أوصيكم إيّاها : منذُ الوهلة الأُولى , منذُ اللّحظة الأولى : إِنْ كُنتَ مُتزوّجاً , أيقظْ زوجتك , إن كان عِندك أبناء أيقظْ أبناءك و أنتي أُختي الفاضلة كذلك , أيقظْ أحد أصدقائك , أيقظي أحد صديقاتك لا بُدّ منذ التّجربة الأُولى أن نُعين شخص آخر و نَحُثُّه (نُساعدُه للاستيقاظ لصلاةِ الفجر) , نبادر و نسأل من حولنا : يا أخي تُحب أني أوقِظُك اليوم للصّلاة ؟ أختي تُحبّي أنّي أُوقظك اليوم للصلاة ؟ لا بُدّ أنْ أَتواصى مع شخص (على الأقل واحد) و فـي المُستقبل (ليش مو اثنين و ليش مو ثلاث و أربعة و خمسة و ستة) الدالُّ على الخير كفاعله , لماذا لا أَتواصى مع الآخرين؟ هذه وحدة .




ثانيا : لا بُد كلُّ وَاحد منّا يَكون عُنصر فَاعل فـي صُنع المُحيط الايجابي , المهاراتُ التي سأتحدّثُ عنها الآن لابُدّ أن نُعلّمها للآخرين , آخُذ المهارة و أُعلّمها , أُطبّقها و أجعلْ الآخرين يُتقِنون تَطبيقها حتى يستفـيدوا منها , و اللي ما يستطيع أن يُطبّق أنا أكونُ عنصر رئيسي فـي إيقاظِه لصلاة الفجر , حتّى يستطيع أنْ يُطبِّق مُستعينا ً باللهِ عزّ و جل, إذاً هذي من الأشياء التي تُساعدُنا فـي صُنع مُحيطٍ ايجابي (هذي النقطة الثانية).
انتقل للنّقطة الثالثة : و الآن راح ندخُل فـي أُسلوبٍ مُختلف نوعاً ما من المهارات التي سنتحدّثُ عنها , هذا الأُسلوب هو نوع من المهارات التّطبيقية العملية , التي ستُعينُنا بإذنِ الله سبحانهُ و تعالى.
النّقطة الثالثة تقول : (بَرمِج عقلك الباطن) .
احنا نعلم أنّ اللهَ سبحانهُ و تعالى أعطانا لكُلّ واحدٍ منّا ما نُسمّيه (العقلُ الواعي) , و ما نُسمّيه (العقلُ الباطن) , العقل الواعي باختصارٍ شديد : هو المسئول عن تصرُّفاتِنا و حَركاتِنا الإراديّة , و العقلُ الباطن أيضاً باختصارٍ شديد هو المسئول عن كلِّ مشاعرِنا و تصرُّفاتنا التّلقائيّة و اللي نقومُ بها بِدون وَعي , حتى أوضِّح لكم الفِكرة أكثر : هل سبَقَ لأحدِكُم أن استيقَظ الصّباح للفجر , استيقظَ لصلاةِ الفجر , و لمّا فَتح عينيه سَمع حديثَ نفس , حديث داخلي يقُول : (نام شوي , نام خمس دقائق , باقي على الإقامة , باقي على وقت الصلاة) , قال : يا الله ننام و أغمضَ عينه و أكمَلَ نَومهُ فاستيقظَ بعد رُبعِ ساعة , و لمّا فَتح عَينه قال : يا الله الوقت راح , جاءَ حديث صوت من الدّاخل يقول : (و الله صح الوقت راح وبما أن الوقت راح , إذاً خُذ لك أيضاً , يعني خلاص لا تستطيعْ أنْ تتوضأْ و تُدرِك الصّلاة مع الجماعة , خُذْ لك رُبع ساعة ثانية , و تستيقظْ و تُصلّي) , و إذا بك تَنامُ و ما تفتح عينك فـي المرة الثالثة إلا الساعة السابعة و السابعة و النصف , نستطيعُ أن نُسمّي ذلك : (النّفسُ الأمّارة بالسوء) , بالفعل هي كذلك , نستطيعُ أيضاً أنْ نرمي المسؤولية على ما نُسمّيه بالعقل الباطن , الأشياء الاعتيادية , الأشياء التلقائية اللي إحنا نمارسها بدون وَعي فـي حَياتِنا , لأنّ المسألة أحياناً حتى فـي الأكل , حتّى بعض الأخوة و الأخَوات اللي يَضع لِنفسه نوع من الحِمية , أنا أعرف أَحد الإخوة (ما شاء الله) وزنه 170 كيلو , فـي مرةٍ قرَّرَ أنْ يَحتمي عن بعضِ الأطعِمة فَـيقُول كلُّ ما شاهدتُ نَوع مُعيّن من الطّعام يَبدأْ لُعابي يَسيل و تَبدأ نفسي تتحرّك و أُخاطب نفسي بحديث داخلي : (كُل هالمرّة و المرّة الجاية خلاص) , إذاً هو حديثُ نفس بتلقائية , اللي أُريدُ أنْ أقولَه , أُريد أنْ أجعل حديثَ النّفس التلقائي بدلاً مِن أنْ يقول لنا (نام شوي) , يقول: (قُمْ و صلي) , حديثُ النّفس التلقائي يقول : (الصلاةُ خيرٌ من النّوم) , حديثُ النفس الداخلي , الشُّعور التلقائي الذي يَنْتابُنا و يختلِجُ فـي أنفُسنا و فـي صُدورِنا و فـي مَشاعرِنا يدفعُنا دَفعاً إلى الخير , هلْ أستطيعْ أنْ أُبرمِجَ العقلَ الباطِن على النّشاطِ و الحيويّة و الدّافِعية و القابلية العالية عندَ الاستيقاظ لصلاةِ الفجر , بعد ما كانَ مُبرمج لفترةٍ طويلة على الميل نحو الخُمول و الكسل و الرّاحة و مزيد من النّوم , عندما نستيقِظ مع الأذان أو نستيقظ مَع صوتِ المُنبّه عندَ وقتِ الصّلاة , تَجارِبنا السّابقة بَرمجتْ العقل الباطِن بطريقة سلبيّة , تجارِبُنا السّابقة هي عبارة عنِ الكلمات السّليبة التي نسمعُها من الآخرين : (من الصّعب أنْ تستيقظْ للصلاة) , هذا مثال , من الكلمات السّلبية التي نسمعُها : (إذا نِمتْ مُتأخّر مُستحيل تصحا للصّلاة) , و هذا مو صح , صدّقُوني يا جَماعة , إخواني أخواتي : لا تُوجد أي دِراسة فـي الدنيا , لا تُوجد أي دراسة عِلمية تقول : أنّ الإنسان بِحاجة لأنْ يَنام ثَمان ساعات مُتواصلة , لا تُوجد أيّ دِراسة تُثبتُ ذلك , و بَعضُ النّاس (مُبرمَج) , إذا ما حَسب ثَمان قَبل الأَذان يقول : (من الصّعب و من المُستحيل أنْ أستيقِظ) , بعضُ النّاس مُبرمَج ببرنامِج آخر هذا البرنامج يقول : (إذا نِمْتُ مُتأخّر مُستحيل أَستيقِظ) , على فِكرة الّذي يَعرف كيفَ يَنام , يستَطيع أنْ يَستيقِظ بِمهارة عالية! رُبّما البعض يَستغرِب , معقول فـي أَحد , أَيُوجد أحد فـي الدّنيا لا يعرِف كيف يَنام , إلاّ النّوم , الكُلّ يَعرِف يَنام , الحقيقة القَليل و القَليل جِدّاً من النّاس يعرفون كَيفَ يَنامُون , أَنا آمَل مِن كلّ من يَستمِع إليّ أنْ يَطلُب مَعلومات إضافـيّة , يقرأْ كِتاب , يسمعْ , يقرأْ , يبحثْ , يتعلّم أَشياءْ أكثرْ حولَ النّوم , من العُلماء من كان يَنامُ ساعتين فـي اليَوم طوال اليوم و منهُم من كان يَنام ثلاث ساعات , و مع ذلك يَكتفـي بذلك , إحنا نَتفاوَت حَسب طَبيعة أجسامِنا و حَسب قُدراتنا , و حسَب المَجهود الذي نَبذُلُه , نَتَفَاوت فـي احتيَاجِنا لساعات النّوم , لو استطعنا أنْ نَنام بالطّريقة الصّحيحة , نَستطيع أنْ نَكتَفـي أَحياناً بثَلاث ساعات مِن النّوم و نَستيقِظ و نُصلّي الفجر و رُبّما ما نَحتاج نَنام بعد الصلاة , و هَذا يَقين ومن جرَّب ذلك سَيجد النّتيجة , و الغِذاء لهُ أَثر على النّوم .
نَفسِيّتي و خَارطتي الذّهنِيّة لَها أثرٌ على النّوم , أَشياء كثيرة لَها أَثَر على النّوم , اللي أُريد أنْ أقولُه ليس بالضّرورة إذا نِمتُ مُتأخِّر لا أَستيقِظ لصلاةِ الفَجر , بَل بِالعَكس هَل تَعرفون أنّ بَعض النّاس , اللي استَخدموا البَرنامج اللي سأُعطيكُم إيّاه بعد قليل أصبَح كُلّما نَام مُتأخّر يَستيقِظ و هو أَكثر نشاطاً , يعني إذا نَام السّاعة الثانية يَستيقِظ فـي السّاعة الرّابِعة و هو فـي قِمّة النّشاط لصلاةِ الفجر, لِماذا ؟ البرنامج الآن , بَرنامج العقلِ الباطن بَعدما كان مُبرمَج بالطّريقة الخَطَأْ , أَعدْنا بَرمجته بالطّريقة الصّحيحة , لَمّا قضيتُ أيام طَويلة و أَنا ما أَستيقِظ على صلاةِ الفَجر العَقلُ الباطن أَصبح مُقتنِع أنّهُ من الصّعب أنْ أستيقِظ , أَنا الآن أُريد أَنْ أُعطيكم مَهارة لإِعادَة بَرمجة العَقل البَاطن , تخيّلوا أنّهُ هو جهاز كُمبيوتر و نُريدُ أنْ نُعيدَ بَرمجته , نضعُ فـيه برنامج جَديد اسمه ( لا بُدّ أنْ نَستيقِظ لصلاةِ الفجر ) ( أَنا أَستيقظُ لِصلاةِ الفَجر ) ( أَنا مُستيقِظ بِنشاطٍ لصلاةِ الفَجر ) ( أَستطيعُ أنْ أستيقِظ بِحيويّة و طَاقة مُفعمَة بالنّشاط كلُّ يوم لِصلاةِ الفجر ) , دَعوني أَبدأْ مَعكُم فـي أُسلُوب بَرمجةِ العقلِ الباطِن , نُبرمِج العَقل البَاطن مِن خِلال قَانون نُسمِّيه قانون ( 14 × 21 ) ليش سَمّيناه ( 14 × 21 ) ستَتّضح من خلال خطواتِ البَرنامج .
أَوّل خُطوة فـي هَذا البَرنامج :
- أَختارُ الهَدف اللي أَنا أُريده , الهَدف اللي أَنا أُريدُه هو الإستِيقاظ لصَلاة الفَجر , أَكتب هذا الهَدف (21) مَرّة يَومياً لمدّة (14) يوم , آخُذ وَرقة و آخُذ قَلم و أكتُبُ هَدفـي (أَنَا أُصلّي الفَجر فـي وَقته) , هَذا إِن كان من الأَخَوات (أَنا أُصلّي الفَجر فـي وَقتِه) , و إِن كَان من الإِخوة الكِرام ( أَنا أُصلّي الفَجر فـي وَقتِه مع الجَماعة فِـي المَسجِد ) , هذا الهدف , أَكتبُ فـي الورقة ( 21) , أُعيدُ التّجربة (14) يوم مُتتالية .
الخُطوة الثّانية :
- أَكتُب الهَدَف كَتصريحٍ بَعد اختِياره , طبعاً الهدف إحْنا اخْترنَاه الآن اللي هو صَلاةُ الفَجر أَكتُبه كَتصرِيح بِمعنى ( أَنا أُصلّي الفَجر ) , (أَنا أُصلّي الفَجر فـي الجَماعة ) ( أَنا أُصلّي الفَجر فـي المَسجد ) , هَدف بِشكلٍ وَاضِح بِشكلٍ صَريح و أَكتُب الهَدف بِلُغة التّحدُّث عن ما أُريد و لَيس عمّا لا أُريدْ , بِمعنى لا تَقول ( أَنا لا أَترُك صَلاة الجَماعة , أَنا لا أَتَخلّف عَن الفَجر فـي صَلاة الجماعة , أَنا لا أُؤخِّر صَلاة الفَجر عَن وقتِها ) , هَذا الشّيء الذي لا تُريدُه , لا إحنا نُريدْ أنْ تَكتُب ما تُريد تَحقيقاً (أَنا أُصلّي الفَجر فـي وَقته) , (أَنا أُصلي الفَجر فـي المَسجد مَع الجَماعة) .




النُّقطة الثّانية :
يَجبْ أَلاّ تُغيِّرْ الجُملة أَثناءَ التّمرين يَعني أُثبتْ عَلى جُملةٍ وَاحدة (أَنا أُصلّي الفَجر فـي المَسجِد مَع الجَمَاعة) نَفس الجُملة أُثبتْ عَليها , مُو كُلُّ يَوم تَضع جُملة جَديدة , نَفس الجُملة لا تُغيّرها و اثبتْ عَليها .
الخُطوة اللي بَعد ذَلك :
عِندَما تَكتُب الجُملة فـي الوَرقة , رَكِّز عَلى رَدّةِ الفِعل , آخُذ معي 21 وَرقة حَتّى أُسهِّل الخُطوات, 21 ورقة , هَذا التّمرين اليَومي أَكتُب فِـي الوَرقَة الأُولَى (أَنَا أُصلِّي الفَجر فـي المَسجد فـي وَقتِه مع الجَماعة ) هَذي العبارة , أَول مَرّة كتبتُ العِبارة , أُركِّز مَاذا يَدورُ فـي نَفسي مَاذا يَدورُ دَاخل حَديثِ النّفس أَو مَاذا يَختلِجُ فـي صَدري حَول هَذهِ الفِكرة , أَحياناً عِندما تَكتُب هَذهِ العِبارة , مَاذا تَقول لنَفسُك , تَقول : والله صَعب , صَعب , صَعبٌ جِداً ... مُمتاز أُكتُب العِبارة , أُكتب (صَعبْ جداً) , أُكتُبها فـي الجِهةِ المُقابِلة , مَاذا يَدورُ فـي نَفسِك أَيضاً مَن المَشاعر , رُبّما بَعضُ الإِخوة يقول : ( مستحيل ) , أَيْ عِبارة تَدور في عَقلِك , تَدور فـي ذِهنِك , تُحدِّث بِها نَفسك , أَيّ عِبارة سَلبيّة اكتُبها , أَيّ عِبارة إِيجابيّة أَيضاً اكتُبها (بإِذنِ اللهِ سَأُحاوِل , بإِذنِ اللهِ سَأَسْتطيع) , بَعد مَا تَكتب كُل العِبارات , و تُكرِّرها , أَعد قِراءَة العِبارة المَقصودة تَحديداً (أَنا سَأُصلّي الفَجر فِـي المَسجد مَع الجَمَاعة فِي وَقته) , أَعد قِراءة العِبارَة نَفسَها اللي كَتبتَها و أَغفِلْ المَشاعِر المُصاحِبة جمَيعُها وَ لا تَقْرَأْهَا , أُكتبْ للمرّة الثّانية بِنفسِ الطّريقة , أُكتبْ العِبارة ثُمّ رَكِّزْ عَلى المَشاعِر المُصاحِبة , هَل تُوجَد مَشاعِر مُصاحِبة ؟ إِذا كَانَ موجود اكتُبْها , رُبّما تَقِلُّ , لا بَأْس , اكتُبْ المَشاعِر المَوجُودَة , ثُمّ اكتُبْ العِبارَة للمرّة الثّالِثة وَ للمَرّة الرّابِعَة و للمَرّة الخَامِسَة , حَتّى تَكتُب العِبارة 21 مرة , بِذلك نَكونْ قَد أَنْهَيْنا التّمرين لِيومٍ وَاحد .
بَعد ذلك أَخواتي الكريمات وَ إِخواني الكِرام , نَنطلِق لِنُقطَة مُهمّة جِداً حَتّى نَستَطيع أَنْ نُكمِل هَذَا التَّمرين وَ بَرمَجَة العَقل البَاطِن , لا بُدّ أَنْ نُكرِّر و أَنَا أَضع خَط تَحت (لابد), لا بُدّ أَنْ نُكرِّر كِتابة هَذا التّمرين لِمُدَّة 21 يوم .
إذاً إحنا كَتبنا العِبارة 14 مَرة , نُكرِّر 21 يوم أَو خِيار ثاني , نَكتُب العِبارة 21 مرة لِمُدّة 14 يوم صَارت صَعبة يَبدو لي الآن , إحنا عِندنا خِيارَين , أَول خِيار أَكتُبُ العِبارة التي حَدّدنَاها على الأَورَاق 21 مرة وَ تَستَمِر التَّجرُبة 14 يوم , الخِيار الثّاني : أَكتُبُ العِبارات 14 مرة و استَمِر لِمُدَّة 21 يوم , المُهِم أنْ لا أَنْقطِع فِي الأَيّام , لَو انقطَعت فِي أَحدِ الأَيّام أَبْدَأْ مِن جَديد , لَو اليَوم ما استطعتُ أَنِّي أَكتُبُ التَّمرين وَ انقَطَعْتُ عَنْه أَيضاً , أَبْدَأْ فِي الغَدْ مِن جَديد و أُوَاصِل البَرنَامج حَتّى أُكْمِل الأَيّام المَطلُوبة , بِهذا الشَّكل , أستطيعُ أَنْ أُبَرمِج العَقل البَاطِن عَلى الهَدف الّذي أُريد أَنْ أَصِل إِلَيه , الهَدف الذي أَسْعَى لِتَحقِيقه بإِذنِ اللهِ تَعالى , بِحَوله وَ قُوّتِه , إِذا عَمِلنَا بِالِجد , عَمِلنَا بِعزِيمةٍ صَادِقة , عَمِلنا و أَلسِنَتُـنَا تَلهجُ بِالدُّعاء نَسأَلُ اللهَ سُبحانَه و تَعالى أَنْ يُوفِّقَنا , سَنُوَفَّق لأَنْ تَكُونُ طَبيعَة تَفكِيرِنا عِندَ الإستِيقَاظ مُنْصَرِفة للقِيَامِ مِن الفِراش بِهِمّة عَالِية وَ أَدَاء صَلاةِ الفَجرَ في وَقتِها , لأَنّ العَقلَ البَاطن باختِصار شَديد هو المَسؤول عَن جَميعِ تَصرُّفاتِنا التّلقَائية , فإحنا إِذا بَرمَجْنَاه عَلى هَذه النَّتيجة سَنصِل إِليهَا بِحولِ اللهِ و قُوَّته .
عندي وَصيّة صَغيرة : أَثنَاء تَطبيقِ التَّمرين , لا تُخبِروا أَحداً , رُبَّما نستَغرِب من هَذه الوَصيّة , خِلال أَيّام التَطبيق لا تُخبِروا أَحداً , تَعرفون لِماذا ؟ بِبَساطة حَتّى لا نَكونَ ضَحيّة وَ فَريسَة للأَشخَاص المُثبِّطين وَ السّلبيين :
(و اللهِ أَنا الآن أَقوم بِتمرِين 14×21)
(يَا شيخ ايش الكَلام الفَاضي مين اللي لَعب عَليك هذا , من اللي قال لك سوّي هذا التَمرين؟)
لا تُخبِروا أحداً وَ بَعدَ ذَلك سَتَحصلون عَلى النّتيجة بِإِذنِ الله سُبحانه و تَعالى , لَو لَم نَحصُل عَلى النَّتيجة , نُعيدُ التَّمرينَ مَرّة ثَانية , رُبّما يَكونُ عِندَنا خَللٌ في التّطبيق , خَللٌ في آليّة مُمَارسَة التّمرين, نُعيدُه مَرة ثَانية , أَنا أَتَحدَّثُ عَن هَذا التّمرين وَ وَجدتُ أَثَرَهُ فـي نَفسي وَ وَجدتُ أَثَره في مَن جَرّبوهُ بِهدَف الإستيقَاظِ لِصلاةِ الفَجر فَكانت النَّتيجَة رَائِعة جِداً , أَنا لاَ أُسوِّق لِمُنتَج صَابُون, أَو أُسَوِّق لآِلة أَو جِهاز , أَنا أَدعُوكُم لِفِكرة مِن شَأْنِها أَن تَرتَقي بِقُدْرَتنا حَتّى نَستَطيع أَن نُصلِّي الفَجر وَ لَكن إِذا استَيْقَظْنَا بإِذنِ اللهِ وَ صَار هَذي سَجِيّة وَ عَادَة لَنا نُمارِسها بِتِلقائيَة لاَ تَنْسوني مِن دُعائِكُم .
بَعدَ ذَلك : اسمَحُوا لِي أَنْتقِل إِلى مَهارَة , المَهَارَة هَذي لَطيفَة فِـي جَميعِ جَوانِب الحَيَاة , وَ هِي أَكثَر لَطافَة حَتى تُساعِدنا للإِ ستيقَاظِ للصلاَة فِي وَقتِهَا , كُلُّ وَاحدٍ مِنَّا يَحمِل مَعهُ سَاعة وَ بَعضُنا جَرّب أَنْ يَستخدِم المُنبِّه لِيُوقِظَهُ لِصلاةِ الفَجر , البَعضُ الآخر جَرَّب أَنْ يَستخدِم مَثلاً الهَاتِفْ الجَوَّال وَ يُثَبِّت الوَقت حَتَّى يَستَيقِظ عَلى رَنينِ الهَاتف بِصلاةِ الفَجر , بِصرَاحَة مَا الّذي يَحدُث ؟
عِندَما يَبدَأُ المُنبِّه بإِصدَارِ الإِزعَاج , الصّوتُ المُزعِج المُعتَاد , صَوتُ الرَّنين , أَستيقِظُ , أَضَع يَدي اليَسار عَلى فَمي , مُتَثائِباً و أُُغلِقُ سَاعةَ المُنبِّه وَ أَعُود لِنومٍ عَميق ,بَعض الإِخوَة قَالَ أَتَمَنَّى لَو أَحصُل عَلى مُنبِّه عِندَما يَأتي وَقتُ الصّلاة يَخرُج مِنهُ شَخصٌ وَ يَضرِبني لَكمَة أَو يَرفُسْني رَفسة أَو حَتّى يَسكُب عَلى رَأسي كَأسَ مَاء , المُنبِّه طَرِيقة مُجرَّبَة عَملِيّة عِندَ البَعض و غَير عَمليَّة عِندَ البَعض , أَنا أَقولُ أَنَّ المُنبِّه حَتّى لَدى الأَشخَاص اللي يَستَيقِظُون عَليه هُو طَريقَة غَير عَمليَّة , لِمَاذا ؟
لأَنَّني عِندَما استَيقِظ للصّلاة عَلى صَوتِ مُنبِّه خَارجي يَكُونُ الدَّافِع و المُحفِّز مِن الخَارج , وَ لَيس من الدَّاخل , بِمَعنى آخَر إِذا قُمتَ بِالعَمل الذي تُحبّه أَنت لاَ يَكون إِجتِهادُك كَما لَو قُمتَ بِه عِندَما تُؤمر بِه أَمراً فِي العَمل مَثلاً , لَو أَنتَ رَغِبتَ بإِنجَاز مُهمَّة مُعيَّنة سَتقُومُ بِها وَ أَنت في كامِل الحَماس و الرّاحة و الطّمأْنينَة و الأَريحِيّة , و لَكن لَو جاءَ مُديرك أَو شَخص مَسؤول وَ قال : يَلزَمُك و عَليكَ أَنْ تَقُوم بِهذا العَمل كَيف سَيَكُون شُعورُك , سَتَقُومُ بِهِ وَ أَنتَ أَقَل أَرِيحيَّة وَ رُبَّمَا تَكُونُ بِحَالةٍ دِفاعيّة عِندَك نوع من الانزِعَاج , أَو نَوع من التّضايق , المُنبِّه عِندَما يُوقِظُكَ للصّلاة تَقومُ وَ أَنتَ مُتضَايق نَوعاً ما , تَقُومُ و أَنتَ في حَالة دِفاعية ضِدّ فِكرة الاستيقَاظ أَصلاً , هَذا إِن لَم تُغلِق المُنبِّه وَ إِنْ لَمْ تَفْعل كَما فَعل أَحدُ أَصحَابِنا ؛ مَسك المُنبِّه وَ ضَربَهُ في عَرضِ الجِدار فَنَزل المُنبِّه (قِطَع) , لَو كُنتُ مُنبِّه لَرَفَضْتُ أَنْ يَشتَريني , وَ لَرَفضْتُ أَنْ أَدْخُلَ بَيتهُ إِطلاقا ً , هُو الذي ضَبطَ الوَقت في هَذهِ السّاعة وَ لَمْ يَتحمَّل مَسؤوليّة صَوت المُنبِّه المُزعِج , أَقتَرِحُ عَليكُم طَريقةً أَفضَل مِن المُنبِّه , مَا رَأيُكم بَدلاً مِن أَن نَضبُطَ سَاعة المُنبِّه , أَنْ نَضبُط السّاعة الدّاخلية عِندَنا , و بِذلِك نَستَيقِظ عَلى صَوت المُنبِّه الدّاخلي وَ من هُنا يَكونُ الدّافعُ و المُحفِّزُ دَاخلي , فَتكُونُ الرَّغبَة أَعْمق وَ أَكثَر , كُلُّ وَاحدٍ مِنّا عِندَهُ مَا يُسمَّى بِـ(السَّاعَة البَيولُوجِية) , السّاعة الدّاخِلية البَعضُ مِنّا يَستطيعُ أَنْ يَستفِـيدَ مِنْ هذه السّاعة , لَو الآن سَأَلتُ أَحَدَكُم , كَم السّاعة بِدون مَا تَنْظُر إِلى سَاعَتك ؟
رُبّما يُجِيبُ البَعضُ إِجَابَة صَحيحة تَماما ً , فَـيقُول السّاعة كَذا , و تَكونُ إِجَابتُه صَحيحة , البَعض رُبّما يَتأخَّر قَليلاً عَن الوَقت , فَلو فَرضْنا أنّ السّاعة الثّامِنة فَيقُول أَنّ السّاعة الثّامنَة و النِّصف أو السّاعة التّاسِعة , وَ هَذا مَعنَاهُ أَنَّ السَاعة عِندَه بَطيئَة , وَ البَعض يَقُول السّاعة الآن سَبعَة و نِصف , فَـيُجيبُ بِقَبلِ الوَقت وَ هَذا مَعناهُ أَنّه يَشعُر بِأَنّ الوَقتَ يَمضي بِسُرعة .
إِذاً أَوّل سُؤال : هَل السّاعة الدَاخِلية عِندَك مَضبوطَة ؟ صَحيحة أو لاَ ؟
السُّؤال الثّاني : هَل أَستطيعُ أَنْ أَضبِط سَاعَتي الدّاخلية البيولوجيّة ؟
السّؤالُ الثالث : و لَمّا أَضبطُ السّاعة ؟ ايش راح أَستفـيد إِذا كَانت سَاعتي الدّاخلية مَضبُوطَة , و الوَقت عندي مَضبوط سَأُعطيكُم المَهارة حَتّى نَضع المُؤشِّر (مؤشِّر الاستيقَاظ) عِند وَقتِ الاستيقَاظ تَحديداً , إِذاً بَدلاً مِن أَنْ أَضبطْ المُنبِّه , سَأَضْبط سَاعَتي الدّاخلية , لَكن لاَ أَستطيعُ القِيامَ بذلك إلاَّ إِذا كَانَت السّاعة أوّلاً مَضبُوطة ابتِداءً , أَتوقَّع كُلُّ وَاحدٍ الآن يَسألُ نَفسَه سُؤال : طَيب أَنا كيف أستطيع أنْ أَضبطْ سَاعتي الدّاخلية ؟ لاَ بَأْس .
راح نَعمل سَوِيًّا بِخُطوات نستطيعُ مِن خِلالِها أَنْ نَضبِط الوقت , نَضبط السّاعة الداخلية , مُستعدِّين للقِيام بِهذه المُهمّة , كُلٌّ مِنّا الآن لاَ بُدّ أَنْ يَكونَ مَعهُ سَاعة , وَ هذهِ الساعة لاَزم يكون فـيهَا عَقرب للثّواني , أَو مُؤشر لِوقتِ الثّواني (لَو كانت سَاعة اليكترونيّة) , جاهزين ...
الآن , أُريدُ أَنْ انظُر إلى سَاعتي و أَنظُر إلى بِدايَةِ حَركة عَقربِ الثّواني , أُوقِّت لَهُ مُنذ بِداية الدقيقة , أَوّل مَا يَبدَأ يَتحرَّك مِن بِدايةِ الدّقيقة أُوقِّت حَركة عَقرب الثّواني , وَ أَبْدأْ أَعِدُّ بِطريقة مُتوافِقة مع حَركة عَقربْ الثّواني , كُل مَا يتحرّك أَعِدّ مَعَه وَ أَبدأْ أَعِد , واحد , اثنين , ثلاثة , أربعة , خمسة , حتّى أَصِل إلى ستين .
مَلحوظة : لا نَسبِق العَقرب و لاَ نتَأخّر عَنه , نَشتغل معهُ بِشكلٍ دَقيق ,
هَذه أوّل خُطوة , أَعِد من واحد إلى ستين , بِشكلٍ مُتوافِق مع حركة عَقرب الثّواني مِن أَول الدّقيقة إلى آخرِها , انتهَينا من الخُطوة الأولى نُطبِّقها ثُمّ نَنتَقِل إلى الخُطوَة الثّانية .
الخُطوة الثّانية : احمِل السّاعة , انظُرُ لبدايَة عَقربِ الثّواني من أَوّلِ الدّقيقة , ثُمّ أَضعُ السّاعة جَانباً , وأَبدأْ أَعدّ من دُون النّظر إلى عَقربِ الثّواني , وَاحد , اثنين , ثلاثة , طَبعاً بطَريقة أَتوقّع أَنّها مُتوافِقة مَع حركة العَقرب , زَي ما اعتدت فـي المرة الماضية , ثلاثة , أربعة , خمسة , ستة , سبعة , حتّى أَصل إلى ستين , أَوّل ما أَصل إلى ستين , أُمسكْ السّاعة , إذا انتهيتُ فـي العدّ مع نِهايةِ عَقرب الثّواني حَتى أكملَ دَقيقة نَجَحتُ , أَنا الآن استطَعتُ أَنْ أضبطْ التّوافُق الذّهني مَع حَركةِ عَقربِ الثّواني , إذاً أَنا الآن استَطعتُ أنّي أَخطو الخُطوة الثّانية فـي ضَبط سَاعتي البيولوجية .
الخُطوة الثّالثة : طَبعاً لَو ما نَجحت فـي الخُطوة الثّانية , نُعيد حتّى نَنجح , صَعب نَنْجح ؟مو صَعب , سَهل جداً , رُبّما نُعيد مَرّة أَو اثنتين أَو ثَلاثة حَتّى نَستطيع أَنْ ننَجحْ بِهَذه الخُطوة , لَكن أُعيدُ الخُطوَة الثّانية حَتى ننجح ثُمّ نَنتَقل للخُطوَة الثّالثة .




الخُطوَة الثّالثة : أُمسِك السّاعة , أَنظُر لِبدايةِ حَركةِ عَقربِ الثّواني مِن أَوّل الدّقيقة , أَضَع السّاعة جَانباً و أَنتَظر حَتّى تَمُرّ الدّقيقة مِن دُون مَا أَعُد , مِن دُون عَدٍّ إِطلاقاً مِن دُونِ عَد إِطلاقاً , أَوّل مَا أَتوقَّع أَنّ الدّقيقَة انتهتْ أَنظرْ لِعقربِ الثّواني , هَل انتَهَى أَيضاً ؟ إِذا استطَعتُ أَنْ أَنتَهي مِن الدَقيقَة مَعَ نِهايةِ عَقربِ الثّواني نَجحتُ تَماماً فِـي ضَبطِ السّاعة الدّاخلية , الآن أُبارِك لَكُمْ كُلُّ وَاحدٍ عِندَهُ سَاعة دَاخِلية مَضبوطَة وَ دَقيقة جِداً , لَو مَا نَجحت فِـي الخُطوة الثّالثة لاَزم أُعيد , أُعيدُ مَرّة و اثنتين و ثلاثة حَتى أنجَحْ , النّجاح لَيسَ صَعباً , بَعد إِعادَة مَرّتين , ثلاث , أربع مرات , نَستطيعُ أَنْ نَصل , بَعدَ المَرّة الرَابعة إِذا مَا نَجحت اعرِضْ نَفسَك عَلى طَبيبِ القَلب , يَعنِي المَسأَلة لَيس بِهذهِ الصّعوبة حَتّى لَو أَعدْتُ للمَرّة الخَامِسة و السادسة و السّابعة , صَدِّقوني سَنَنْجح , غَالِب النّاس اللي تَعاملتُ مَعَهم فِـي تَطبيق هَذا التّمرين يَعني احتَاجُوا بِالكَثير جِداً خَمس ست مَرات و استَطَاعوا أَنْ يَضبُطوا السّاعة الدّاخلية , الآن سَاعتي مَضبُوطة , أَنا الآن أَستطيعُ أَنْ أَشعُر بِالوَقت بِطريقَة صَحيحَة .
طَيّب ايش الباقي ؟
البَاقي : نَضبُط المُنبّه حَتّى نَستيقِظ لِصلاةِ الفَجر , المُنبّه الدّاخلي هَذه المَرّة , وَ ليسَ المُنبّه الّذي أَرميهِ فِـي الجِدار , أَوّل مَا أَخلُدُ إلى النّوم , قَبل مَا أَتّجِه إِلى السّرير أَو الفِراش الّذي أَنامُ فـيه , آخُذ مَكان مُحايد , أَنا أُسمّيهِ مَكان مُحايد يَعني مَكان غَيرَ فِراش النّوم , مَقعد مُريح , أَيّ وَسيلة أستَطيعُ أنّي أرتَاح أَثناءَ الجُلوسِ عَليها , أَجلسُ بِشكلٍ مُريح , أُغمضُ عَيني و آخذْ وَضعيّة مُسترخِيَة تَماماً يعني أُحاوِل آخُذْ وَضع هَادئ , وَضع أَنَا فِي تَمامِ الرّاحة , وَ أَنا جَالس , وَ أَنا أَشعُرُ بِجميعِ أَطرَافـي و حَواسي وَ أَنا مُرتَاحٌ جداً , أَوّل مَا آخُذ وَضعيّة مُريحَة أَبْدأْ أَتأَمّل المَحطّات التي سَأَمُرُّ فـيها , مِن هذهِ اللّحظة الحَالية , إلى صَلاةِ الفَجر , أَوّلاً السّاعة الآن كمْ ؟ اضبط السّاعة أَوْ أُنظرْ إلى السّاعة و اعرِفْ الوَقت تَحديداً اللي أَنتَ عَليهِ هَذِه اللحظَة , ثُمّ تَأَمّل : أَنا الآن فِـي هَذا المَكانِ المُريح , بَعدَ قَليل , بَعدَ لَحظَات , بَعدَ دَقائق سَأقُومُ وَ أَتّجِهُ إلى فِراشي و أَنامُ بِراحة , أَيُّ مَحطّة من المَحطّات , أَوصِفْها في ذِهنِك وَ تَأمّلْها بالطّريقة التّالية :
شَاهِدْها تَماماً , شَاهدْ نَفسَك و أَنتَ عَلى فِراشِك .
اسمَعْ صَوتَك و أَنتَ على فِراشِك .
اشعُرْ بِمَشاعِر الرّاحة وَ الاستِرخَاء , و أَنتَ على فِراشِك .
إِذاً كُلُّ مَرحَلة أُشاهِدُها , أُشاهِد , أَستمِع , أَشعُر , فِـي كُلّ مَحطّة مِن المَحطّة التي سَأمُرُّ فِـيها , أَنا الآن فـي مَكَاني , سَأنْتَقِلُ إِلى فِراشِي , أَضِفُ كُلّ المَشاعِر وَ الأَشياء الجَميلَة التي تُريدُ أَنْ تَمتَلِكْها فِي المَحطّة القَادِمة سَأَنامُ عَلى فِراشي بِهدوء , بِاستِرخَاء , بِراحَة , بِطَمَأْنينة , بِعمق , بِكُلّ مَا أُرِيد مِن النّومِ التّام وَ الهادِئ الرَّائِع الجَميل , أَضِفْ كُلّ الأَشيَاء التي أَنتَ تُريد تُضُيفُها إلى نَومِك , وَ أَنتَ عَلى سَرِيرِك , أَنتَ الآن عَلى السّرير , المَحطّة اللي بَعدها : أَحلاَم رَائِعة , جَميلَة , هَادِئة , المَحطة اللي تَليها أَستيقِظُ علَى صَلاةِ الفَجر , حَدِّد السّاعة , السّاعة بالضّبط إِنْ شِئتَ قَبلَ الصّلاة حَدِّدْ السّاعة اللي تُريدها تَماماً , سَاعَةُ الإستِيقَاظ , السّاعَة الرّابِعَة , السّاعَة الرّابِعة وَ الرّبع , السّاعة الثّالِثة و النِّصف , حَدِّد السّاعَة , السَّاعَة بِالدّقِيقَة : (أُريدُ أَنْ أَستَيقِظَ بِالسّاعة الفُلانيّة تَحدِيداً) , أَضِفْ إلى نَفسِك كُلَّ المَشاعِر الّتي تُريدُها : (سَأستَيقِظُ بِهِمّة عَالِية , بِنَشاط , بِحَيَويّة , بِطَاقَةٍ وَ نَفْسي مُطمَئِنّة , مُرْتاحَة , مُشْتاقٌ لأدَاءِ الصّلاة في وَقتِهَا , مُشتَاقٌ لأدَاء الصّلاةِ فـي المَسجد , مُشتاقٌ لأَنْ أَكونَ فـي رَوضةِ المسجِد , مُشتاقٌ لأَنْ أَكونَ فـي الصّف الأَوّل , سَتَكونُ نَفسي مُتأَلِّقَة مُنْشَرِحَة , سَأَستيقِظُ , و أَقُومُ من فِراشي بِشكلٍ سَريعٍ هَادئ وَ نَشِيط , أَضِفْ كُلّ المَشاعر اللي تُريدُها , بَعدَ ذَلك سَأَتّجه إلى الوضوء , سَأَتوضّأْ بِراحة , باطْمِئنان , بِسَكينَة , ثُمّ سَأُصلّي رَكعَتي الفَجر , كُلّ الأَشياء الإجْرائية إِنْ صَحَّ التَّعبير التي سَتَقومُ بِها اعتَبِرها مَحطّات أوصِفْها تَماماً (شَاهِدْ و استَمعْ واشعُرْ) بِكُل مَحطّة مِنَ المَحطّات , بَعدَ صَلاةِ السُّنة سَأَخرُجُ من المَنزِل وَ أَسيرُ بِخُطوات وَ أَنَا مُرتَاح , و أَنَا مُطمَئِن وَ أَنَا هَادِئ وَ أَنا أستَشعِر أَجرَ الخُطوات إِلى المَسجد , وَ أَنا أَستَشعِر أَنّي أَسيرُ الآن بِظُلمة الليل وَ أَنا أُريدُ الأَجرَ من اللهِ سُبحانهُ وتَعالى , وَ أَنا أَستَقبِلُ يَوم جَديد بِالسّير إلى اللهِ سبحانه و تَعالى , إلى المَسجد , و أَدخُل المَسجد , أَكُونُ فِـي الصّف الأَوّل أَبدأْ بِكُلّ مَا يُمكن أَنْ تَقوم بِه مِن عِبادَات دَاخل المَسجد صَلاة و قِراءَة قُرآن , تَحِيّة مَسجِد ثُمّ تَبدأْ الصلاة وَ تُقام وَ بَعدَ الصلاة , الأَذكَار التي سَتُؤدِّيها , أَوْ سَتقُومُ بِها , جَميعُ المَحطات تَحدِيداً بِشكلٍ دَقيق وَ وَصَلتَ إلى آخرِ مَحطّة , ايش هِي آخر مَحطّة , جَلَستَ تَقرَأْ القُرآن حَتّى شُروق الشّمس , أَوْ رَجَعتَ إلى بَيتِك , بِغَضِّ النّظَر آخِر مَحطّة وَصلتَ إليهَا , أُريدُكِ أَنْ تَرجِع مِن عِندَهَا بِشكلٍ عَكسِي , مَاذا يَعني الرُّجوعُ بِشكلٍ عَكسِي , الآن أَنتَ الآن افتَرِضْ أَنّكَ وَصلْتَ لِمحطّة الرّجوع للبَيت بَعدَ الصّلاة , هَذي آخِر مَحطّة , ارجِعْ مِن بَعدِهَا بِطريقَةٍ عَكسيّة وَ قَبلَ مَا أَرجِع إلى البَيت كُنتُ في طَريقي عَائِداً إليه وَ قبلَ ذَلِك كُنتُ آتي بِأذكَاري في المَسجِد وَ قبلَ ذَلك كُنت تُصلّي وَ قبلَ ذَلكَ كُنت تُؤدّي السُّنة الرّاتِبة و قَبلَه كُنت ذَاهِب إلى المسجد و قَبلَهُ كَنت مُستَيقِظْ لتوِّك مِن النّوم , عُدْ من المَحطّات للوَرَاء , حَتّى تَصِل للمَحطّة التي أَنتَ فيهَا الآن : (وَ أَنا الآن أَجلِسُ عَلى هَذا المَقعَد , بِرَاحة وَ استِرخَاء) , أَنتَ من خِلالِ هَذِه الطّريقَة تَكونُ قَد رَسمتَ خَط للزّمن , الخَط هذا (الذّهَاب وَ الإياب) , هَذهِ طَريقَة عَكسيّة , خِلال الذّهاب مَرَرتَ بِجمِيعِ المَحطّات التي يُمكن أَنْ تَمُرّ فـيهَا مُنذُ جُلوسِكَ الآن و حتّى أَنْ تُصلّي الفَجر ثُمّ رَجعتَ بِطريقَةٍ عَكسيّة .
سُؤال : لِماذا استَخدَمْنَا هَذَا الخَط الزّمني الذّهاب وَ الإِياب ؟
حتّى تَستَعِدّ ذِهنياً و تَتَبَرْمَج عَلى الإِجرَاء أَوْ الأَعمَال الإجرَائِيّة خِلال هَذهِ المَحطّات وَ حَتى تَضبُطَ السّاعة المَوجودَة عِندَك , أنه أنتَ تُريدُ أن تَستيقِظَ في هَذا الوَقت تَحدِيداً و في هَذا الوَقت تَماماً قَبلَ أَوْ مَعَ أَذَانِ الفَجر , حَيثُ وَقتُ صَلاةِ الفَجر , بَعدَ ذَلك تَقومُ مِن مَكانِك الذي أَنتَ فِـيه إلى النّوم مُبَاشرةً , أُحبِّذ بَعدَ خَطِّ الزّمن الذي سَتَقُومُ بِه أَلاَّ تَقومَ بأَيِّ مَحَطَّة لَمْ تُدْرِجهَا في خَطِّ الزَّمن , مَعنَى ذَلك : أَيْ أَشياء يُمكِنْ أَنْ تَقومَ بِها قَبلَ النّوم حَبَّذا لَو عَمِلتَها قَبل مَا تَرسُم خَطَّ الزمَن للمَحطّات المَوجودَة فيه وَ تَجعَل المَحطّة الأَقرَب لَك هي الخُلُودُ إلى النّومِ تَماماً و الاتّجاهُ إلى فِراشِك الّذي تَسكُن فـيه إلى نَومَك , بِهذا الشّكل نَستطيعُ بِإذنِ اللهِ سُبحانهُ و تَعالى أَنْ نَستَيقِظ عِندَ أَذان الفَجرِ بِدون ما نَسمَع صَوتَ المُنبِّه الذي رُبّما يُزعِجُنا , نَستيقِظ عَلى المُنبّه الدّاخلي : (الآن صلاةُ الفَجر , الآن وَقتُ الصَّلاة) , سُبحانَ الله , مَنْ جَرَّب ذَلك بِفَاعلية عَالية و استَمَرَّ عَلَيه وَ استَمَر عَلى تَطبِيقِهِ لِفترةٍ طَويلَة يَبدَأْ حَتّى لَو نَامَ قَبلَ الأَذان بِساعَة يَجد أَنّه يَستيقِظ وَ حَتّى لَو أَنّهُ نَامَ مُتأَخِّر وَ كَان مُتعَب و كَانَ مُجهَد يَجد أَنّهُ يَستيقِظ للصّلاة , و الاستيقَاظ يَكونُ بِنَشَاطٍ غَيرِ عَادي , لأَنّ الدّافع و المُحفِّز دَاخلي , يَختلِف عَمّا لَو استَيقَظنَا بِمُؤثِّر خَارِجي سَواء ً شَخصٌ أَيقَظَنَا أَوْ إتصَالٌ مِن الهَاتِف أَو صَوتُ المُنبّه , هَذي الطّريقَة جِداً رَائعة جِداً عَمليّة , عِندَما نَستَمِرُّ فـي المُداوَمةِ عَليها , أَقصِدُ عِندمَا نَستمِرُّ لَيسَ عِشرين سَنة أَو خَمسة عَشر سَنة , بِمُجرَّد مَا نَستَمِرُّ عَشرة أَيّام , وَاحِد و عِشرين يَوم , عِشرين يَوم , شَهر وَ رُبّما نَبدَأْ مِن بِدايةِ الشّهر إلى آخر الشّهر , نُقرِّر أَنْ نَقومَ بِجَميعِ تِلك الآلِيّات , بِجميعِ تِلكَ المَهارَات , وَ نَبدَأ بِدايةً صَحيحَة مِنْ أَوّلِ الشّهرِ إِلى آَخِرِ الشّهر وَ نُقرِّرُ أَنْ نَستَمِرَّ .
نَنْتَبِهْ لِقَضيّة مُهمّة : أَخْشى أَنْ يَتبَادَر إلى ذِهنِ البَعض منا عِندَما سَمِعَ مِني نَبدَأ مِن أَوّل الشّهر إلى آخرِ الشّهر , لَو كُنّا نَحنُ الآن في مُنتَصَفِ الشّهر أَو في أَوّلِه أَوْ مَا إِلى ذَلك يَقولُ : (خَلاص يَعني أَنا سَوف أَبدَأْ في أَوّل الشّهر القَادم) , لا لا مو هذا قَصدِي , قَصدِي أُحسُب ثَلاثين يَوم , إِبدأْ مِنَ الآن , أَنتَ تَقولُ أبدأُ فِي أَوّل الشّهر , وَ ما يُدريكَ إِنْ كُنتَ تَعيشُ إِلى أَوّل الشّهر أَوْ لا تَعيش , إِبدَأْ مِن أَوّلِ فَجرٍ تَلتَقِيهِ بَعدَ سَماعِنا لِهذِه المَهارَات , إِبدَأْ , طَبِّقْ حَتى تَحسِب ثَلاثين يَوم , قَرِّرْ أَنْ لا تَفوتُكَ الصّلاة ثلاثين يوم , لَو حَرِصتُ كُلّ الحِرصِ وَ قَرَّرتُ أَنْ استَمرّ ثَلاثين يَوم لِتطبيقِ هَذهِ المَهارَات و في أَحدِ هَذِه الأَيّام اليَوم رقم 18 , رَقم 20 , رَقم 21 , فَاتَتْني الصّلاة مَاذا أَعمَل ؟
ابْدَأْ مِن جَديد , وَاصِل , حَتّى لَو فَاتَتْكَ الصّلاة وَاصِل و ابدَأْ مِن جَديد , إِيّاكَ أَنْ تُحبَط , إِيّاكَ أَنْ تَشعُرَ بالفَشَل , صَدِّقُوني , إِخواني أَخَواتي , نَستَطيع , نَستَطيع , نَستَطيع بِإذنِ اللهِ سُبحانَه وَ تَعالى .




أَنتَقِلُ لآخِرِ مَهارَة يُمكِن أَنْ أَتَحَدّث عَنهَا حَتى نَستَفـيدَ مِنهَا في الإستيقَاظِ لِصلاةِ الفَجر هَذِهِ المَهارَة هِي الرّبطُ بَينَ الوَقتِ الحَالي الذي أَنا فيهِ وَ الشّعورُ الإِيجابي الذي أُريدُ أَنْ أَحصُلَ عَليه بِمَعنى آخر : عِندمَا نَستيقِظُ للصلاة , عِندَمَا نَستيقِظُ من النّوم , في الوَقت اللي الوَاحد مِنا يَفتَح عَينه مِن النّوم تَتجَاذَبُهُ الرّغبَة في النُّعاس وَ تتَجاذَب الرَّغبة في الخُمول وَ الرَّغبة في الكَسَل و الرَّغبة في مُواصَلَة النّوم , كَيف أَستطِيعُ أَن أُحفِّزَ قُدرَتي عَلى النّشاطِ و الهِمّة العَالية ؟
حَتّى أَستطيعَ ذَلك أُعطيكُم مَهارَة ذَات شِقَّين , هَذهِ المَهارَة مُحفِّزة لَنَا عِندَ الإِستيقاظِ مُباشَرَة مِن النّوم .
الشِّقُ الأَول مِنها : رُبّما يَكونُ مُضحِك نَوعا ًما , لَكِنّهُ عَمَلِيٌّ جِداً جَرِّبُوه وَ طَبِّقُوهُ , لَمَّا أَفتَحْ عَينِي مِن النَّوم , أُرَكِّزُ على الأَصواتِ اللي أَسمَعُهَا , مَاذا أَسمَع , أَسمَع صَوت دَاخلي يَدعُوني للاستِمرَارِ في النّوم , رُبّما اسمعُ صَوت آخر خَافت قَليلاً أَو أَقَلَّ من الصوتِ المُرتفع اللي يَدعوني إلى النّوم , اسمَعُ صَوت يَقولُ : (قُمْ وَ صَلِّ , الصّلاةُ خَيرٌ من النّوم , أَنتَ قَرّرتَ أَنْ تُصَلي أَنتَ تُريدُ أَنْ تُصلّي , قُمْ وَ صَلِّ مَع الجَماعَة , قُمْ وَ صَلِّ الصَّلاةُ في وَقتِها) , هَذا الصّوت يَكون خَافت جِداً , الصّوتُ المُرتفع هو اللي عَادةً يَدعونا حَتى نُواصِل النّوم , مَاذا أَعمل في هَذه اللحظَة ؟
تَعرِفوا التّحكُم بِآلَة التّسجيل , الأَزرَار اللي تَرفَعُ الصّوتَ و التي تَخفِض الصّوت , أَتَخَيَّل وَ أُرَكِّز عَلى الصوتِ الذي يَدعوني إلى الإِستِمرَار في النوم (أُقَلِّل منه) , أَخفِضُ الصّوت الذي يَدعوني إلى الإِستمرَارِ بالنّوم و كَأَنّه آلة تَسجيل , أُحاوِل أَنّي أَخفِض عَليه سَواءً بِشكلٍ دَائري أَو أَسحَبَه للأسفل فأَخفِضُ الصوتَ الذي يَدعوني للإستِمرارِ بالنّوم و أَخفِض و أَخفِض و أَخفِض و أَخفِض حَتى لا أَكَاد أَسمَع , ثُمّ أَرفعُ الصّوت الذي يَقول : (قُمْ وَ صَل الصَّلاةُ خَيرٌ من النّوم , قُمْ و صَلِّ الصَّلاة فـي وَقتِها , قُمْ و صَلِّ) , أَرفَع على الصّوت , أَرفَع , أَرفَع , أَرفَع أَكثَر وَ أَكثَر حَتى يَتَردَّد الصّوت في أُذُني , و لا أَزَالُ أَخفِض على الصوتِ السَّلبي و أَرفعُ على الصوتِ الإيجابي (عملية) , لا تُخبِروا بِها أحداً , سِرٌّ بيني وَ بينَكم , عَمَليّة أَشبَه بـ(.........) , وَ حَتى لا أُثَبِّطَكُم لَن أُخبِركُم أَشبَه بِماذا !!
رُبّما يَتبادَر ذلك إِلى أَذهَانِكم , تُريدُوا أَنْ تُصلّوا الفَجرَ بِنشاط , لا عَليكُم بِما سَيقُولُه المُثبِّطين , حَتى لَو قَالوا هَذا شُغُل مَجَانين , رَكِّزْ عَلى الصَّوت المُرتَفِع أَو رَكِّز على الصَّوت الإِيجابي و ارفَعْهُ أَكثَر , رَكِّزْ على الصّوت السّلبي و اخفِضْهُ أَكثر , اسْتَعِن بِآياتٍ تُذَكِّرك بِأَهمِّيةِ صَلاةِ الفَجر , ارفَع الصّوت الذي يُذكِّرُكَ بِبعضِ الأَحادِيثِ اللي تَحُضُّكَ عَلى الصَّلاة (بَعضُ الآيَات) , أَنا لا أُريدُ أَنْ أَذكُرَ بَعض الآيات , و الأَحادِيث , أَنا أَعرِف أَنَّكم تَحفَظونَ الكَثير وَ تَعرِفون الكَثير , أَعرِفُ أَنَّ مِئاتَ المُحاضَرات سَمِعْناها حَولَ المَوضُوع , أَنا حَديثي الآن للشَّخصِ الذي يَحتَرِق مِن أَجلِ الصّلاة وَ يُريدُ مَهارَاتٍ تُعينُه عَلى ذَلك وَ كُلُّ مُسلِم كَذلك , إِذاً ارفَعُ كُلَّ الأَصواتِ اللي تَدفعُني إلى الاستيقَاظ بِنَشاط , وَ اخفِض الصّوت السّلبي اللي يَزيدُني كَسلاً وَ خُمولاً (هَذا الشِّق الأَوّل من المَهارَة اللي تُساعدُني وَقتَ ما افتَحُ عَيني بالاستيقَاظِ لِصلاةِ الفجر)
آخُذُ الشِّق الثَّاني و هُو مَهارَةٌ رَائِعة , مَهارة رائعة بِالفِعل هَذه المَهارَة نُسمِّيهَا (مَهارَةُ الإرْسَاء) المَهارَة كالتّالي , قَبل مَا أَبدأْ بالخُطوات اسمَحُوا لي أَسأَلكُم بَعض الأَسئِلة السّريعَة :
إِذا مَرَّينا في بَعضِ الأَحيانِ من طَرِيقٍ مُعيَّن أَو مِن مَنطِقَة مُعيَّنة أَو مِن مَكانٍ مُعيَّن و سَبَق أَن حَصَلْنا في نَفسِ المَكان و المَنطقة , مَوقِف أَثَّر فِـينَا سَواءً كَان مَوقِف إِيجابي أَو سِلبي , هَل يَعودُ لَنا الشُّعورُ كَما كَان فِـي تِلك اللحظَة ؟
مَا رَأْيُكُم إِخواني , أَخَوَاتي , طَريقٌ سَبَق أَن وَاجهت فِيه مَوقف مُؤثِّر , هَلْ يَعودُ لك الشعور بِمُجرَّد أَنْ تَمُرَّ بِنفس الطَّريق ؟
كَان مَعي مَرة أَحد زُملائي وَ مَرَرْنا من جِوار الفُندُق الذي تَزوَّج فيه فَنَظرتُ إِليه فَكانَ مُستاءً نَوعاً ما و قَال هذا المَكان يُذكِّرُني بالليلة السَّوداء (اعذروني على هذي الدُّعابة) , لكن نَحنُ نَتذكَّر الشُّعور , يَعودُ لَنا الشُّعور كَما كان في ذَلك اللحظة لِمُجرَّد مَا نَمُرُّ أَوْ نُعيدُ نَفسَ الشَّيء المَحسوس و المَادي الذي عَايَشنَاهُ أَو مَرَرنَا بِه أَوْ جَرَّبنَاه في ذَلك المَوقِف , مِثال آخَر : أَحياناً نَشُمُّ رَائحة طِيب مُعيَّن وَ إِذا به يُذكِّرنا بِموقِف جَميل , مَوقِف سَعيد سَبَق وَ أَن مَرَّينا بِه , إِحدى الأَخوات تقُول : أَنا إِذا غَضِب زَوجي منِّي استَخدَمتُ نَفس الطِّيب الذي استَخدَمتُهُ في لَيلَة زَواجِنا , فعِندَما استَخدِمُ نَفسَ رَائِحةِ الطِّيب وَ يَشُمُّ الرَّائِحة يَعودُ شُعورُ الفَرح و السُّرورُ كَما كَان في تِلكَ الليلة السَّعيدَة و المُناسَبة التي لا يُمكِن أَنْ يَنسَاها , الشَّيء المَحسوسُ يُعيدُ لَنا الشُّعور الذي ارتَبَط بِه في نَفسِ اللحظَة سُؤال : هَل أَستَطيعُ بِطريقَةٍ مَقصودَة في هَذهِ اللحظة الآن (اللحظة اللي أَنا فِيها) أَستطيعُ أَنْ أَمتَلِك أَيّ شُعور , إذا رَبطتُهُ بِشيء مَحسوس ؟
أُوضِّحُ لَكمُ الفِكرةَ أَكثَر , كَما أَصبَحَ الشُّعورُ السّعيد عِندَ ذَلك الشّخص مُرتبِطٌ بِرائِحة الطِّيب , وَ كُلُّ ما شَمَّ رَائحة الطِّيب تَذَكَّر الشُّعورَ السَّعيد و رَجَع لَه , هَل أَستطيعُ أَني أَربُطُ شُعور إيجابي بِأَيِّ شَيءٍ مَحسوس و إِذا بي أَستطيع كُلَّما كَرَّرت الشيءَ المحسوس , أَستطيعُ أَني أُعيدُ الشيءَ الايجابي أَو الشّعورَ الايجابي مَرَّةً أُخرى , بالتَّأكيد نَستطيعُ القيامَ بذلك و نَستطيعُ استخدَامَ هَذه القُدرَة كَمهارَة بِشكلٍ دَائم , نَستطيعُ دَائِماً أَنْ نَمتَلكَ أَيّ شُعورٍ نُريدُه مِن خِلالِ رَبطِهِ بأَشيَاءَ مَحسُوسة .
الخُطوات العَمليَّة سَتُوضِّحُ لَنا الفِكرَة بِشكلٍ أَكبَر :
أُريدُ مِن كُل أَخٍ من الإخوة أَو أُخت من الأخوات , أُريدُ من الجميعِ الآن أَنْ يَعودَ بِذاكِرتِهِ إلى الوَراء و يَتذَكَّر يَوم استيقَظَ فيه لِصَلاةِ الفَجرِ بِنشاط وَ هِمَّةٍ عَالِيَة , يَوم استَيقَظتَ فيه و أَنتَ مُنشَرِح و يَعني نَفسُك مُتأَلِّقة وَ مُقبِل عَلى الصّلاة وَ تَشعُر بِصفَاءٍ ذِهني وَ رَاحة وَ طَمأنِينة , أُريدُ أَنْ تَتذَكَّر تِلكَ اللحظاتِ الرّائعة مُنذ أَنْ استَيقَظتَ لِصلاةِ الفَجر وَ قُمتَ وَ اتَّجهتَ إلى الوُضوء , لَحظَة الاستيقَاظ المَقطَع (مُنذُ استيقَاظِك وَ حَتّى قُمتَ مِن فِراشِك و اتّجهتَ حتى تتوَضَّأ) هَذا المَقطع أُريدُك أَنْ تَتَذكَّرهُ مِما يُساعِدك عَلى التَّذكُّر أَنْ تَأخُذ وَضعيَّة مُريحَة تَجلِس في مَكانٍ هَادئ , تَجلِس عَلى مَقعَدٍ مريح أَو في فِراشِك أو في أَيّ مَكان تكونُ فيه مُرتاح جداً بَعيد عَن الأَصواتِ , بَعيد عَن المُؤثِّرات الخَارجيَّة اللي رُبَّما تُسبَّبَ لَكَ نَوع من الإِزعَاج , أَو نَوع من التَّشويش (مَكان هَادِئ) عُدْ بِذاكِرتِك إلى هَذا المَوقِف أُريدُ أَنْ نَستَحضِر المَوقف تَماماً , استَحضِرْ ذَلك المَوقف كَما كَان في تِلكَ اللحظَة , إذا استَحضَرتَ المَوقف كَما كَان في تِلك اللحظة , هَل سَيعُودُ لَك الشُّعورُ الآن ؟ بِالتَّأْكيد , الإجابة (نَعَم) , لأنَّه لَو طَلبتُ مِن أَيّ وَاحدٍ مِنكُم الآن أَنْ يَتذكَّر مَوقِف سَعيد مَرَّ فِيه , هَل سَتعودُ لَهُ السَّعادَة ؟
لَو طَلبتُ أَنْ يَتذَكَّر مَوقف مُحزِن , هَل سَيشعُرُ بالحُزن ؟
بالتَّأكيد الإجَابة (نعم) , إِذاً عِندَما نَتذَكَّر ذَلك المَوقِف بِشكلٍ عَميق سَيعودُ لَنا الشُّعورُ كَما كَان في تِلكَ اللحظة , مِمَّا يُساعِدُنا أَنْ نَتَذَكَّر ذَلك المَوقف بِشكلٍ عَميق جِداً أَنْ نُشاهِد كُلَّ مَا كُنَّا نُشَاهِدهُ في تِلكَ اللَّحظات , أَنْ نَستمِع لِكُلِّ الأَصواتِ التي كُنَّا نَستمِع إِليهَا في تِلكَ اللحَظات , أَنْ نَشعُر بِجميعِ المشاعِر اللي كُنَّا نَشعُر فيها في تِلك اللحظات (نُشاهد , نَستمِع , نَشعُر) مِن خِلالِ هذِه الخُطوات , من خِلالِ هَذهِ التَّطبيقَات نَستطيع أَنْ نَستَعيدَ المَوقف كَاملاً , نَستطيعُ أَنْ نَعيشَه , أَوَّل مَا نستطيع أَنْ نُعيدَ الموقف كَما كَان سَيبدَأ الشُّعور يَعودُ لَنَا شَيئاً فَشيئاً كَما كَان في ذلك المَوقِف الايجابي الجَميل اللي استَيقَظنا فيه بِفاعليّة و نَشاط عَالي لِصلاةِ الفَجر , الشُّعورُ سَيبدأُ يَعود بِطَريقَةِ (الهَرَم) , بِشكلٍ تَصاعُدي حَتى يَصِل إلى قِمَّة الهَرم , أَوَّل مَا يَصل إلى قِمَّة الهَرم بِشكلٍ طَبيعي سَيَبدَأ الشُّعورُ بالنزول , اللي نُريدُه الآن : أَوَّل مَا يَصلُ الشُّعورُ إلى قِمَّة الهَرم اضغَطْ عَلى إِصبَع (الشَّاهد و الإبهام) ضَغطَة مُتوسِّطة مَا بَين القُوَّة يَعني ضَغطَة أَشعُر بِها عَلى إِصبَع الشَّاهد وَ الإِبهَام , أَنا ما الذي عَملتُهُ الآن ؟ سَوَّيت رَابط للشُّعورِ الايجابي بِضغطِي على إِصبعْ الشَّاهد و الإِبهَام , حَبَّذا لو كان الضَّغط على إِصبع الشَّاهد و الإِبهام في لَحظَة الوُصولِ إلى قِمَّةِ الشُّعورِ و بَعدَ ذَلك اترُكْ الإِصبَع وَ انفَصِلْ عَن المَوقف اللي أَنا فِيه وَ أَمشي خُطوات أَنظُرْ حَولي , ثُمَّ أَرجِع وَ أَختَبِر الرَّابط أَو الإِرساء , اضغَطْ مَرةً أُخرى على الشَّاهد و الإِبهام هَل يَعود لي الشعورُ كَما كَان في تِلك اللّحظَة , المُفترض أَن يَرتَبط الشُّعور بِهذِهِ الحَرَكة المَحسوسة , كما ارتَبط الشُّعورُ الايجابي بِرائِحةِ الطِّيب و كَما ارتَبط المَوقف الذي يُعيدُ لَنا الشُّعورَ السلبي لَنا أَحياناً بالطريقِ اللي مَرينا فيه , المَفروض أَنْ يرتَبط شُعورُنا بالاستيقاظِ النَّشيطِ لِصلاةِ الفَجر بالضّغطِ عَلى إِصبعِ الشَّاهد و الإبهام لأَنَّنا قُمنَا بِعمليَّة رَابط , مِن خِلالِ التَّجرُبة , البَعضُ عِندمَا يُطبِّق هذا التمرين وَ يرجِع يَستخدِم التَّمرين يَعني يَضغَط على إِصبَع الشَّاهد و الإِبهام يَقول البَعض : استَطعتُ أَنْ أُعيدَ الشُّعور بِنسبَةِ مِئة بالمئة , تِسعين بِالمئة , نَقول : (مُمتاز) , البَعضُ الآخر يَقولُ أَو في حَالٍة أُخرى يقولُ البَعض من النَّاس : أَنّه أَنا والله لمّا ضَغطتُ إِصبع الشّاهد و الإبهام صَح رَجَع الشُّعور وَ لكن بِنسبَة ضَعيفة جِداً يَعني بِنسبَة 10% , 15% , القَدر غَير كَافي لأَنْ أَستَفيد من هَذا الشُّعور , نَوعٌ ثَالث من النَّاس يَقول و الله ما رَجع الشُّعور أَصلاً و أَنا سَويت وَ ضَغَطت عَلى الشاهد و الإبهام وَ الشُّعور لَم يَرجِعْ , بِما أَنَّه بَعض النَّاس استَطَاعوا أَنْ يستَفيدُوا مِن هَذا التَّمرين , إِذاً هَذهِ طَريقَة عَمليَّة وَ طَريقَة عِلميَّة وَ بِالإِمكان أَنْ نستفيدَ مِنها دَائماً , أَنا أُناقِشُ الآن مَن لَم يَستَفِد مِن هَذا التَّمرين , يَكونُ عَدمُ استِفادَته لأَحَد سبَبين : إِمَّا أَنَّ المَوقِف الَّذي تَذكَّره لَيس مَوقِفاً قَويًّا وَ إِمَّا أَنَّهُ لَم يَتخيَّل المَوقِف بِشكلٍ جَيِّد , أَحد السَّببين يُمكن أَن يُفقِدوا القُدرة عَلى استِعادَة المَوقِف و استِعادَة الشُّعور عِندَما يُطلَق الإِرسَاء و يَضغَط عَلى الشَّاهد و الإِبهام مَرّة أُخرى اللي أُريدُ أَنْ أَقولَه خِتاماً لِهذِه المَهارَة عِندَما أَفتَحُ عيني للاستِيقَاظِ لِصلاةِ الفَجر , أَضغطُ عَلى إِصبَع الشاهد و الإِبهام حَتى أُعيدَ الشُّعور بِالطَّاقة و الحَيويَّة و النَّشاط مَرَّة أُخرى وَ أَشعُر بِنفسِ الشُّعورِ اللي سَبَق أَنْ شَعرتُ بِه ربّما قبل شَهر أَو شَهرين أَو ثَلاثَة شهور أَو أَربعة شُهور , تِلك المَهارات العَمليَّة مِن شَأنِها أَنْ تُوصِلنَا بِإذن اللهِ تعَالى إلى صَلاةِ الفَجر بِوقتِها , ذَلك الهَاجِس الذي يَجُول و يَصُول وَ يَختَلِج في نُفوسِ الجميع , أَسأَلُ اللهَ الكَريم رَبِّ العَرشِ العَظيم أَنْ يُوفِّقكم وَ أَن يُوفِّقني لِصلاَة الفَجر وَ أَن يَجعَل هَذهِ المَهارات مِن الآن و صَاعداً حُجة لي و لَكم يَومَ القِيامة وَ لَيسَ حُجة ً عَلينَا , أَسألُ اللهَ أَنْ يَكونَ كَذلك وَ أَسأَلُكم الدُّعاء لأَنفُسكم وَ لِغيرِكم وَلمُحدِّثكم أَنْ نَتواصى بالدُّعاء فَخيرُ شَيء نَستعينُ اللهَ سُبحانَه وَ تعالى بِه هُو أَنْ نَستَعينُه بِعبادَته وَ على القِيامِ بِحقوقِه وَ وَاجبَاته وَ أَنْ لا نَتقرَّب إِلى الله سُبحانَه وَ تَعالى بِشيء أَحبَّ إِليهِ مِما افترَضَ عَلينَا , خِتاماً أَستودِعُكم الله وَ أَسأَلُهُ سُبحانَه أَنْ يَحفَظَكُم دَوماً وَ صَلّى اللهُ وَسَلَّم عَلى نَبينَا مُحمَّد



و اختم هذه المقالة التي نقلتها اليكم فراشاتي
بدعاء يجعلكم تستيقظون لصلاة الفجر


”” اللهم لاتــؤمني مكرك ولاتنسني ذكرك ولاتجعلني من الظالمين
اللهم ايقظني في أحب الساعات اليك كي اسألك فتعطيني واستغفرلك فتغفرلي
انك كنت بي بصيرا رحيما""



[/QUOTE]









رد مع اقتباس