منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسماء الله الحسنى وصفاته
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-28, 19:06   رقم المشاركة : 176
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل تثبت صفة " الثقل " لله تعالى ؟

السؤال

ورد في تفسير سورة الشورى الآية4 : (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ ...)

وورد أثر مروي عن بن عباس يفسر الآية الكريمة وينسب صفة الثقل لله تعالى : حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ )

قال: يعني من ثقل الرحمن . وجاء أيضاً في كتاب الدر المنثور في تفسير القرآن بالمأثور :

أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏[‏تكاد السموات يتفطرن من فوقهن‏]‏ قال‏:‏ من الثقل‏. فهل تثبت صفة الثقل لله تعالى ؟

وما هو نقد سند هذا الأثر ، هل هو صحيح ؟ وجزاكم الله خيرًا .


الجواب

الحمد لله

سبق في جواب السؤال سابق بعنوان

ما هو الضابط في الأسماء التي يصح إطلاقها على الله تعالى ؟

أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية

فلا يسمى الله تعالى ولا يوصف إلا بما جاء في نصوص الوحي : (الكتاب والسنة) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" يُوصَفَ اللَّهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ لَا يَتَجَاوَزُ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ "

انتهى ."مجموع الفتاوى" (5 / 26) .

أما الأثر المذكور عن ابن عباس رضي الله عنهما فلا يصح عنه

رواه الحاكم (3653) من طريق خصيف عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما : قوله عز وجل : ( تكاد السموات يتفطرن من فوقهن ) قال : " من الثقل " .

وهذا إسناد ضعيف ، خصيف ، وهو ابن عبد الرحمن الجزري ضعيف ، ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد والنسائي وأبو حاتم وابن خزيمة وغيرهم .

انظر : "التهذيب" (3/124)

"ميزان الاعتدال" (1/654) .

ورواه ابن جرير في تفسيره (21|501) :

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس

قوله : ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ )

قال : " يعني من ثقل الرحمن وعظمته تبارك وتعالى " .

وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء : محمد بن سعد هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي لين الحديث , وأبوه سعد بن محمد متكلم فيه

وعمه الحسين بن الحسن ضعيف , والحسن بن عطية ضعيف أيضاً ، وكذا أبوه عطية .

انظر : "التهذيب" (2/255) (7/201) (9/103)

– "لسان الميزان" (3/18) (2/278) (5174)

"الجرح والتعديل" (3/26) (3/48) (6/383) .

والذي ذهب إليه جماعة من المفسرين في تفسير الآية المذكورة في السؤال أن ذلك خوفاً من الله عز وجل ومن عظمته .
قال ابن جرير رحمه الله في تفسير الآية السابقة :

" تكاد السموات يتشققن من فوق الأرضين ، من عظمة الرحمن وجلاله .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل "

انتهى من "تفسير الطبري" (21 /501) .

وقال ابن كثير رحمه الله :

" قال ابن عباس ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وكعب الأحبار : أي فرقًا ، من العظمة "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (7 /190) .

ولما يذكرا ثقل الرب تعالى .

وجاء في السنة ما يدل على أن العرش أثقل المخلوقات

كما رواه مسلم (2726)

عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله : (سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ ، وَرِضَا نَفْسِهِ ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ) .

قال ابن القيم رحمه الله :

"وقوله : (وزنة عرشه) فيه إثبات للعرش ، وإضافته إلى الرب سبحانه وتعالى ، وأنه أثقل المخلوقات على الإطلاق ؛ إذ لو كان شيء أثقل منه لوزن به التسبيح

وهذا يَرُدُّ على من يقول إن العرش ليس بثقيل ولا خفيف ، وهذا لم يعرف العرش ولا قَدَّرَه حق قدره "

انتهى من"المنار المنيف" (ص 37) .

فهذا غاية ما ورد .

فنقف عند حدود ما أنزل الله على رسوله

وما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم

لا نتعدى القرآن والحديث .

والله أعلم .