هب ان لك زوجة و ابناء و ام كبيرة و اب كبير شيخ تعولهما و لك جار قريب منك
و تعيش في سلام و امان مع ابنائك و ووالديك و مع جارك
هب
ان جارك تحرش بزوجتك ..و اخذ يغتصبها سرا و يزعجها سرا و خفية دون ان يدر احد
زوجتك امامها حلان
اما ان تثور على جلادها..و مغتصبها و تخبرك و تكسر الصمت و ما يحدث لها ...و هنا تقع فتنة عظيمة ..فقد تغضب انت و تقتل جارك ..و تدخل السجن و تيتم اولادك و يتيتم اولاد جارك ايضا و يضيع والديك اللذان لا عائل لهما
او ان زوجتك
تكتم و تصمت ...و تعيش انت في سلام ظاهري تعيل ابناءك لا ينقصك شيئ كما كنت بينما عرضك مهدور
-------------
زوجتك هي الشعب المعتصب قبل الثورات العربية و في كثير من البلدان
و جارك هو النظام الحاكم المتسلط
و انت و ابناؤك و والديك هما الدولة و سلامها و امنها المزعوم
-------------------
ان قلت ان الشعب الثائر ..ذهب الى الفتنة و هو المسؤول عن ما جرى له..... و كان عليه ان يكون ذكيا و لا يخرب بلده ..تكن كمن يقل لزوجتك التي ثارت على مغتصبها ..انت المخطئة و انت من خربت بيتك يا بلهاء بتهورك ..و ما كان يجب عليك ان تستبدلي الامن و السلام الذين كنت فيه رغم ذل و اغتصاب جار زوجك لك ...بذل العيش و تيتيم اولادك و تشردهم و هدم بيتك
و ان قلت ان النظام هو السبب
تكن كمن برء زوجتك مما صنعته لانها قامت بما يجب ان يكون و ان المجرم الحقيقي ليس هي بل الجار المغتصب
---------------
فماذا تختار اذا ..اختيار الشعوب بكسر الصمت و الثورة ..في كل من سوريا و تونس و مصر و ليبيا ..تماما مثل ثورة هاته الزوجة الذليلة الثائرة
ام تختار الصمت و الرضى و بعدم خروج الشعوب .....و الرضى بما كانت عليه ..تماما بصمت زوجتك على مغتصبها و الصبر عليه !!