منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-17, 05:44   رقم المشاركة : 185
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



كيف نربي أولادنا ؟

يجب أن ننتبه إلى أن الأخلاق السيئة في الغالب

توافق شهوات النفس وهواها

لذلك يتخلق بها الطفل بأدنى مؤثر وبأضعف سبب

وفي المقابل الأخلاق الحسنة :

هي تهذيب للنفس وكفها عن شهواتها التي تفسدها

وتفوّت عليها مصالحها

فالأخلاق الحسنة هي السير في الطريق المعاكس لهوى النفس

فهي عملية بناء تحتاج إلى جهد واجتهاد .

والتربية الصحيحة هي أن نثبّت الأخلاق الحسنة في نفس الطفل

تثبيتا قويا يمكنّها من مغالبة الشهوات الفاسدة

ويجعل النفس لا تشعر براحتها إلا مع الأشياء التي تصلحها

وتمقت كل ما يعارض هذه الأخلاق الحسنة .

وحتى يتقبل الطفل هذا الأخلاق الحسنة لا بد من تحبيبها له

والحبّ لا يمكن أن يأتي بالقهر والشدة


وإنما يحتاج إلى ما يلي :

1- الرفق واللين .

وقد وردت عدة أحاديث نبوية ترشد إلى استعمال الرفق

واللين في التعامل ، منها :

عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْج النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ

قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ )


رواه البخاري (6024) .

عَنْ جَرِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ ) .


رواه مسلم (2592)

ومن طبع الأولاد أنهم يحبون الوالد الرفيق بهم المعين لهم

الذي يهتم بهم ، لكن من غير صراخ وغضب

قدر الطاقة ، بل بحكمة وصبر .

فالطفل في سن يحتاج فيها إلى الترفيه واللعب

كما أنه في السن المناسبة للتأديب والتدريس

فلهذا يجب إعطاء كلّ شيء حقه باعتدال وتوسط .

والأولاد إذا أحبوا الوالد الرفيق

كان هذا الحب دافعا قويا لهم لطاعة الوالد

وبالعكس فغياب الرفق ، وحضور العنف والشدة ، يسبب النفور

وبالتالي التمرد والعصيان

أو سيطرة الخوف الذي يولد في الطفل الكذب والخداع .


2- التعامل بالرفق لا ينافي استعمال العقوبة عند الحاجة إليها

لكن يجب أن ننتبه إلى أنّ العقوبة في عملية التربية

يجب أن تستعمل بحكمة ؛ فلا يصح أن نعاقب الولد

على كل مخالفة يقوم بها ، بل تكون العقوبة

حيث لا ينفع الرفق ، ولم يؤدبه النصح والأمر والنهي .


3- القدوة الحسنة .

فعلى الوالدين أن يلزموا أنفسهم أولا بالأخلاق

التي يسعون إلى تأديب الأولاد عليها

فلا يليق مثلا أن ينهى الوالد ولده

عن التدخين وهو نفسه يدخن .

ولهذا قال أحد السلف لمعلم أولاده :

" لِيَكُنْ أولَّ إصلاحكَ لِبَنِيَّ إصلاحُك لنفسِك

فإن عيوبهم معقودةٌ بعيبك

فالحَسَنُ عندهم ما فَعلت َ، والقبيحُ ما تركتَ " ا.ه


" تاريخ دمشق " ( 38 / 271 – 272 ) .

4- عليكم بملازمة الدعاء خاصة في أوقات الإجابة

كثلث الليل الأخير ، وأثناء السجود ، ويوم الجمعة

فأكثروا من دعاء الله تعالى بأن يصلح أولادكم

وأن يهديهم إلى الطريق المستقيم

فالدعاء للأولاد من صفات عباد الله الصالحين

قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا

وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان ( 74 ) .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :

" ‏( قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) أي‏:‏ تقر بهم أعيننا‏.‏

وإذا استقرأنا حالهم وصفاتهم

عرفنا من هممهم وعلو مرتبتهم

أنهم لا تقر أعينهم حتى يروهم مطيعين لربهم ، عالمين عاملين

وهذا كما أنه دعاء لأزواجهم وذرياتهم في صلاحهم

فإنه دعاء لأنفسهم ، لأن نفعه يعود عليهم

ولهذا جعلوا ذلك هبة لهم ، فقالوا‏:‏ (هَبْ لَنَا )

بل دعاؤهم يعود إلى نفع عموم المسلمين

لأن بصلاح من ذكر

يكون سببا لصلاح كثير ممن يتعلق بهم ، وينتفع بهم‏ " ا.هـ .


" تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن " (587) .

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر