منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - دراسة تحليلية أدبية وبلاغية لقصيدة جرير يرد على الفرزدق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-05-16, 06:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي دراسة تحليلية أدبية وبلاغية لقصيدة جرير يرد على الفرزدق

قال جرير يرد على الفرزدق :

أعـــــــددت للشــــعراء سمــا ناقعا *** *فســـقيت آخــــرهم بكــأس الأول
لما وضعت على الفرزدق ميسمي ***وصـــغا البعيث جدعت أنف الأخطل
أخــــزى الذي سمك السماء مجاشعا ***وبنى بنــاءك في الحضيض الأسفل
ولـــقد بنيت أخس بيت يبـــــــــــــتنى *** فهــــــــدمت بيتكم بمثل يــــــذبل
حســـــــب الفرزدق أن تسـب مجاشع *** ويـــــعد شـــعر مرقش ومهلهل
ولقد تركت مجـــــاشعا وكأنــــــــــــهم *** فقع بمدرجة الخميس المجحفل
إني انصـــــــــــببت من السماء عليكم *** حتى اختطفتك يا فرزدق من عل
أحلامـــــــــنا تزن الجبال رزانــــــــة *** ويــــفوق جاهــلنا فعال الجـــــهل
كان الفرزدق إذ يــــــــعوذ بخــــــاله *** مثل الذليل يعوذ تحت القرمل
إن الذي سمك السماء بنى لنـــــــــــــا *** عــزا علاك ، فمــــا له من منقل

المعنى العام للأبيات :
يذم جرير الشعراء الثلاثة في بيته الأول والثاني ، ويذكر أنه أعد لهم هجاء مرا
سلطه عليهم ، فأثر فيهم تأثيرا شديدا استوى في هذا التأثير الأول والآخر ، فالفرزدق وقع عليه شعر
جرير كما تقع آلة الكي على الجلد ، أما البعيث فجعله شعر جرير يتألم ويتذلل ، والأخطل هو الآخر لم
يسلم من ذلك فلقد شوهه شعر جرير وأذله وحط من قيمته .
وفي الأبيات الخمسة المتبقية يوجه جرير هجاءه إلى الفرزدق وقومه قائلا : أخزاكم الله ياأهل الفرزدق
وجعلكم في موضع ذل وهوان ، وإن المجد الذي تفتخر به يا فرزدق مجد ضعيف لايثبت أمام مجدنا وعزنا ،ولقد رماكم الله بي لسوء أفعالكم ،فانقضضت عليكم واختطفتك يافرزدق كالفريسة المخطوفة من نسر ،وأظهرتكم أمام غيركم على حقيقتكم ، فعقولنا راجحة ومواقفنا ثابتة ، أما إذا ما استثرنا فإن بطشنا شديد لايتصوره أحد ،ولقد أعطانا الله مجدا وعزا لايدانيه ولا يضاهيه مجد آخر .
دراســــة أدبـــــية:
دارت أفكار النص حول موضوع واحد هو الاعتزاز بالقوم والفخر بالنسب ولقد نمكن بنو أمية من إحياء العصبية القبلية لصرف الناس عن أمور الحكم وما يجري في القصور . وكان من نتائج ذلك ظهور هذا اللون من الشعر الذي بات يعرف بشعر النقائض والذي استمرطوال نصف قرن، مما لانجده في بقية العصور الأدبية .
وقد شجع النقاد وعلماء اللغة هذا اللون وتلقفته العامة واجدة فيه ملهاة ومشغلة ، ويلاحظ أن النقائض
يمتزج فيها الفخر بالهجاء ، كما تكثر الإشارة إلى ماضي القبائل في الجاهلية ،وحاضرها في عهد بني أمية ، هذا وأمثاله من التكاثر بالعدد ، والتفاخر بالآباء والأجداد مما قضى عليه الإسلام ، وقد كانت النقائض نعمة على الأدب العربي بما جمعته من تراث أدبي وألفاظ غريبة ، وتعبيرات قديمة ،وفي نفس الوقت نقمة على الأخلاق لما شاع فيها من فحش القول ، ونابي اللفظ .
من مظاهر البيئة في القصيدة مايلي :
الميسم : وأداة للكي (مكواة) يكوى بها البعير .
يذبل : وهو اسم جبل .
فقع : كمأة بيضاء يضرب بها المثل في الذل
الجحفل : كثير الجلبة .
القرمل : شجر ضعيف لاشوك فيه .
وقد شاع شعر جرير لدى العامة لسهولة عبارته ووضوح أفكاره ،بينما امتاز أسلوب الفرزدق بالعبارة القوية والألفاظ الجزلة والغريبة .ولذا أعجب به علماء اللغة .
دراسة بلاغية :
أبيات القصيدة كلها خبرية ، تفيد الهجاء وقد اشتملت على ألوان من البيان منها الاستعارة التصريحية في قوله:
" أعددت للشعراء سما ناقعا"، حيث شبه شعره بالسم القاتل والكناية في قوله: "جدعت أنف الأخطل" كناية عن الإذلال ، التشبيه في قوله: "أحلامنا تزن الجبال رزانة"،
ومن ألوان البديع في هذه الأبيات : الطباق في قوله : آخر –أول .
أما أسلوب الأبيات فجزل والعبارة قوية رصينة وموسيقاه صاخبة ومن تلك الألفاظ – سما ناقعا – الحضيض – واختطفتك – ويلاحظ أن بعض معاني جرير هي معان الفرزدق وهذا لأن المقام مقام رد ونقض .
وعلى العموم امتاز جرير بوضوح الفكرة وصدق العاطفة وسهولة العبارة ، واستخدام الصور المستمدة من البيئة العربية ، وجاءت ألفاظ النص جزلة قوية موحية .
الأبيات من بحر الكامل وتفعيلاته :
متفاعلن متفاعلن متفاعلن *** متفاعلن متفاعلن متفاعلن









 


آخر تعديل الأستـ كريم ــاذ 2013-05-17 في 10:46.
رد مع اقتباس