صحيح أنّ المجال الأنسب في مثل هذا اليوم لمثل هذا الحدث - إستقالة رئيس نقابة - بالشكل الذي حدث قد يكون اللتعاطف مع السيد المحترم المناضل نوار العربي .
ولكن زملائي الأعزاء في جميع النقابات لا أحبّذ أن يدفع التعاطف بالبعض - ونحن رجال مثقفون - إلى نكران الواقع - فالرجل بصريح العبارة - وهو ما يعلمه الجميع إلاّ من لم يكن متابعا للتطورات خلال الأيام الفارطة - الرجل لم يستقل بل لم يكن أمامه أي خيار آخر .فلم يعد بمقدوره مواجهة المجلس الوطني بعد أن إستغل بعض أعضاءه النافذين ما إعتبروه خطئا لا يغتفر للمنسق الوطني وهو ( الإمضاء المبدئي على ميثاق أخلاقيات المهنة ) الذي إستغلّه خصومه المتربصين به بالمجلس لإحراجه ثم- للإطاحة به . فما كان عليه إلا أن يستقيل بدلا من أن يقال . فاختار الإنسحاب بكرامة . - ورسالته الأخيرة في بعض فقراتها وخاصة عبارة الختام دليل واضح على ذلك .
ومهما يكن فالرجل قدّم ما استطاع تقديمه وفقا لقناعاته . وكان طبيعيا أن يحدث خلاف في موضوع ما في يوم ما غير قابل للتوافق أو الحلول الوسطى وأن يتطوّر إلى صراع يؤدي إلى غلبة طرف على الطرف اللآخر . - وكانت هذه هي النتيجة -
السؤال الذي أودّ طرحه هو التالي :
هل هذه هي النتيجة النهائية ليطوى الملف أم هذه مجرّد بداية لمعضلة جديدة
؟
نتمنى للزميل المناضل الكبير نوار العربي مزيدا من النجاح والتوفيق في حياته العامة بعد هذه المرحلة
.