[نُـون]

كل خطوة تبدأ بفكرة،
الفكرة التي عليك أن تناظل من أجلها
لأجل الظفر بما تراه حقا لك!
كل شخص منا فقد قريبا
بسبب مرض العصر مرض السرطان
فبمجرد أن يطلق الطبيب لفظ ورم تتورم الأقداح
وتنتظر ما يكون بعد عدة تحاليل
التي نادرا ما تكون عكس ما توقع لها
منذ سنوات فقدت خالي
الذي أجرى عمليتين جراحيتين
لكن جرحه رفض أن يندمل!
وواصل المرض الخبيث انتشاره ليتآكل جسده
ربما من فرط الألم أو لخطأ طبي سقط من أعلى السرير
لفظ أنفاسه الأخيرة هناك بالجزائر العاصمة بعيدا عن أهله
فاجتمع الألمين ألم الشوق وألم المرض!
رحمه الله
-----
بعد خمس سنوات أو ست
ابنة عمتي اكتشف أنها مصابة بذات المرض
لم يستطع أهلها اخبارها الحقيقة
أخفوا ذلك عنها وعن أقاربها
وحين قادوها إلى المشفى لإجراء الأشعة
قرأت على اللافتات الأمراض السرطانية
لتجد نفسها في دوائر الألم وصرخات تتعالى جراء ما تراه
في تلك اللحظة أخبرتنا أن العالم انهار حولها
رغم أنها لم تكن تبكي!
لكنها حين رأت آلام من حولها شكرت وحمدت واستغفرت
كانت شعلة نشاط ومرح،
حاولت المحافظة على مرحها
وواصلت العلاج لم تستسلم تحسن وضعها
وقيل أنها شفيت من سرطان الأمعاء الغليظة
بعد عام عادت لإجراء التحاليل الدورية بمستشفى البليدة
فكانت الصدمة التي رهنتها
عاد المرض
كان هذه المرة أقوى منها وأشد صلابة
حتى الوضع المادي كان مستهلكا.
رحمها الله.
بعد عامين أصيب عديد من نساء العائلة العدد الذي أعرفه ثلاث
بسرطان الثدي
منهن من اختارت العلاج الطبيعي
ومنهن من اختارت المستشفيات
----

منذ مدة ليست بعيدة فقدنا سيدتين
احداهما زوجة خالي
التي انتقلت للعلاج بديار الغربةوأجريت لها عملية
فقدت اثرها حياتها.
والثانية عمتي أصيبت بسرطان البنكرياس
تنقلت إلى مستشفيات وعيادات خاصة بالعاصمه
إلى البليدة
إلى الأغواط
إلى ... حتفها الأخير

---
ما يجمع بينهم المعاناة
البعد الذي عليك وأهلك أن تتحمل عواقبه
الألم النفسي والسفر
استهلاكك روحيا وجسديا وماديا
لفظ المرض وحده
يسبب المعاناه والألم.
فلماذا على المريض أن يتحمل مصاريف أخرى تستهلكه
كم أود الخروج بالمسيرة البيضاء اليوم
للمطالبه بمستشفى للأمراض السرطانية بالجلفه
كم أرغب أن أحمل لافتة أكتب عليها
المرض لا يقتل
ما يقتل حقا هو الإهمال!

----
هو الوضع الكارثي المهول للمستشفيات
فإن لدغتك عقرب ستموت
إن صدمتك سيارة ستموت
إن أصبت ببوحمرون ستموت
إن أصابتك الكوليرا ستموت
ندرك أن الموت حق!
لكن المستشفيات وضعت لانعاش المرضى
لا لنقلهم إلى حتفهم بمزيد من الألم
المستشفيات للاستشفاء لا لأعود وأنا أحمل جرحا ثقيلا!
إن كان لدينا نقص في الأطباء فافتحوا أبواب الجامعات
إن كان لدينا نقص في التمريض فافتحوا الأبواب للممرضين
إن كان هناك نقص في الهياكل
فافتحوا كل الأبواب الممكنة فالصحة للجميع
ولا تدعونا نفقد أحباءنا بحرقتنا