منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ربيع العسل مع إسرائيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-17, 19:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اميره 2008
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اميره 2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي ربيع العسل مع إسرائيل

نقلت تقارير إعلامية، أمس، أن زعيم النهضة التونسية، راشد الغنوشي، أعطى ضمانات لواشنطن عن طريق معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، بأنه لن يقف ضد أية علاقات مع الدولة العبرية، كما قالت الصحيفة إن زعيم النهضة عقد منذ فترة جلسات سرية مع مسؤولين إسرائيليين.

نعم، لم يعد سرا التودد الذي بدأ يتبناه الإسلام السياسي لإسرائيل، ولم يعد سرا أنه المقابل الذي ستدفعه الحكومات الإسلامية التي "لفظها" الربيع العربي، لأمريكا وإسرائيل لتمكينها من الوصول إلى سدة الحكم، وإن كان التطبيع مع إسرائيل ليس الثمن الوحيد الذي ستدفعه الأنظمة الإسلاموية للقوة العظمى وحليفتها، فالثمن الحقيقي، هو الحفاظ على مصالح أمريكا الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة. وقد وعد تنظيم الاخوان بمصر إسرائيل وأمريكا بالإبقاء على اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل سنة 1979.

لا أدري بماذا وعد إسلاميو الجزائر أمريكا في حال دعمت وصولهم إلى الحكم مثلما نصح المرزوقي، لكن الأكيد أنهم هم الآخرون سيتسابقون مع نظرائهم في العالم العربي على من يكون أقرب إلى قلب إسرائيل..

ما يعني أن الإسلام السياسي وحركة الإخوان تحديدا، التي اغتالت أنور السادات عقابا له على علاقته بإسرائيل وتوقيعه اتفاقية السلام معها، تخلت اليوم عن أهم مبادئها .. تخلت عن القضية الفلسطينية التي كانت تلوم الأنظمة الوطنية على تخليها عنها مقابل رضا الغرب عليها، ومقابل بقائها في الحكم.

الغنوشي لم يأت بجديد، فهو يسير على الطريق الذي عبدتها أمامه وأمام التنظيمات الإسلاموية الأخرى، فتاوى القرضاوي وولي نعمته، أمير قطر. فحركة النهضة التونسية التي سرقت الثورة التونسية من أصحابها بمساعدة من قطر ومفتي الناتو والبيت الأبيض، القرضاوي، هي جزء قبل كل شيء من تنظيم عابر للقارات، التنظيم الإخواني الذي مازالت أمريكا تعتمد عليه في مخططاتها لتطويع الشرق الأوسط، والشرق بصفة عامة، مثلما اعتمد قبله على التنظيم السلفي، "القاعدة"، في حربها ضد روسيا في أفغانستان.

كل شيء واضح للعيان، والغبي هو الذي يرفض تصديق اللعبة التي لم تعد الأنظمة الإسلامية، المستفيد الوحيد من أحداث الشارع العربي، تخفيها. ولماذا تخفيها مادامت هذه الطريق التي ستوصلها إلى الحكم وتضمن لها دعم أمريكا وحمايتها؟

ماذا بقي من عقيدة الإخوان، عندما تصبح إسرائيل الصديق، والأنظمة الإسلامية غير تلك التي ترضى عنها أمريكا، عدوة؟

الأكيد أن الأنظمة الإسلاموية القادمة، والتي بسطت يدها على الحكم بدعم من أمريكا أكثر مما أتت بها الصناديق، ستفعل بالشعوب العربية أسوأ مما فعلته بها الأنظمة الحالية، والدليل عربون المودة هذا الذي دفعته من أجل الحكم، الصداقة مع العدو التقليدي للعرب والمسلمين .. إسرائيل.









 


رد مع اقتباس