كتاب "قراءات في الأدب الجزائري المعاصر" لعبد الله بوقصّة هو فعلا جملة من القراءات النقدية ومجموعة من المقاربات الأدبية وفق مناهج حداثية معاصرة. وهذه القراءات هي حصيلة جولة مقتضبة في بستان البحث، يرنو الكاتب إلى وضعها بين أيدي القراء المتخصّصين وغير المتخصّصين المتلّهفين إلى الاطّلاع على جديد البحث العلمي الأدبي بصفة عامّة، والنقد الأدبي الجزائري على وجه الخصوص.
وقد آثر الكاتب توثيق هذه الأوراق البحثية في هذا الكتيّب الذي وسمه بـ "قراءات في الأدب الجزائري المعاصر، شعرا وسردا ومسرحا" وغيرها من الفنون الأدبية. وفيه قدّم صورا من التجارب النقدية في نصوص أدبية جزائرية. وذلك قصد مقاربة إرثنا الثقافي وفق مناهج نسقية معاصرة.
ويحتوي هذا الكتيّب على أوراق بحثية، هي عبارة عن بحوث تطبيقية محكّمة كانت قد أُنجزت في أوقات متفاوتة، وقُدمت في محافل علمية مختلفة، وتعرّضت إلى مواضيع متعدّدة منها: الخطاب الحجاجي، والأدب الاستشرافي، وجماليات التناص، وتسريد التاريخ، والتهجين المنهجي، وبنية الشخصية المسرحية، ولغة التعليق الرياضي، وأدب الهامش، وغيرها.
وهكذا تجوّلت هذه القراءات بين مختلف الفنون الأدبية الجزائرية المعاصرة من رواية وشعر ومسرح، وهي نفحات نحسبها تقدّم توصيفا لمستويات الكتابة والتعبير والإبداع في الجزائر، وكشفا عن أوجه الثراء والتنوع ممّا لا يمكن الإحاطة بمختلف جوانبه. وإن كان السرد الجزائري قد هيمن على المدونات البحثية المنتقاة، فذلك لأنّ الرواية تعدّ بمثابة ديوان العالم في العصر الحاضر.
وعسى أن يكون هذا المنجز قد قدّم من خلال هذه القراءات النقدية التي همّ باستعراضها محاولات لاستكشاف بعض الجوانب الخفية والمغيّبة.