منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لماذا الخوف من الراية الصفراء والإصرار على المهزلة الانتخابية؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-12-08, 18:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Mohand_Zekrini
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي لماذا الخوف من الراية الصفراء والإصرار على المهزلة الانتخابية؟!

إن قائد الجيش كان قد صرح من بشار أنه تم إصدار أوامر وتعليمات صارمة لقوات الأمن بمنع الناس من رفع الراية الصفراء، والتصدي لكل من يحاول مرة أخرى المساس بمشاعر الجزائريين في هذا المجال الحساس، بحجة محاولة اختراق المسيرات من أقلية قليلة جدا التي ترفع رايات غير الراية الوطنية، وأضاف أن للجزائر علم واحد أستشهد من أجله الملايين، وواصل الأمر إلى تجريم حيازة ورفع الراية و الزج بأصحابها في السجون، ونسي قائد الأركان أن رافعي الراية الصفراء هم أحفاد قوافل الشهداء والمجاهدين من فاطمة نسومر والمقراني إلى أبطال الثورة التحريرية من أسد نجرجر كريم بلقاسم، عبان رمضان،عميروش أيت حمودة، ديدوش مراد، علي ملاح، محمدي السعيد، أعمر أوعمران، الصادق دهيلس، الحسين أيت أحمد، محند أولحاج، عبد الرحمان ميرة وصالح زعموم، ولا تتسنى هذه الأسطر ذكرهم جميعا، اللذين قدمتهم منطقة القبائل قربانا من أجل استقلال الجزائر واحدة موحدة.
ويا له من من مفارقة أن حاكم الجزائر الفعلي، الذي يردد عن نفسه أنه مجاهد، يتبنى أساليب الاستعمار والاستبداديين بانتهاج سياسة فرق تسد، والسعي إلى ضرب الشعب بجزء من الشعب من حيث لايدري.
إن خرجته هذه قرار غير صائب تلقى جوابا عليه من الحراك الشعبي بتعميم رفع الراية الصفراء عبر كامل المناطق الناطقة بالامازيغية وجعل منها رمز للنضال، وترديد شعارات تنم عن التضامن والتكاتف بين الجزائريين " القصبة/ باب الواد- إيمازيغن، إيمازيغن/ جيش- خاوة خاوة، أمازيغي/ عربي- خاوة خاوة إلخ..." هذا من جهة، ومن جهة أخرى إرهاق القوات الأمنية في الجري وراء كل من يحمل الراية الصفراء ، وربما تنزلق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه والجزائر في غنى عنها.
إنه ليس بمثل هذه المواقف المتطرفة والقسرية والتي تمس بحرية التعبير نبني الجزائر، وعليه أن يتبنى سياسة أخرى غير تلك، وأن لا يخوض قي هذه المسائل الحساسة، وإذا خض فيها عليه التوخي الحذر والحيطة، ويترك السياسة لأهلها.
أيها الناس إن الجزائر بحاجة إلى من يضمد جراحها، وينتشلها من أزمتها وينسج الإخاء بين أبناء شعبها، وليس إلى من يزيد الطين بلة ويصب الزيت على النار.
إن رفع الرايات الصفراء ليس الغرض منه مطلب سياسي أو إيديولوجي، وإنما هو تعبير بالانتماء لا غير، وأن رفعها لم يتحرج منه أي جزائري أو يحس أنه مس في كرامته أو يشتكي منه.
إن الشعب الجزائري بلغ من النضج ما يسمح له بالتصدي لكل من يحاول اختراق المسيرات، وأنه فعلها كذا مرة، ولا ينتظر تدخل الحكام.
فقط على الحكام أن يفهموا هذا الشعب فيما يريد، ويتركوه أن يقرر مصيره بنفسه، وأن يطلقوا الأبوية التي ظلت جاثمة عليه لعشريتين من الزمن.
ويدخل ضمن هذه الأبوية الإصرار على تنظيم انتخابات مرفوضة من أغلبية الشعب إن لم نقل من الشعب بكامله والدليل على ذلك المسيرات الضخمة التي شاهدتها الجمعة رقم 42، وإنه لأول مرة في تاريخ الجزائر، تظهر السلطة أنها غير مبالية في مقاطعة منطقة القبائل لهذه المهزلة الانتخابية. إن هدف السلطة هو تنظيم انتخابات وفقط ، لكن بعد 12 ديسمبر، فماذا ينتظر الجزائر؟ فماذا يقول مواطني منطقة القبائل؟ وما هو رد فعلهم؟ وما هو رد أغلبية الشعب التي لم تنتخب؟ عندها بماذا ترد سلطة الأمر الواقع. إن تنظيم انتخابات بهذا الشكل لن يخدم حتى السلطة، لان الوضع سيتأزم أكثر، والقطيعة بين الشعب والسلطة ستزداد اتساعا، وعصيانا مدنيا بدأ يلح في الأفق، عندها تكون بلادنا عرضة للتدخلات الأجنبية. ولفائدة الشعب والسلطة، أنه مادام أن الأوان لم يفت، لان الانتخابات لم تجري بعد، فلابد من قرار شجاع يتخذ بتفاهم الكل، على شكل وصفة من المجلس الدستوري سواء بإلغاء الانتخابات لان الظرف غير مواتي أو تأجيلها إلى حين توفر أسباب نجاحها، وبذلك نجنب بلادنا الاسوء.
الأستاذ/ محند زكريني








 


رد مع اقتباس