منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-17, 04:38   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



فإن من المعروف لدى الجميع

أن لغة الضمان تجد في أوساط الناس

اهتماما بالغا وعناية كبيرة

في بيعهم وشرائهم وعموم تجارتهم

فليست السلع المضمونة، والبضائع التي عليها ضمانات

في المكانة لدى الناس ، كالسلع التي ليس عليها ضمان

وهذا يؤكد شدة اهتمام الناس بالشيء المضمون

أكثر من غيره مما ليس كذلك

على تفاوت كبير فيها من حيث مصداقيتها

ولهذا يشتد اهتمام الناس بهذا الأمر أكثر

إذا كان صاحب الضمان معروفا بالصدق

متحلياً بالوفاء والأمانة

وكانت الأمور التي ينال بها الضمان أموراً يسيرة سهلة

لا تلحق الناس شططا، ولا تكلفهم عنتاً.


فكيف إذا كان الضامن

رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق


الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي

وكيف إذا كان المضمون جنة عرضها السماء والأرض

فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر

وكيف إذا كانت الأمور التي ينال بها هذا الضمان أمور سهلة

وأعمالا يسيرةً لا تتطلب جهداً عظيماً ولا كبير مشقة .


فتأملوا _ رعاكم الله _ نص هذا الضمان العظيم :

قال صلى الله عليه وسلم :

(اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ

: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ

وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ)


رواه أحمد (22757) وحسنه الألباني في صحيح الجامع

قال ابن عبد البرِّ في شرحه لهذا الحديث:

اضمنوا لي ستًّا: من الخصال ((من أنفسكم))

بأن تداوموا على فعلها ((أضمن لكم الجنة))

أي دخولها ((اصدقوا إذا حدثتم))

أي: لا تكذبوا في شيء من حديثكم إلا إن ترجح على الكذب

مصلحة أرجح من مصلحة الصدق في أمر مخصوص كحفظ معصوم

((وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم)).

قال البيهقي: ودخل فيه ما تقلَّد

المؤمن بإيمانه من العبادات، والأحكام

وما عليه من رعاية حق نفسه، وزوجه، وأصله

وفرعه، وأخيه المسلم، من نصحه

وحق مملوكه، أو مالكه، أو موليه

فأداء الأمانة في كل ذلك واجب

((واحفظوا)) أيها الرجال والنساء

((فروجكم)) عن فعل الحرام لثنائه تعالى على فاعليه

بقوله: وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ [الأحزاب: 35]

((وغضُّوا أبصاركم)) كفوها عما لا يجوز النظر إليه

((وكفُّوا أيديكم)) امنعوها من تعاطي ما لا يجوز تعاطيه شرعًا

فلا تضربوا بها من لا يسوغ ضربه

ولا تناولوا بها مأكولًا، أو مشروبًا حرامًا، ونحو ذلك

فمن فعل ذلك

فقد حصل على رتبة الاستقامة المأمور بها في القرآن

وتخلقوا بأخلاق أهل الإيمان)

[2603] ((فيض القدير)) للمناوي (1/683).

خلاصة الموضوع

إنه ضمان بضمان ووفاء بوفاء

« اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة »

ستا من الأعمال ما أيسرها

وأمورا من أ بواب الخير ما أخفها وأسهلها

من قام بها في حياته ، وحافظ عليها إلي مماته

فالجنة له مضمونة

وسبيله إليها مؤكدة مأمونة

{ وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ *

من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب *

ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود *

لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد } [ ق : 31-35 ]

فهذه أبواب الجنة مشرعة , ومنارتها ظاهرة

وسبيلها ميسرة

فلنغتنم ذلك قبل الفوات ولنستكثر

لأنفسنا من الخير قبل الممات .

أعاننا الله جميعا على القيام بذلك

ووفقنا لكل الخير


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر