منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-16, 04:43   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

غض البصر

نحن مسؤولون أمام الله -عز وجل- مسؤولية كبيرة

والله -سبحانه وتعالى- حمّلنا أمانات لا تحملها الجبال

وجعل علينا مسؤوليتنا ليبلغنا أينا أحسن عملاً.


مسؤولية الحفاظ على الجوارح

قال الله تعالى

إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء: 36].

فنحن إذن مسؤولون عن أسماعنا، مسؤولون عن أبصارنا

مسؤولون عن أيدينا، مسؤولون عن أرجلنا

مسؤولون عن تفكيرنا وعن خواطرنا

مسؤولون عن قلوبنا وما يدخل في هذه القلوب وما يخرج منها.

وهذه المسؤولية هي التي تجعل عيشة الإنسان المسلم

في هذه الدنيا تختلف منطلقاً، وهدفاً

عن عمل الكافر المنافق الذي لا هدف له في هذه الحياة

ولا يحس بأي مسؤولية.

والله تهددنا بأننا إذا لم نخلص العمل له

ولم نطعه في هذه الجوارح بتهديد عظيم فقال:

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ [الأنعام: 46].

هذا في الدنيا، وفي الآخرة أعد لهم عذابا ًأليماً


رسولنا الكريم كان يراعي بصره أشد الملاحظة

فلما عرج به إلى السماء امتدحه الله -عز وجل وقال-:

مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [النجم: 17].


اخوة الاسلام


أمر الله تعالى عباده المؤمنين

أن يغضوا من أبصارهم عما حرم إليهم

فلا ينظروا إلا لما أباح الله لهم النظر إليه

وأن يغضوا أبصارهم عن المحرمات

فإن اتفق أن وقع البصر من غير قصد

فليصرف المسلم بصره بسرعة.

قال الله -عز وجل- في سورة النور:

قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ

ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *

وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور: 30، 31].

وكذلك أمر الله المؤمنات مع أنهن داخلات أصلاً في الخطاب الأول

إذ أن كل خطاب للمسلمين والمؤمنين

يدخل فيه المسلمات والمؤمنات.

ولكن الله أيضاً استثناهنا وخصهن بالذكر فقال:

وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ [النور: 31].

أي عمّا حرم عليهن النظر إليه من غير الأزواج من العورات ونحوها


و غض البصر في الشرع يشمل أمور اخري

2- غض البصر عن بيوت الناس وما أغلقت عليه أبوابهم :

يقول ابن تيمية "مجموع الفتاوى" (15/379) :

" وكما يتناول غض البصر عن عورة الغير

وما أشبهها من النظر إلى المحرمات

فإنه يتناول الغض عن بيوت الناس

فبيت الرجل يستر بدنه كما تستره ثيابه

وقد ذكر سبحانه غض البصر وحفظ الفرج بعد آية الاستئذان

وذلك أن البيوت سترة كالثياب التى على البدن " انتهى .


ويقول ابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين" (1/117) :

" ومن النظر الحرام النظر إلى العورات

وهي قسمان : عورة وراء الثياب . وعورة وراء الأبواب " انتهى .

3- غض البصر عما في أيدي الناس من الأموال والنساء

والأولاد والمتاع ونحوها .

قال تعالى : ( لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ

وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الحجر/88


قال ابن سعدي في "تفسيره" (434) :

" أي: لا تعجب إعجابا يحملك على إشغال فكرك بشهوات الدنيا

التي تمتع بها المترفون ، واغترَّ بها الجاهلون

واستغن بما آتاك الله من المثاني والقرآن العظيم " انتهى .


وقال أيضا (ص/516) :

" أي : لا تمد عينيك معجبا

ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والمُمَتَّعين بها

من المآكل والمشارب اللذيذة ، والملابس الفاخرة

والبيوت المزخرفة ، والنساء المجملة

فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا ، تبتهج بها نفوس المغترين

وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين ، ويتمتع بها -

بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون ، ثم تذهب سريعا

وتمضي جميعا ، وتقتل محبيها وعشاقها

فيندمون حيث لا تنفع الندامة

ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة

وإنما جعلها الله فتنة واختبارا

ليعلم من يقف عندها ويغتر بها ، ومن هو أحسن عملا " انتهى .


وهناك وسائل معينة على غض البصر

منها استحضار اطلاع الله علينا

الاستعانة بالله والانطراح بين يديه ودعائه

مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر

والصبر على ذلك ، والبعد عن اليأس


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل ستكمال الموضوع









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-11-16 في 04:49.