منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-11, 04:35   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



الشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة

و الشفاعة كلها ملك لله عز وجل

كما قال سبحانه : ( قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ) الزمر/ 44

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الشفاعة لله، ومرجعها كلها إليه

وهو الذي يأذن فيها إذا شاء، ولمن شاء "


انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (7/ 68) .

وهي قسمان :

القسم الأول :

الشفاعة التي تكون في الآخرة ـ يوم القيامة ـ .


القسم الثاني :

الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .

فأما الشفاعة التي تكون في الآخرة فهي نوعان :

النوع الأول: الشفاعة الخاصة

وهي التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة

لا يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام :


أولها: الشفاعة العظمى

وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه

في قوله تعالى: " وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ

عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) " سورة الإسراء .

وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق

حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر

يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون

فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد

يتمنون التحول من هذا المكان

فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها

حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول

: "أنا لها، أنا لها".

فيشفع لهم في فصل القضاء فهذه الشفاعة العظمى

وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.

والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما


و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 )

عن ابن عمر رضي الله عنهما:

"إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً

كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع

حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".


ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟

فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك "


رواه مسلم (333 ) .

وفي رواية له( 332 )

" أنا أول شفيع في الجنة ".

ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب:


فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر عنده عمه أبو طالب فقال:

"لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح

من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه"


رواه البخاري ( 1408 ) ومسلم(360 )

رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم

في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب :


وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث

أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه

: "ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ

تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي

يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ

مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ

وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ "


رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 ) .

النوع الثاني: الشفاعة العامة

وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم

ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين


وهي أقسام:

أولاها:

الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها .

والأدلة على هذا القسم كثيرة جدا منها :


ما جاء في صحيح مسلم( 269 )

من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا:

" فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله

في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار

يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون.

فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم

فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا...

فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون

وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين

فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط" .


ثانيها:

الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها

وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا

لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه)


أخرجه مسلم ( 1577 )

فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.

ثالثها:

الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة

أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة


ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله (1528)

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال:

" اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين

واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربّ العالمين

وافسح له في قبره، ونوّر له فيه"".


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع