منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-08, 04:34   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



اعلموا ـ يا عباد الله ـ أن نيل الدرجات في الدنيا والآخرة

ليس بالأماني ولا الأحلام ، وإنما هو بسلوك أسباب ذلك

ولولا ذلك ما كان فرق بين الصادق والكاذب

وهذا من حكمة الله تعالى في تكليفه لعباده

وأمرهم بما أمرهم به .

قال الله تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ

مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا *

وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ


فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) سورة النساء /123-124.

قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله :

أي: لَيْسَ الأمر والنجاة والتزكية بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ

والأماني : أحاديث النفس المجردة عن العمل

المقترن بها دعوى مجردة

لو عورضت بمثلها لكانت من جنسها . وهذا عامّ في كل أمر

فكيف بأمر الإيمان والسعادة الأبدية ؛ ...

فالأعمال تصدق الدعوى أو تكذبها " .


"تفسير السعدي" (205) .

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ

أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ) .


رواه الترمذي (2450) وحسنه

صححه الألباني في "صحيح الترمذي" وغيره .


فالجنة سلعة غالية ، والفردوس الأعلى أعلى الجنان وأفضلها

ولا يصل إليها إلا من اختصهم الله بمزيد فضله .

وروى الترمذي (3174) وصححه

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :

( َالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا ) وصححه الألباني .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ) متفق عليه .

فإذا كانت الجنة محفوفة بالمكاره وأنواع المشاق

فكيف بأعلى درجاتها وأسمى منازلها ؟

هذا يدل على أن الأمر ليس بالأمر الهين .

قال ابن القيم :

" أنزه الموجودات وأظهرها

وأنورها وأشرفها وأعلاها ذاتا وقدرا وأوسعها :

عرش الرحمن جل جلاله ، ولذلك صلح لاستوائه عليه

وكل ما كان أقرب إلي العرش

كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه

ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها وأنورها وأجلها

لقربها من العرش ، إذ هو سقفها

وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق

ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة

وأضيقها وأبعدها من كل خير " انتهى .


"الفوائد" (ص 27)

وأهل الفردوس الأعلى هم السابقون المبادرون

إلى فعل الخيرات كما أمروا

قال الله تعالى :

( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ *

فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) الواقعة/10 – 12

قال السعدي :

" والمقربون هم خواص الخلق " انتهى .


"تفسير السعدي" (ص 833)

قال ابن كثير :

" من سابق في هذه الدنيا وسبق إلى الخير

كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة

فإن الجزاء من جنس العمل ، وكما تدين تدان " انتهى .


"تفسير ابن كثير" (7 / 517)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ

فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ

وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ

وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ).


رواه البخاري (2790)

ومن أهم الأعمال التي تبلغ المسلم الدرجات العلى

ولعلها أن تبلغه الفردوس الأعلى برحمة الله :


- الجهاد في سبيل الله :

وقد تقدم في ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

- الإخلاص والصدق مع الله :

روى مسلم (1909)

من حديث سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ: ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ

وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ).

قال النووي رحمه الله :

" َفِيهِ : اِسْتِحْبَاب سُؤَال الشَّهَادَة , وَاسْتِحْبَاب نِيَّة الْخَيْر " انتهى .


- الإيمان بالله والتصديق بالمرسلين :

قال الله تعالى :

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ) الكهف / 107

قال السعدي :

" يحتمل أن المراد بجنات الفردوس : أعلى الجنة ، وأوسطها ، وأفضلها

وأن هذا الثواب ، لمن كمل فيه الإيمان والعمل الصالح

والأنبياء والمقربون .

ويحتمل أن يراد بها : جميع منازل الجنان ، فيشمل هذا الثواب

جميع طبقات أهل الإيمان ، من المقربين ، والأبرار ، والمقتصدين

كل بحسب حاله ، وهذا أولى المعنيين لعمومه "


انتهى . تفسير السعدي - (488) .

- إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا

إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة :


عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ )

قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ( إسباغ الوضوء على المكاره

وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة

فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ) .


رواه مسلم (251) .

- الطاعات التي ورد في الأخبار الصحيحة

أنها سبب في معية النبي صلى الله عليه وسلم ومصاحبته في الجنة :


روى مسلم (489)

عن ربيعة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ

: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ

فَقَالَ لِي : سَلْ فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ . قَالَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ؟

قُلْتُ هُوَ ذَاكَ . قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ .


وروى مسلم (2983)

أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ )

وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى .


وروى أيضا (2631)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ ) وَضَمَّ أَصَابِعَهُ .


وروى الإمام أحمد (12089)

عَنْ أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

( مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ

حَتَّى يَمُتْنَ أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ )

وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى .


صححه الألباني في "الصحيحة" (296)

و الخلاصة

فالاجتهاد في الأعمال الصالحة ، والمسارعة في الخيرات

واستدامة العمل الصالح ، وصنائع المعروف

ومسابقة أهل الخير والصلاح :

أصل الوصول إلى غاية المأمول في الدنيا والآخرة

ولو كانت تلك الغاية هي الفردوس الأعلى .


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر