بينما الزلزال وقع بأوكرانيا إلا أن إرتدادته تصيب الجزائر، كان الخبراء قد أشاروا قبل بداية الحرب أن أوكرانيا تساهم في تموين المعمورة بما يقارب 20 بالمائة من الإنتاج العالمي من الحبوب، وأنه في حالة الغزو الروسي لها فتتوقف الصادرات الأوكرانيا من القمح لسنوات، وعليه فإن أسعار الغذاء سترتفع بنسب متفاوتة.
أما نحن فالجزائر التي تتمون بنسب ضئيلة أو منعدمة من ورادتها من الحبوب من أوكرانيا وروسيا، على خلاف بلدان أخرى تتمون منها بنسب معتبرة على رأسها فرنسا، ما يجعل الجزائر في منأى من توقف الإمدادات الأوكرانية من الحبوب، إلا أن الذي يحدث ببلادي لا يعكس هذه الحقيقة.
فالمواطنون أصابهم الهلع، بأن الواردات من الحبوب قد تنقطع، وعليه فالمعروض من السميد قد تم شراءه، حتى أصبح مفقودا من رفوف المحلات التجارية.
أمام حيرة المواطن من إنقطاع الواردات من الحبوب، كان على السلطات العمومية المتمثلة سواء في وزارتي التجارة أوالفلاحة أوالديوان الوطني للحبوب بث الإطمئنان في نفوس الناس بأن المشتريات من الحبوب لن تنقطع، وما يؤكد ذلك توقيع الجزائر على صفقات شراء الحبوب بكميات ضخمة، والشحنات الأولية سترسو عن قريب بالموانيء.
إلا أن الذي يحدث في أوساط الناس عكس الواقع، أمام إحجام السلطات العمومية عن قصد أو غير قصد إعلام المواطن بحقيقة الأمور.
بقلم الأستاذ/ محند زكريني