منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-04, 12:21   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



[5] بيان ما نسب وألصق بالأمير
عبد القادر الحسني الجزائري
من الأقوال والعقائد الباطلة

الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
مما اشتهر على ألسنة أعداء السنة ، فضلا
عن من يدعي محبته ونصرته من الأكاديميين والدكاترة وغيرهم ، قولهم أن عقيدة الأمير الجزائري عبد القادر أشعرية ، أي من نفاة الصفات المعطلة !!
وقد أخذ الناس هذا القول مسلما بدون بحث ، ولا تحرير وتحقيق ، ومعرفة ما مصدره ؟

فلما راجعت وقلبت ما وصل إلينا من كلامه الموثق الثابت عنه ، وهي الرسالة الوحيدة التي كتبها وخطها بأنامله في العقيدة والأخلاق ، رسالة ( المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد ) ، حققتها حفيدته السيدة الأميرة بديعة الحسني .
وجدت أن عقيدة الأمير عبد القادر في هذه الرسالة هي عقيدة السلف الصالح أهل الحديث ، التي خالفها أهل الكلام ممن يدعي اتباع الإمام أبي الحسن الأشعري .
فالأشاعرة في الحقيقة هم اتباع ابن كلاب والمعتزلة ، لا لأبي الحسن الأشعري ، إذ الإمام أبو الحسن الأشعري كان أخر أمره رجوعه إلى عقيدة السلف الصالح ، وإلى عقيدة الإمام أحمد بن حنبل كما وضح ذلك في كتابه (الإبانة) ، وكذا كان أخص تلامذته واتباعه على طريقة السلف الصالح في توحيد الصفات .

وعليه : إذا نسب الأمير عبد القادر إلى الأشعري فإلى مذهبه الأخير والذي استقر عليه ، وهو مذهب السلف الصالح .

فلا نطيل على القراء الكرام ونبين أهم الأصول التي قررها الأمير في رسالته ( المقراض ) التي تدعو إلى السنة ، والتي خالفها الأشاعرة المتكلمة :

الأول : مصدر التلقي :
قال الأمير عبد القادر مبينا مصدر عقيدته :
( وأذكر كلام الله سبحانه وتعالى ، وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام التابعين والخلفاء الراشدين ، لأنها أمور مرتب بعضها على بعض ) ا.هـ

➖ قلت ( بن سلة ) : هذا أصل من أصول أهل السنة ، في تقرير عقيدتهم وأحكامهم ، وهو الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ، قد خالفه الأشاعرة إذ أصل عقيدتهم واستدلالهم هو تقديم العقل على النقل ، وما أصله لهم ابن كلاب ، إذا أراد نصرة السنة والرد على المعتزلة بحجج عقلية .
قال الإمام السجزي في رسالته ( الرد على من أنكر الحرف والصوت ) : ( فلما نبغ ابن كلاب وأضرابه وحاولوا الرد على المعتزلة من طريق العقل وهم لا يخبرون أصول السنة ولا ما كان السلف عليه ، ولا يحتجون بالأخبار الواردة ، ذلك زعما منهم أنها أخبار آحاد وهي لا توجب علما ) ا.هـ

الثاني : قال عن العقل ردا على الفلاسفة والأشاعرة : ( قسم الفلاسفة العقل إلى عشرة أقسام ولم يقدموا الدليل ، زعموا أن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد والصادر هو العقل الأول ، وردي عليهم ...)
وقال عنه : ( العقل المهيأ لمعرفة الأشياء )
وقال عنه : ( لا ينكر الأسباب ولا المسببات ، قابل للاعتراف بمفهوم التكليف ، إذ لو لم يكن هناك تكليف لما كان جزاء أو عقاب ، أو السعي لطلب الرزق ، والعمل الصالح ، ولسادت الفوضى في المجتمعات الإنسانية )
وقال : ( العقل عند الإنسان إدراك وعلم وتمييز بين الجائز والمستحيل ) .

➖ قلت ( بن سلة ) : هذه هي مرتبة العقل في الشرع ، ولكن الأشاعرة المتكلمة غلوا في العقل وقدموه على الشرع ، وأضافوا له من الخصائص والحقوق ما ليس للشرع ، وما قرره الأمير الجزائري هنا هو عين ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في ( الفتاوى ) وغيرها من كتبه ورسائله .
قال ابن تيمية : ( وقد يراد بالعقل نفس الغريزة التي في الإنسان التي بها يعلم ويميز ويقصد المنافع دون المضار ، كما قال أحمد بن حنبل والحارث المحاسبي وغيرهما )
وقال في موضع أخر : ( العقل الغريزة التي جعلها في العبد التي ينال بها العلم والعمل )


➖ قول الأمير الجزائري : ( قسم الفلاسفة العقل إلى عشرة أقسام ولم يقدموا الدليل ، زعموا أن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد والصادر هو العقل الأول ، وردي
عليهم ...)
هذا الكلام هو كلام الملاحدة ، والفلاسفة ممن ينتسب إلى الإسلام ، ممن عطل أفعال الله تعالى وصفاته ، وهدم الأسباب والإرادة والاختيار ، من الجبرية وغيرهم .
ولقد أجاد الأمير عبد القادر في الرد عليهم في هذه الرسالة – المقراض الحاد – ببيان عقيدة الأسباب وتأثيرها ، وإرسال الرسل ، وحكمة التشريع ويحتوي من أعمال الإسلام ، وصنع الكون وما هو عليه من النظام والإحكام .
وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته التدمرية : ( أنه ما من سبب من الأسباب إلا وهو مفتقر إلى سبب آخر في حصول مسببه، ولا بدّ له من مانع يمنع مقتضاه إذا لم يدفعه الله عنه، فليس في الوجود شيء واحد يستقل بفعل شيء إلا الله وحده، قال تعالى: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي: فتعلمون أن خالق الأزواج واحد .
ولهذا من قال: إن الله لا يصدر عنه إلا واحد ، لأن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد ، كان جاهلا، فإنه ليس في الوجود واحد صدر عنه وحده شيء، لا واحد ولا اثنان، إلا الله الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون، فالنار التي جعل
الله فيها حرارة، لا يحصل الإحراق إلا بها وبمحل يقبل الاحتراق، فإذا وقعت على السَّمَنْدَل والياقوت ونحوهما لم تحرقهما، وقد يُطلى الجسم بما يمنع إحراقه، والشمس التي يكون عنها الشعاع لا بد من جسم يقبل انعكاس الشعاع عليه، وإذا حصل حاجز من سحاب أو سقف لم يحصل الشعاع تحته، وقد بسط هذا في غير هذا الموضع.
والمقصود هنا : أنه لا بدّ من الإيمان بالقدر، فإن الإيمان بالقدر من تمام التوحيد، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: " هو
نظام التوحيد، فمن وحّد الله وآمن بالقدر تم توحيده، ومن وحّد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده. "
ولا بدّ من الإيمان بالشرع، وهو الإيمان بالأمر والنهي، والوعد والوعيد، كما بعث الله بذلك رسله، وأنزل كتبه )
الثالث : قال الأمير الجزائري : ( وبواسطة العقل يدرك الإنسان الكثير من أخطاء الحواس ، أي إن المعرفة لا تكون بالإحساس وحده ، وإنما بالعقل والإدراك ... ولولا العقل لما تبين الخطأ من الصواب والخيال من الحقيقة ) ا.هـ
➖ قلت ( بن سلة ) : هذا فيه رد على المتصوفة المتكلمة الذين يعتمدون في إثبات الأحكام الشرعية على الذوق والكشف والإلهام والفيوض ، فيأتيك أحدهم فيهرف بالجنون قائلا :" حدثني قلبي عن ربي"! ، ولا يخفى على أهل السنة أن رؤوس المتكلمة هم متصوفة .
لقد وثق هؤلاء المتصوفة المتكلمة في حواسهم واستسلموا لها وإن كان مصدر نقولاتها من الخيال وتلبيس الشياطين ، وقدسوا المنامات والكشف والفيوض ! وفي مقابل ذلك طعنوا في المنقول ، وعطلوا المعقول .


كتبه الفقير إلى الله : بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس