منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز بانوراما فلسطين
الموضوع: موضوع مميز بانوراما فلسطين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-08-05, 12:03   رقم المشاركة : 6253
معلومات العضو
BAROUD
سَفِيرُ الأَقْصَى
 
الصورة الرمزية BAROUD
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تدين الدولة العثمانية بانضمام مقاطعة الجزائر إلى الإمبراطورية إلى بطل تركي اسمه خير الدين بربروس . و اسمه الأصلي هو خزر . ولد في جزيرة ميدلي . و غادر مع أخيه الكبير أوروج بلاده للقرصنة في المنطقة الغربية من البحر الأبيض المتوسط .
و لما كانت سواحل إفريقيا بيد الإسبان و البرتغاليين ، فقد أدى ذلك إلى اصطدامهم بالأخوين . و عندما استشهد الرئيس "اوروج" أثناء حربه مع الإسبان في ضواحي تلمسان بعد سنتين من فتحه مدينة الجزائر عام 1516م ، أصبح خير الدين بربروس الحاكم الوحيد للجزائر .
كان بربروس قويا كما كان بعيد النظر ، فقد أدرك أن ليس بمقدوره أن يحكم البلاد بقواته فقط و أن يحارب المسيحيين بشكل موقف . لذا فقد طرق باب الدولة العثمانية و أعلن أن الجزائر مقاطعة للسلطان سنة 1520.
و قد أرسل له السلطان سليم الأول ألفي عسكري مسلحين مع قوة مدفعية . كما أعطى للذين يذهبون إلى الجزائر كمتطوعين ، امتيازات الإنكشاريين .
ولا شك أن هاته المساعدة التي قدمتها الدولة العثمانية حققت لخير الدين بربروس فائدة عظمى . إلا أن خير الدين اضطر إلى ترك مدينة الجزائر في نفس السنة بسبب معارضة الأهالي .
و بعد أن انشغل خير الدين بالقرصنة لمدة خمس سنوات في البحر الأبيض المتوسط ، عاد و احتل مدينة الجزائر سنة 1525 . و كان دوام حلوله فيها هذه المرة مؤكدا . و بالفعل فقد عمل في السنين التالية على احتلال المناطق الداخلية للبلاد ، و كان أعظم نجاح وفق فيه هو احتلال حصن البنيون سنة 1529 ، و التي انشأها الإسبان على جزيرة صغيرة أمام مدينة الجزائر .
وقد بنى بربروس كاسرة أمواج يوصل أطلال القلعة و الجزيرة بالساحل و بذلك أوجد ميناء حصينا ، و أسس أوجق الجزائر ، و بالفعل فقد ظل ميناء الجزائر فيما بعد الملجأ الأمين للقراصة الذين يرعون الأوجاق.
كان من طبيعي أن يسر نجاح خير الدين بربروس الدولة العثمانية ففي النهاية استدعي السلطان سليمان القانوني القرصان التركي الشهير إلى استنبول سنة 1533م، و قد أطاع خير الدين أمر السلطان و قدم في السنة التالية مع أسطوله إلى اسطنبول و قبل في تشريفات الحضرة الهمايونية ، و ذهب إلى حلب للتشاور مع الصدر الأعظم (إبراهيم باشا ) .
حيث وجهت إليه هناك ولاية الجزائر . في عودة خير الدين باشا إلى استنبول بني في الترسانة عدد من السفن ،أقلعت بخير الدين حيث كان على رأس أسطول كبير موكلا باحتلال تونس .
في صيف سنة 1535م ، احتل خير الدين باشا مدينة تونس بسهولة ، مما جعله فيما بعد قليل الإهتمام بالجزائر . ذلك أن شارل الخامس (شارلكان) صاحب تاج إسبانيا جاء في سنة 1535 م بأسطوله و احتل تونس و شد حملة على الأتراك لكن خير الدين بربروس الذي وجهت إليه رتبة وزير البحرية العثماني ، اصطدم فيما بعد مع قوات شارل الخامس البحرية ، أما الجزائر فقد عين لها خليفة عنه لإدارة البلاد .
و على إثر موت خير الدين بربروس سنة 1546 ، عين للولاية ابنه حسن باشا و في عهد هذا الأخير و من تبعه من الولاة ، كان أوجاق الجزائر تابعا للدولة العثمانية بشكل قوي ، حيث أن أتراك الجزائر إنتصروا على جيش شارل الخامس سنة 1541م ، و القادم لإحتلال المدينة ، و أجبروه على مغادرتها بعد أن كبدوه خسائر فادحة .
و حاول ولاة الجزائر مرارا أن يأخذوا وهران التي كانت تحت الإحتلال الإسباني منذ سنة 1509م ، و لكنهم لم يتمكنوا من ذلك .
و من ناحية أخرى ، فقد تحارب الولاة مع حكام مراكش الذين كانوا يقدمون المساعدة للإسبان . و مع أن الأتراك غلبوا المراكشيين و دخلوا مدينة فاس سنة 1554م ، إلا أنهم لم يستطيعوا البقاء هناك .
.


المرجع :
كتاب السياسة العثمانية اتجاه الإحتلال الفرنسي للجزائر .










رد مع اقتباس