منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساوئ الأخلاق ومذمومها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-04-08, 05:14   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أقسام الغَضَب

ينقسم الغَضَب إلى قسمين:

غضب مذموم، وغضب ممدوح.


1- الغَضَب المذموم:

وهو الذي نُهي عنه وذُمَّ في الأحاديث التي

وردت وهو خلق سيئ

(لأنه يخرج العقل والدين من سياستهما

فلا يبقى للإنسان مع ذلك نظرٌ

ولا فكرٌ، ولا اختيار)


[6547] ((مختصر منهاج القاصدين)) لابن قدامة (ص 232).

وقال ابن رجب: (وينشأ من ذلك – أي: من الغَضَب –

كثير من الأفعال المحرمة، كالقتل والضربِ

وأنواعِ الظلم والعُدوان

وكثير من الأقوال المحرَّمة، كالقذفِ والسبِّ والفحش

وربما ارتقى إلى درجة الكفر

كما جرى لجبلة بن الأيهم

[6542] هو ابن الحارث بن أبي شعر

واسمه المنذر بن الحارث

روي في أحاديث دخل بعضها في بعض

قالوا: وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبلة

بن الأيهم ملك غسان يدعوه إلى الإسلام

فأسلم وكتب بإسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأهدى له هدية، ثم لم يزل مسلمًا حتى كان

زمن عمر بن الخطاب، فبينا هو في سوق دمشق

إذ وطئ رجلًا من مزينة، فوثب المزني فلطمه

فأخذه فانطلق به إلى أبي عبيدة بن الجراح

فقالوا: هذا لطم جبلة.

قال: فليلطمه. قالوا: أو ما يقتل؟

قال: لا، فقالوا: أفما تقطع يده؟

قال: لا، إنَّما أمر الله بالقود

قال جبلة: أترون أني جاعل وجهي ندًّا لوجه

جدي جاء من عمق؟

بئس الدين هذا! ثم ارتد نصرانيًّا

وترحل بقومه حتى دخل أرض الروم.


انظر: ((تاريخ دمشق)) (11/19).

وكالأيمان التي لا يجوزُ التزامُها شرعًا

وكطلاق الزوجة الذي يُعقِب الندمَ)


[6543] ((جامع العلوم والحكم)) (1/369).

2- الغَضَب المحمود:

وهو أن يكون لله عزَّ وجلَّ عند ما تنتهك حرماته

والغَضَب على أعدائه؛ من الكفَّار

والمنافقين، والطَّغاة، والمتجبِّرين

وقد ذكر القرآن ذلك للرُّسل الكرام في مواضع عديدة

ووردت أحاديث كثيرة تدل على

أن النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب لله عزَّ وجلَّ

قال الله تعالى:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ

وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التوبة:73].

قال الكلاباذي في قوله تعالى حكاية عن موسى:

مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي [طه: 92 -93]

قال: (فكانت تلك الحدَّة منه

والغَضَب فيه صفة مدح له

لأنَّها كانت لله وفي الله

كما كانت رأفة النَّبي صلى الله عليه وسلم

ورحمته في الله ولله، ثم كان يغضب حتى يحمرَّ وجهه

وتذَرَّ عروقه لله وفي الله

وبذلك وصف الله تعالى المؤمنين بقوله:

أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ [الفتح:29]

وقال تعالى: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة: 54])


[6548] ((معاني الأخبار)) (ص 358).

قال الباجي: (وأمَّا فيما يعاد إلى القيام بالحق

فالغَضَب فيه قد يكون واجبًا

وهو الغَضَب على الكفار والمبالغة فيهم بالجهاد

وكذلك الغَضَب على أهل الباطل

وإنكاره عليهم بما يجوز، وقد يكون مندوبًا إليه

وهو الغَضَب على المخطئ

إذا علمت أنَّ في إبداء غضبك عليه ردعًا له

وباعثًا على الحق

وقد روى زيد بن خالد الجهني

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لـمَّا سأله رجل

عن ضالة الإبل... وقال: ما لك ولها

. وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم

لـمَّا شكا إليه رجلٌ معاذَ بن جبل

أنَّه يُطوِّل بهم في الصلاة)


[6549] ((المنتقى شرح الموطأ)) (7/214).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغَضَب









رد مع اقتباس