منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل سينجح وزير خارجيّة الجزائر في رفع “الفيتو” القطري عن مُشاركة الأسد في القمة العربية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-01-10, 15:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B2 هل سينجح وزير خارجيّة الجزائر في رفع “الفيتو” القطري عن مُشاركة الأسد في القمة العربية

هل سينجح وزير خارجيّة الجزائر في رفع “الفيتو” القطري عن مُشاركة الأسد في القمة العربية..




بعد فترة من الجمود، والانكفاء الداخلي، وعشرية سوداء، بدأت الدبلوماسية الجزائرية حراكا نشطا على مختلف الجبهات العربية، والافريقية، والأوروبية، لتعويض فترة غيابها الناتجة عن تدهور صحة رئيسها السابق عبد العزيز بوتفليقة وعجزه، واستعادة دورها ومكانتها الإقليمية والدولية، بدءا من إنجاح القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر في شهر آذار (مارس) المقبل، وإعادة الحياة مجددا الى العمل العربي المشترك، والالتفاف حول القضية المركزية الأولى، قضية فلسطين، واستعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية.مؤشران مهمان يمكن رصدهما في هذا الاطار جاءا انعكاسا لهذه الاستراتيجية الجزائرية الجديدة للعام 2022:
الأول: الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى القاهرة في الأيام القليلة المقبلة، بهدف تمتين العلاقة بين البلدين وتطبيعها، وإزالة كل ما علق بها من شوائب، وزيادة مستوى التنسيق بين حكومتيها على الصعد كافة.
الثاني: المكالمة الهاتفية التي اجراها السيد رمطان لعمامرة، وزير خارجية الجزائر “المخضرم”، مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في محاولة لإقناع مصر بسحب اعتراضها لعودة سورية الى الجامعة العربية، ومشاركة الأمير تميم بن حمد آل ثاني في القمة العربية المقبلة، والجزائر قدمت الكثير لدولة قطر، ولعبت دورا كبيرا في حشد الدول الافريقية خلف جهود قطر لتنظيم كأس العالم.


***

الجزائر مستهدفة، ومن قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي خاصة، التي تحاول حصارها وخنقها، وبذر بذور الفتنة، سواء داخليا لضرب وحدتها الوطنية، او بينها وبين محيطها المغاربي، وجاءت زيارات المسؤولين الاسرائيليين من امثال بيني غانتس وزير الحرب، ويائير لبيد وزير الخارجية، الى الرباط، وتوقيع اتفاقات دفاع مشترك، وصفقات أسلحة إسرائيلية، وتنسيق استخباري، لتصعيد حالة التوتر بين الجارين المغرب والجزائر، وربما اشعال فتيل الحرب بينهما لاستنزافهما، وتدمير حالة النهوض الاقتصادي التي يعيشانها حاليا، وتكرار سيناريوهات “المؤامرة” في سورية وليبيا والعراق واليمن والنتائج مكتوبة على الحائط.تصدي الجزائر لمحاولات التغلغل الإسرائيلي في القارة الافريقية سياسيا، واقتصاديا، وعسكريا، واغلاق الأبواب بإحكام في وجه الدبلوماسية الاسرائيلية التي تسعى من اجل حصول إسرائيل على صفة العضو المراقب في الاتحاد الافريقي، وضع الجزائر في مرمى الاستهداف الإسرائيلي خاصة بعد انضمامها، بشكل مباشر، او غير مباشر، الى محور المقاومة، وتوثيق علاقاتها مع ايران، الدولة التي باتت تشكل تهديدا وجوديا لدولة الاحتلال وانهاء تفوقها العسكري في المنطقة.الرئيس الجزائري تبون اقدم في الأسابيع القليلة الماضية على عدة مبادرات لتعزيز توجه بلاده الجديد، ابرزها دعوة الفصائل الفلسطينية الى مؤتمر مصالحة في عاصمة بلاده في اقرب فرصة ممكنة، وزيارة تونس، وتقديم مساعدات مالية في حدود 300 مليون دولار لمساعدتها لمواجهة ازمتها المالية الطاحنة، وتمكين حكومتها من دفع رواتب مواطنيها بسبب الازمة الاقتصادية التي تواجهها حاليا، وشحة الموارد المالية، وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد نتيجة للآثار السلبية لجائحة كورونا على السياحة التي تشكل احد ابرز أعمدة الدعم لميزانيتها، وتوفير الوظائف لقطاع عريض من الشباب بالتالي.الجزائر التي تطلق على القمة القادمة “قمة فلسطين” ورفع لاعبوها علم فلسطين في الدورة الكروية العربية الأخيرة في الدوحة، واهدوا الكأس لها، والصامدين المقاومين من اهلها في الضفة والقطاع، تحرص على انعقاد القمة العربية في موعدها، ومشاركة الرئيس السوري بشار الأسد، او من ينوب عنه في اعمالها، بعد انقطاع استمر لأكثر من عشر سنوات، وبذل كل الجهود الممكنة لرفع مستوى الحضور، أي مشاركة قادة جميع الدول العربية فيها، او اكبر عدد منهم على الأقل، ومن اجل تحقيق هذه الأهداف لا نستبعد ان يقوم الرئيس الجزائري بجولة تشمل معظم العواصم العربية بدءا من القاهرة، وهو اختيار موفق يتسم بالحكمة والذكاء وبعد النظر.

***

نتمنى في هذه الصحيفة كل النجاح لجهود الجزائر في لمّ الشمل العربي، وإعادة الحياة الى العمل العربي المشترك، على أرضية مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، وانهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، وتحقيق العدالة لشعبها، فقد حان الوقت لإنهاء حالة التشرذم والتصدي بحزم للمشاريع والمؤامرات الصهيونية، والغربية، لنهب ثروات الامتين العربية والإسلامية، وبث الفتن والخلافات بين دولها وابنائها لتفتيت وحدتها الجغرافية، واغراقها في حروب أهلية، وتوظيف مكوناتها المذهبية والعرقية لإنجاز هذا الهدف.قمة فلسطين القادمة يجب ان تكون قمة النهوض، وبداية جديدة، وعودة جدية وصلبة للتمسك بالثوابت العربية والإسلامية، وانهاء جميع الخلافات، او معظمها، وهذا طموح ليس مستحيلا اذا صدقت النوايا ووجدت الإرادة.

بقلم: عبد الباري عطوان


المصدر: جهينة نيوز السوريّة








 


آخر تعديل Ali Harmal 2022-01-10 في 17:19.
رد مع اقتباس