منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ملف كامل عن تاريخ الألعاب الأولمبية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-10-04, 14:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
lakhdarali66
عضو متألق
 
الصورة الرمزية lakhdarali66
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام أحسن عضو لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي ملف كامل عن تاريخ الألعاب الأولمبية

تاريخ الألعاب الأولمبية

الألعاب الأولمبية


الألعاب الأولمبية Olympic Games تسمية تطلق على احتفالات رياضية تقام مرة كل أربع سنوات في مدينة من مدن العالم. وقد احتفظ لهذه الألعاب بصفة «الأولمبية» لأنها بدأت مع الإغريق وفي مدينة أولمبية Olympia.
الألعاب الأولمبية القديمة
تطلق تسمية الألعاب الأولمبية القديمة اليوم على الدورات الأولمبية التي كانت تقام في الحضارة اليونانية القديمة، وتشير إلى احتفالات رياضية كانت تقام قبل نحو 3000 سنة مرة كل أربع سنوات في مدينة أولمبية (مقاطعة إيليس Elis في اليونان قديماً) وبدأت تكريماً لكبير الآلهة زيوس Zeus ولم تكن الاحتفالات تقتصر في البدء على المسابقات الرياضية بل كانت تشمل كذلك مسابقات موسيقية وأخرى أدبية.
ومواكب الألعاب الأولمبية هذه هي من أقدم المناسبات التي يحتفل بها الإنسان على نطاق «الدولة»، وقد أقيمت أول دورة لهذه الألعاب القديمة عام 776 ق.م وأقيمت آخر دورة في عام 394م حين أمر الامبراطور الروماني تيودوسيوس Theodosius الأول بإلغائها.
أقيمت هذه الدورات 292 مرة في حقبة تمتد نحو 1170 عاماً.
وتبعاً لبعض المصادر التاريخية فإن الألعاب الأولمبية القديمة كانت قد بدأت قبل عام 776ق.م بمدة طويلة، وأهم هذه المصادر الأقاصيص الخرافية للآلهة وأشباه الآلهة التي جاء ذكرها في الأدب الإغريقي. ومن هذه الأقاصيص: قصة تروي أن الألعاب الأولمبية بدأت طقوساً واحتفالاتٍ دينية تخللتها ألعاب ومنازلات تخليداً للإله الأسطوري زيوس الذي سيطر على الكون بعد قهر والده كرونوس Cronos أو ساتورن إله الزمان، وقصة أخرى تقول إن البطل الأسطوري هرقل أمر بإقامة أول دورة أولمبية عام 1253 ق.م، وقصة ثالثة تروي أن بيلوبس Pelops حفيد زيوس أقام ألعاباً واحتفالاتٍ دينية على أرض أولمبية المقدسة في دولة مدينة إيليس بعد أن صار حاكمها في عام 884 ق.م.
ومع اختلاف الأقاصيص وتواريخها فإن جميع المصادر التاريخية تميل إلى القول إن عام 776 ق.م هو العام الذي سجلت فيه أول دورة للألعاب الأولمبية الإغريقية رسمياً.
ويؤكد علماء الآثار بأن خرائب مدينة أولمبية هي التي كشفت الحقيقة التي لم يعثر عليها في الكتب والمصادر التاريخية وأن معظم الأبنية والمعابد التي خصصت للألعاب والاحتفالات الدينية في أولمبية كانت قد بنيت قبل مئات السنين من الدورة الأولمبية الأولى عام 776ق.م. ولم يكن يسمح في البداية بالاشتراك في هذه الألعاب إلا للذين هم من أحرار الإغريق، وكانت بدايتها تقتصر على السباق وهو بطول نحو 200 ياردة (192.27م)، ويستدل من نقوش هذه الدورة أن الفائز فيها يدعى كوريبوس Coroebus وهو من سكان منطقة إيليس.
وكان يشترك في المسابقة النهائية عشرون عداءً يفصل كل واحد منهم عن الآخر قوائم خشبية غرست في الأرض على طول السباق، ويوجد خط للبداية وآخر في نهاية المسافة، وكانت تُعطى إشارة الانطلاق بوساطة بوق خاص.
وتتالت الألعاب الأولمبية مع مرور الزمن، وبعد بدء حكم الرومان بلاد اليونان سنة 146ق.م، كثرت الألعاب وذاع صيتها وأصبحت نوعاً من إعداد الجنود للحروب، فأقيمت مسابقات فيها باللباس الحربي الكامل مع الترس، وفي عام 394م أوقفها الامبراطور تيودوسيوس الأول وثبَّت إلغاءها عام 408م الامبراطور الروماني تيودوسيوس الثاني الذي تأثر تأثراً كبيراً بالمسيحية ونظر إلى الألعاب الأولمبية على أنها نوع من الطقوس الوثنية.
تطور الألعاب الأولمبية القديمة: تطورت الألعاب الأولمبية القديمة بعد عام 776ق.م، وهو العام الرسمي لبدئها، مع الإشارة إلى أن الاحتفالات الدينية وتمجيد الآلهة وتقديم القرابين، كانت الطابع المميز لهذه الألعاب.
ففي عام 776 ق.م اقتصرت الألعاب على سباق الجري بطول يقدر بمئتي ياردة (192.27م)، وأضيف في عام 724 ق.م، أي في الأولمبياد الرابع عشر، سباق آخر وهو ضعف مسافة السباق التقليدي وأصبح نحو 384.5م، ثم في عام 720 ق.م، أي الأولمبياد الخامس عشر، أُضيف سباق للمسافات الطويلة ويعادل 12 مرة ذهاباً وإياباً مسافة الملعب «الستاد» ويبلغ نحو 4615م.
وفي عام 708 ق.م، ظهرت رياضة المصارعة ضمن المسابقة الخماسية التي تحتوي على الجري لمسافة 192.27م، وكانت المصارعة تدوم حتى يُهزم أحد الخصمين أو يستسلم. كذلك ظهر رمي القرص الذي يشبه في طريقته إلى حد ما طريقة هذه الأيام، وهو من الحجر ويزن ضعف وزن القرص الحالي ويُرمى من منصة مرتفعة، وظهر الوثب الطويل الذي كان يستعمل فيه المتسابق ثقلاً صغيراً في كل يد. وتذكر المصادر أن طول وثبة أحد الفائزين كان نحو 16م، لكن المؤرخين فسَّروا ذلك بأنها خمس وثبات متتالية من دون توقف. وقد ضمت الألعاب الملاكمة أيضاً ولكنها استبدلت فيما بعد برمي الرمح الذي كان يصنع من خشب الصنوبر وله رأس مدبب ولم يكن الهدف من رميه تسجيل مسافة معينة بل كان إصابة هدف محدد.
وفي عام 688 ق.م أدخلت الملاكمة لعبةً منفصلة عن المسابقة الخماسية، وهي ليست كالملاكمة المعروفة اليوم ولكنها شبيهة بها، ولم يكن لها وقت معين للفوز وكان كل من المتبارين يلف شريطاً جلدياً على يده ورسغه بقصد تمكين اليد.
وفي عام 680 ق.م ظهر سباق العربات التي تجرها أربعة خيول وكانت تقام في مكان خاص يدعى «الإيبودروم» أي ميدان سباق الخيل وهو بطول 770م، وبعرض 32م.
وفي عام 648 ق.م أدخلت لعبة المصارعة الحرة «البانكراس» وهي خليط من المصارعة والملاكمة والأخذ بالأيدي.
وفي عام 632 ق.م أقيم الأولمبياد السابع والثلاثون، وأدخلت فيه مسابقات للشباب والصغار، وفي عام 472 ق.م أصبح عدد أيام الألعاب سبعة بما فيها الاحتفالات الدينية بعد أن كانت يوماً واحداً، كما أدخلت مسابقات الفنون في عام 396 ق.م. وفي الدورات اللاحقة أدخلت مسابقة الجري بكامل اللباس العسكري.
برنامج الألعاب الأولمبية القديمة: كانت الألعاب الأولمبية تقام في شهر «ايكاتومبيون» Hecatombeon ويقابل شهر تموز حالياً، أي بين الحصاد والقطاف. وحين بدأت الألعاب تجري في سبعة أيام غدا برنامجها موزعاً كما يلي:
يخصص اليوم الأول بكامله لأداء الطقوس الدينية أمام تمثال سيد الآلهة زيوس، وكانت النساء ينشدن الألحان الجنائزية في مقاطعة إيليس في مكان يبعد نحو 30 كم عن مكان الاحتفال، ويطفن حول قبر آخيل Achille الوهمي. وعند غروب الشمس تُسكب الدماء على قبر بيلوبس ملك المقاطعة، لإحياء ذكرى مولد الألعاب والاحتفالات الدينية.
ويؤدي المتسابقون في هذا اليوم القسم بأنهم من الرجال الأحرار ومن أصل يوناني عريق، وأن أحدهم لم يقترف في حياته أي جريمة ولم يدنّس المقدسات ولا الدين. كما تُتلى على المتسابقين التعليمات الخاصة بالألعاب وقوانينها تحت طائلة الحرمان منها في المستقبل في حال عدم التقيد بها.
وفي اليوم الثاني تبدأ المسابقات الفعلية ويبدأ سباق الجري لمسافة «الستاد» ثم الجري ضعف مسافة «الستاد» ثم سباق المسافات الطويلة، أي مسافة تعادل 24 مرة طول «الستاد»، وتكون جميعها ذهاباً وإياباً، ولا تكون بالدوران حول الملعب.
وتأتي المسابقة الخماسية في اليوم الثالث ويقسم المتسابقون إلى فئتين والفائز من كل فئة يقابل الفائز من الفئة الأخرى في المسابقة النهائية وهي المصارعة.
وتجري في اليوم الرابع مسابقات أخرى في المصارعة والملاكمة والمصارعة بطريقة «البانكراس» ويلي ذلك في اليوم الخامس سباقات للجري ومصارعة للصغار. وتذكر المصادر بأن ديكون Dicon وهيبوستين Hipposthene من اسبرطة، اللذين فازا أربع مرات ببطولة الألعاب الأولمبية، وميلون Milon من مدينة كروتون بجنوب إيطالية، الذي فاز ست مرات بالألعاب الأولمبية، أصبحوا من أشهر أبطال الألعاب الأولمبية الإغريقية، وكانوا قد توّجوا وهم صغار، ثم توجوا كذلك وهم في سن الرجولة.
ويجري سباق العربات لأربعة خيول في اليوم السادس ثم سباق العربات التي تجرها أربعة خيول أيضاً ولكن لمسافة أكبر تبلغ 14كم، ويجري على ساحة «الإيبودروم» الخاص به وطوله 1538م وعرضه 320م، ثم يلي ذلك تتويج الفائزين وذلك بوضع غصن من الغار على رؤوسهم.
وفي اليوم السابع يقدم جميع أفراد الشعب الشكر للآلهة.
أول مشاركة للرومان: كانت قبائل الدوريين Doriens (سكان اسبرطة) والإيليون Eoliens (سكان جنوب إيطالية) والأركاديين Arcadiens (سكان وسط شبه جزيرة بيلوبونيز)، هم الذين يُدعون للمشاركة في الألعاب الأولمبية. وفي عام 648ق.م أصبح يحق لجميع سكان اليونان الاشتراك بالألعاب. ثم أصبحت الألعاب مفتوحة للرومان أيضاً، وكان الروماني تيبير Tibere الذي أصبح فيما بعد الامبراطور طيبريوس الأول، أول رجل غير يوناني يتوّج فائز السباق في الألعاب الأولمبية وهو سباق العربات وكان ذلك في السنة الرابعة قبل الميلاد، كما كان أول فائز غير يوناني أو روماني، الأرمني فارازدات Varazdat الذي فاز بمسابقة الملاكمة عام 385 بعد الميلاد، وهو آخر من عُرف من الفائزين قبل إلغاء الألعاب الأولمبية القديمة.
ألعاب للعذراوات فقط: منذ الأولمبياد الثاني والثلاثين عام 552ق.م كان المتسابقون يظهرون عراة تماماً في الستاد، وكانت تقبل في الألعاب الفتيات العذراوات فقط بصرف النظر عن أعمارهن، والحكمة في ذلك أن الفتاة يجب أن يتكون لديها فكرة سليمة وناضجة عن الحياة بما في ذلك الإعجاب بالجنس الآخر القوي، واختيار الزوج المثالي الصحيح البنية.
السنوات الأخيرة للألعاب: ومن أبرز أحداث الدورات الأولمبية الإغريقية في سنواتها الأخيرة مشاركة الامبراطور الروماني نيرون في الألعاب. ففي عام 67م ذكر المؤرخون اشتراك الرجل الذي كان أعظم أبطال الألعاب الأولمبية القديمة في تاريخها وهو الامبراطور الروماني نيرون.
فبعد استعداد وتدريب داما أشهراً طويلة نزل نيرون إلى حلبة السباق بعربته الملكية التي تجرها عشرة خيول من أجود خيول الامبراطورية الرومانية وأسرعها، وأعلن أنه إما يفوز أو يموت.
وركب نيرون العربة وأطلق العنان للخيول التي بدت وكأنها تطير من السرعة، وتقدم على جميع منافسيه بمراحل. وفي منتصف السباق، وبينما العربة في أقصى سرعتها، كُسرت ألجمة الخيول وانقلبت العربة، وطار نيرون في الهواء وسقط على الأرض وسط دهشة المشاهدين، إلاّ أن أحداً لم يستطع التفوه بكلمة وهم يشاهدون الامبراطور يتقلب على الرمال. ووقف نيرون من دون أن يصاب بأذى وقد امتلأ وجهه وشعره بالتراب، وهو الذي أوصى قبل السباق أحد المثالين بصنع تمثال له وهو على منصة الشرف وإكليل الغار على رأسه.
وبعد نيرون بعدة قرون جاء امبراطور روماني آخر ليأمر بإيقافها إلى الأبد، وهو الامبراطور تيودوسيوس الكبير الذي رأى في الألعاب مظهراً من مظاهر الوثنية.
وفي عام 426م جاء امبراطور روماني ثالث، وهو الامبراطور تيودوسيوس الثاني، وأمر بإحراق معبد زيوس وتمثاله العظيم في أولمبية. ثم دهمت المنطقة زلازل قوية عامي 522م و552م أكملت ما بدأه الأباطرة الرومان من خراب وأصبحت معابد مدينة أولمبية المقدسة وملاعبها أطلالاً غاب معظمها تحت رمال نهر كلاديوس Kladeos الذي دهمت مياهه المنطقة بعد تهدم السدود بفعل الزلازل. وبعد عدة مئات من السنين قامت على أنقاض هذه المنطقة قرية بيزنطية، وطويت انتصارات الأبطال التي دامت عشرات القرون، ثم تعاقبت شعوب أخرى سكنت تلك المنطقة من السلافيين والتتار والأتراك، واختفت معالم مدينة أولمبية تحت التراب.
وفيما بين عامي 1875 و1881م عثر علماء الآثار الألمان على 130 تمثالاً و130 ألف قطعة من البرونز و6 آلاف قطعة نقود، وألف قطعة فخار و400 قطعة أثرية مليئة بالنقوش التي تسرد تاريخ الألعاب الأولمبية وقصص أبطالها. كما عُثر على بقايا الأبنية الضخمة الرائعة التي تجاوز عددها الأربعين والتي تجمعت في منطقة واسعة تعرف بمقدس الآلهة والتي يطلق عليها اسم «آلتيس» Altis.
وقد تبين من هذه الآثار والتحف ما كان مجهولاً من قبل، ومما جاء في بعض هذه الاكتشافات أن أحد الرعاة اليونانيين من منطقة لاكونيا Laconie ويدعى كيونيس Chionis قد وثب في الألعاب الأولمبية عام 660ق.م مسافة 7.50م في وثبة واحدة باستعمال الأثقال الخفيفة بيديه، كما وثب مرة إلى مسافة 52 قدما ً (16.66م)، ووثب آخر ويدعى فايلوس Phayllos، من كروتون بمنطقة دلفي Delphes 55 قدماً (16.81م). وقد استنتج المؤرخون بأن كلاً من الوثبتين الأخيرتين يعادل مجموع ثلاث وثبات لأحد المتسابقين، أي إن الحجلة الواحدة تعادل 5.50م وهي أقرب إلى الواقع.
كما اكتشف علماء الآثار بأن أحد رماة القرص ويدعى فايلوس سجل مسافة 95 قدماً (28.17م) عام 498 ق.م لكن حجم الأداة التي استعملها فايلوس ووزنها ونوعها بقيت أموراً مجهولة. لذا يصعب تقدير نوعية هذه الرمية. واستكملت جميع التنقيبات في مدينة أولمبية عام 1958 مع الاعتقاد بأن كنوزاً قيمة قد تقدم مزيداً من المعلومات ما تزال مدفونة تحت الرمال.
يتبع...










 


رد مع اقتباس