منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أنا دكتور لست موظفا ولست بطالا
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-12-20, 13:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
BESTWAIL
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B2 أنا دكتور لست موظفا ولست بطالا

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أريد أن أشارك زملائي تجربتي الشخصية فأنا دكتور لست موظف بالجامعة ولا أي مؤسسة عمومية لكنني لست بطالا.

تخرجت بشهادة الليسانس سنة 2002 عملت أستاذ مؤقت في معهد بالتكوين المهني، لكنني أقينت بعد فترة أن النجاح في مسابقة التوظيف في التكوين المهني أصعب من تسلق جبل الهملايا، لذا بدأت في مزاولة الأعمال الحرة في مجال الاعلام الآلي الذي لم يكن تخصصي (تخصصي علوم التسيير) ثم افتتحت محلا لبيع وصيانة تجهيزات الكمبيوتر وذلك برأسمال تحت الصفر، وفي سنة 2008 نجحت في مسابقة الماجستير في مدرسة وطنية بعد اربع محاولات فاشلة.

تخرجت سنة 2010 وشاركت في عدة مسابقات للتوظيف ثم عملت كأستاذ مؤقت في الجامعة لمدة 3 سنوات، تيقنت خلالها أن مهنة التدريس في الجامعة (والذي كان حلما لي) أصبحت بلا ضمير و بلا مصداقية.

تعرفت على أساتذة في الجامعة أصحاب ضمير وهم قليلون جدا يعانون ضغوطا نفسية من الإدارة والطلبة والمنظمات ومن المجتمع الذي الذي يصنفهم من الطبقة الميسورة واجرتهم لا تكفي حتى لاقتناء ملابس جديدة، وفي المقابل أساتذة بلا ضمير وهم كثر وبلا اخلاق يقومون بكل الاعمال في الجامعة الإ تدريس العلم يتاجرون في النقاط وفي المناصب وحتى في المبادئ والأخلاق، ويجدون كل التسهيل في الإدارة ويستولون على كل المناصب ومع ذلك يشتركون في صفات البخل والنذالة التي لا توصف.

رغم معرفتي المسبقة بالعميد ورؤساء الأقسام إلا أن ذلك لم يساعدني في الحصول على منصب عمل ففي أول مسابقة سعى العميد لتوظيف بنت اطار سامي في وزارة التعليم العالي بالتزوير والتدليس، لذا تركت الجامعة غير آسف عليها، ورجعت لمزاولة الأعمال الحرة وكلي تصميم على النجاح فيها ونسيان الوظيفة نهائيا.

تحصلت على شهادة الدكتورة في سنة 2014 وقمت بتطوير اعمالي بمجهودي الخاص فقط، فأسست شركة خدمات متخصصة في الأمن المعلوماتي ورقمنه التسيير التجاري للشركات، والحمد لله ما اجنيه من بعض المشارع أفضل من اجرة عام كامل لأستاذ جامعي، وأحس براحة نفسية وضمير مرتاح اتقن عملي وأحاول دوما تطوير نفسي وفريقي.

قد يقول البعض لماذا اذا قد تفكر الجامعة؟ الجواب بكل بساطة إن ما تتعلمه في الواقع والتعامل مع الأسواق والمؤسسات هو الذي يجعل ما تعلمته في الجامعة ذو قيمة، لذلك يمكنك تقديم الأفضل والأكثر فائدة وواقعية للطلبة في مقابل ذلك الأستاذ الذي توظف مباشرة ولم يخالط الواقع في مجال تخصصه، فهو يعيش بين نظريات اغلبها بعيدة عن الواقع.

لذا التفكير في التدريس بالجامعة يأتي انطلاقا من هذا السبب أي تقديم الخبرات للطلبة وليس طمعا في الأجرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

في الأخير اريد ان أنصح اخواني وزملائي الدكاترة: لا تغتروا بالشهادة وتضيعوا حياتكم في طلب منصب قد تكرهوه في أول يوم تتوظفون فيه، فكروا في المضي قدما ولو بدون الشهادة اعملوا بجد فالحياة ليست للمتخاذلين والجبناء، خوضوا تجارب جديدة ولو ليست في مجال تخصصكم، اعملوا ولو في مناصب لا تليق بمستواكم العلمي بشرط أن تكتسبوا منها مهارة تجعلكم تحسنوا من ادائكم و تطوروا نفسكم، لقد اعتدت من الكثيرون يقولون انت ماجستير او دكتور وتقوم بعمل التقني او العامل المهني؟؟ لكن ذلك لم يثبطني بل ساعدني في فهم واتقان تخصصات جديدة، ولم أكن لأنجح لولا تلك اللحظات التي قضيتها مع التقنيين والعمال البسطاء.

فكروا بإيجابية واعملوا بجد وعزيمة تنجحوا ولا تتحججوا بالظروف مهما كانت، فقدوتنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان فردا والعالم كله ضده حتى أهله وعشيرته ثم أصبح أمة وغالبية العالم تتبع دينه.









 


رد مع اقتباس