منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-08-01, 17:14   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***الشعراء***





شاعر الثورة الجزائرية محمد الشبوكي

هو محمّد بن عبد الله الشبايكي، المدعوّ الشّيخ الشبوكي، من قبيلة الشبايكيّة، إحدى بطون أولاد حميدة من الفرع الأكبر للنّمامشة. أحد أعلام الرّبع الأوّل من هذا القرن، وُلِد رحمه الله عام 1916 م، ببحيرة الأرنب إحدى بَوَادِي مدينة الشّريعة، بمنطقة ثليجان بولاية تبسّة. علمه وشيوخه:
تتلمذرحمه اللهبادئ ذي بدئ على والده؛ فحفظ جزءا من القرآن الكريم، ثمّ التحق بكُتّاب الأسرة، فحفظ القرآن كلَّه، وعددا من المتون العلميّة والمتنوّعة، ومجموعة من أشعار العرب القديمة.
رحلته في طلب العلم:
وفي أوائل الثّلاثينيّات انتقل إلى واحة "نفطة" بالجنوب التّونسي؛ لتلقّي المبادئ العلميّة عن شيوخه الأجِلاّء، نذكر منهم:
الشّيخ محمّد بن أحمد - الشّيخ إبراهيم الحدّاد - الشّيخ محمّد العروسي العبّادي - الشّيخ التابعي بن الوادي رحمهم الله جميعا وجزاهم عن بثّ العلم والمعرفة أحسن الجزاء.
وفي عام 1934 م تحوّل الشّاعر إلى تونس العاصمة؛ لمواصلة الدراسة بجامع "الزّيتونة"، إلى أن أحرز شهادة التّحصيل سنة 1942 م.
أبرز المحطّات في حياته :
عاد رحمه الله من تونس إلى وطنه الجزائر، وانضمّ إلى سلك التّعليم في المدارس الحرّة تحت إشراف "جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين" في كلّ من : مدرسة تهذيب البنين والبنات بمدينة تبسّة, ومدرسة الحياة في مدينة الشّريعة, ومدرسة التّربية والتعليم بمدينة باتنة شرق الجزائر.
وفي الوقت عينِه، كان مشاركا في النّضال السّياسي الوطنيّ، وعضواً عاملاً في حركة "جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين"، ثمّ عضواً في مجلسِها الإداريّ في مرحلتها الأخيرة.د
التحاقه بثورة التّحرير المباركة:
لمّا اندلعت ثورة التحرير الكبرى في الفاتح من نوفمبر 1954 م، التحق الشّيخ محمّد الشبوكي عمليّا عام 1955، وانضمّ إلى أوّل خليّةٍ ثوريّة أُسِّست بـ"الشّريعة" في ولاية تبسّة، وقد كُلِّف بالتّوجيه والإعلام، وبثِّ الدّعاية للثّورة.
ومنذ اندلاع الثّورة التّحريرية، وُجِّهت أصابعُ الاتِّهام إلى كلّ أنصار "جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين" وإلى الشّعب الجزائريّ كلِّه، فكانت الدّائرة الاستعمارية تُحكِم حلقاتِها على كلّ من شارك في تعليم اللّغة العربيّة، أو نشر في الشّعب مبادئَ الإسلام.
في سجون الاستعمار:
في ليلة باردة من شهر فبراير من سنة 1956، ألقت السّلطات الفرنسية القبضَ على الشّاعر، ووُضِع في المعتقلات الوحشيّة الّتي بقي فيها ستّ سنوات كاملة.
تعرّض محمّد الشبوكي إلى أنواع كثيرةٍ من التّعذيب، وهو يعترف بذلك فيقول:" تعرّضنا في المعتقلات إلى أنواعٍ كثيرة من الممارسات اللاّإنسانية ! ومن الأمثلة على ذلك أنّ الجنودَ الفرنسيّين كانوا يقتحمون علينا الزِّنزانات ونحن نائمون، وبأيديهم عِصِيٌّ، فيشرعون فيضربِنا وتفتيشِنا بكلّ وحشية ".
وكانت نيّة الاستعمار من وراء الاعتقالات إرغامَ الشّعب على عدم التّعامل مع الثّورة، وإبعاده عنها بقدر الإمكان، وبثّ فكرة أنّ المجاهدين ليسوا إلاّ جماعة متمرِدة لا تستغرق عمليّة القضاء عليهم إلاّ أيّاما معدودةً، غير أنّ سفينة الحرّية كانت تجري عكس رياح هذه النيّة الاستعماريّة، فلم تزد المعتقلاتُ وأنواعُ القمع والتّعذيب للمعتقلين إلاّ تصميما على التّلاحم، والالتفاف حول الثّورة.
وللعلم نصيب في المعتقل:
قرأ الشبّوكي رحمه الله مجموعةً كبيرةً من الكتب الأدبيّة في تلك المعتقلات، إلاّ أنّ المستعمرَ كان كما قال الشّيخ الشّبوكي:" يُحاصرنا ويُمزّق الكتب أو الأوراق الّتي يجدها بحوزتنا ! وعلى الرّغم من أنّني كتبتُ العديد من القصائد الشّعرية - وأنا في المعتقل – فإنّ الاستعمارَ أحرقَها كلَّها ! ولم تنْجُ من سطوته إلاّ بعضُ الأشعار القليلة جدّا ".
الشبّوكي السّجين المعلّم:
قام الشبّوكي رحمه الله بِمَهمَّةِ التّعليم لكلّ الإخوة المعتقَلين الّذين هم بحاجة إلى ذلك، فيقول:" وكنّا نؤدّي هذا العمل بطريقة مُحكمةٍ،وآتت نتائجَها الطيّبة، بحيث عندما أطلقوا سراحي وجدتُ الكثير ممّن كانوا يتعلّمون عندنا في المعتقلات قد واصلوا تعلُّمَهم، حتّى أصبحوا بعد ذلك إطاراتٍ مثقّفةً بعد أن كانوا أميّين أو أشباهَهم ".
ندوات تحت الصّفيح:
يقول رحمه الله:" ومن ذلك: عقدُ النّدوات الأدبيّة داخل الغرف القصديرية الّتي نسكنها، رُغم الموانع الّتي تفرضها حراسة المعتقل، ففي(بوسوي) -مثلا- حُشِرت نخبةٌ معتبرة من الأدباء والشّعراء والمعلّمين في مكان واحد، واستطعنا بذلك أن نُكوِّن حركةً ثقافيّة توجيهيّة قويّة؛ فكانت مرحلةً من أثمن مراحلِ حياتنا في المعتقلات ".
نسيم الحرّية:
أُطلق سراحُه رحمه الله من هذه المعتقلات يوم 13/03/1962 م، فعاد إلى مهنةِ التّعليم أستاذَ في الثّانويّة، ثمّ أصبح عضواً بالمجلس الإسلاميّ الأعلى، ورئيساً بالمجلس الشّعبي البلدي ببلديّة الشّريعة في ولاية تبسّة من 1963 إلى غاية 1975.
ثمّ كان عضوا بالمجلس الولائي بتبسّة من 1975 إلى غاية 1979، حيث انتُخِب رئيساً للمجلس الشّعبي الولائيّ، وأخيرا نائبا بالمجلس الشّعبي الوطني في مرحلته الثّالثة.
وفاته رحمه الله:
تُوُفّي شاعرُ العلمِ والجهاد الأستاذ الدّكتور الحاج محمّد الشبوكي عن عمر يناهز 89 سنة، وذلك يوم الاثنين 6 جمادى الأولى 1426هـ الموافق لـ 13 جوان 2005.
ولكنّه خلّفَ لنا كلماتٍ كانت أحسنَ دعاية للثّورة الجزائريّة، وأشنعَ تصوير لأعدائه، فألهب بقصائده النّفوس إلهابا، وأيقظها من غفلتها إيقاظا, وهو الّذي هيّأ النّفوس لتغيير الواقع، وجعلها تستهين بالموت, ومن أهمّ قصائده نشيد الثّورة، رائعة " جزائرنا ":
جزائـرنا يا بـلاد الجـدود *** نهـضنا نحطّم عـنك القيود

ففيك برغم العِـدا سنسـود *** ونعصف بالظلـم والظـالمين

سلاماً سلاماً جـبالَ البـلاد *** فأنتِ القـلاع لنا والـعماد

وفيك عقـدنا لـواء الجهاد *** ومنك زحـفنا على الغاصبين

قهرنا الأعـاديَ في كـلّ واد *** فلم تُجْدِهم طـائرات العماد

ولا الطّنك ينجيهم فـي البواد *** فباءوا بأشلائـهم خاسـئين

وقائعُـنا قـد روت للـورى *** بأنّا صمدْنَا كأُسْـدِ الشّـرى

فأوراسُ يشـهَد يومَ الوغـى *** بأنّا جهـزنا على المعـتـدين

سلوا جبل الجرف عن جيشنا *** يـخبركم عن قُوى جـأشـنا

ويُعْلِمُكم عن مـدى بطشنا *** بجيش الزّعـانفـة الآثـميـن

بجرجرة الضّخم خضنا الغمار *** وفي الأبيـض الفخم نلنا الفخار

وفي كلّ فجٍّ حَمَيْنا الذّمـار *** فنحن الأبـاةُ بنـو الفاتِحِيـن

نعاهدكم يا ضحايا الكفـاح *** بأنّا على العهـد حتّـى الفلاح

ثِقُوا يا رفاقي بأنّ النّجـاح *** سنقـطـف ثِمَـاره باسـمين

قفوا واهتفوا يا رجال الهمم *** تعيـش الجبـال ويَحْيا الشّمم

وتحيا الضّحايا ويَحيا العَلَم *** و تحيا الدّماء، دمـا الثّائريـن

شاعر الثورة الجزائرية محمد الشبوكي

إن الشعر العربي في عمومه وعلى تعدد مضامينه واختلاف صوره ومظاهره يعـد من ثروتنا الأدبية التي تجمعنا في توحد دائم الاتصال والترابط الذي يتحول إلى قوة مما يجعل لهذه القوة مدلولات حيوية,وإذا كان الشعر انتفاضة وجدانية وشدوا روحيا وأريجا ينبعث من تجاويف القلب فيكون الشعر السياسي هو أكثر ألوان الحياة الأدبية مواكبة لواقع المجتمع هادفا إلى ترسيخ مكانة الفئة التي ينتمي إليها الشاعر السياسي.
وتساعد الصورة النضالية في إلقاء الضوء على الحركات السياسية التي أثرت الأدب في الكثير من النواحي وقد انعكس تأثيرها على الشعر بصورة خاصة فالشعر فن متصل بالوجدان وموضوعه الإحساس والشعور ومجمل عواطف النفس البشرية وغايته الإثارة والإيحاء والارتفاع بالذات عن الواقع ورتابته بقيمه التعبيرية الجمالية, فالشاعر لا يتعرض للاعتبارات السياسية من زاوية العلم ولا يعرضها بأسلوب العالم ومنطقه وإنما يضفي عليها من فنه ليجعلها جزءا من القوة الروحية في المجتمع,ويكسبها من حرارة قلبه وأعماقه لتنفعل في النفوس وتستجيب لمؤثراتها .
فالشاعر من حيث الأسلوب هو الباعث على التأمل المحرك للعواطف وهو لا يخاطب العقل بالقياس والمنطق وليست غايته الإقناع بالجدل والبرهان بل يسلك إلى ذلك سبيل التأثير الشعوري الوجداني الذي يمتلك النفوس بالأخيلة البيانية والصور البليغة فيلجأ إلى التضخيم والمبالغة ويختار العبارة الدالة مكتفيا بالإشارة والتلميح دون الإحاطة والاستقصاء .
يتألف ديوان الشاعر السياسي المجاهد محمد الشبوكي من 200 صفحة تقريبا ويحتوي على 121 قصيدة بين: وطنية منها : لبيك يا ثورة الشعب ـ إلى النصر هبوا ـ جيش التحرير الوطني ـ قم وانشد.
ودينية منها : المجد في القرآن ـ عودوا إلى القرآن ـ مناجاة هلال رمضان ـ ليلة القدر .
وأناشيد ثورية منها : دولة الشعب ـ من ملحمة الثورة ـ واصل جهادك ـ لولا نوفمبر ـ جزائرنا ـ نشيد الجهاد .
ومقطوعات اجتماعية تحمل في طياتها ذكريات ومناسبات ذاتية مرت في حياة الشاعر الكبير ثم قصائد إخوانية وجهها: إلى الصديق المبروك ـ والشيخ المتصابي , ثم قصائد متنوعة الأهداف والأغراض.
لكن بعد الإعلان عن بداية الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954م كان لابد من نشيد يردده الثوار في كثير من المناسبات حتى في المعارك فكان نشيد (جزائرنا) الذي ألفه المناضل محمد الشبوكي الأثر الكبير في نفوس المناضلين والجميل في الأمر أن هذا النشيد لم يزل يردد عند كل مناسبة وطنية ويحفظه الكبير والصغير إلى الآن بالإضافة إلى النشيد الوطني الجزائري (قسما) .
نسب الشاعر : هو محمد بن عبد الله الشبايكي الملقب الشبوكي من أسرة آل الشبوكي الحميدية من قبيلة اللمامشة الذي ولد عام 1916م بمنطقة ثليجان التابعة لدائرة الشريعة في ولاية تبسة.
علمه وشيوخه : تتلمذ بادئ ذي بدئ لوالده فحفظ جزءا من القرآن الكريم ثم التحق بكتــّاب الأسرة فحفظ الٌقرآن كله وعددا من المتون العلمية والمتنوعة ومجموعة من أشعار العرب القديمة.
وفي أوائل الثلاثينيات انتقل إلى واحة نفطة بالجنوب التونسي لتلقي المبادئ العلمية عن شيوخه الأجلاء نذكر منهم : الشيخ محمد بن أحمد ـ والشيخ إبراهيم الحداد ـ والشيخ محمد العروسي العبادي ـ والشيخ التابعي بن الوادي رحمهم الله جميعا وجزاهم عن بث العلم والمعرفة أحسن الجزاء ,وفي عام 1934م تحول الشاعر إلى تونس العاصمة لمواصلة الدراسة بالجامعة الزيتونية إلى أن أحرز شهادة التحصيل سنة 1942م .
أبرز المحطات في حياته : عــاد من تونس إلى وطنه وانخرط في سلك التعليم في المدارس الحرة تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في كل من: مدرسة تهذيب البنين والبنات بمدينة تبسة ,ومدرسة الحياة في مدينة الشريعة ,ومدرسة التربية والتعليم بمدينة باتنة ,وفي الوقت عينه كان مشاركا في النضال السياسي الوطني وعضوا عاملا في حركة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ثم عضوا في مجلسها الإداري في فترتها الأخيرة.
ألقت القبض عليه السلطة الفرنسية في شباط عام 1956م بسبب نشاطه الثوري وزجت به في المعتقلات وفي العام نفسه كان قد ألف نشيد جزائرنا وهو في سجنه الذي بقي محتجزا فيه مدة ست سنوات حيث أفرج عنه يوم 13 آذار 1962م .
بعد خروجه من المعتقل عـاد إلى مهنة التعليم كأستاذ ثانوي وواصل نضاله في صفوف جبهة التحرير الوطني وشارك في المجالس التالية :
1. المجلس الإسلامي الأعلى عضوا
2. المجلس الشعبي البلدي لبلدية الشريعة رئيسا
3. المجلس الشعبي الولائي لولاية تبسة عضوا ثم رئيسا
4. ونائبا بالمجلس الشعبي الوطني في فترته الثالثة .
5. كان عضواً قيادياً في ح** الشعب بمنطقة الشرق الجزائري.
6. كان مناضلا في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني.
7. له ديوان مطبوع من قبل المتحف الوطني للمجاهد.
ولقد أجاد الشاعر محمد الشبوكي فكان أحسن دعاية للثورة الجزائرية وأشنع تصوير لأعدائه فألهب بقصائده النفوس إلهابا وأيقظها من غفلتها إيقاظا, وهو الذي هيأ النفوس لتغيير الواقع وجعلها تستهين بالموت, ومن أهم قصائده نشيد الثورة :
جزائرنا يا بلاد الجدود .................. نهـضنا نحطم عـنك القيود
ففيك بـرغم العـدا سنسود .............. ونعصف بالظلـم والظـالمين
سلاما سلاما جـبال البلاد ..................... فأنت القلاع لنا والـعماد
وفيك عقدنا لـواء الجهاد ................. ومنك زحـفنا على الغاصبين
قهرنا الأعـادي في كـل واد ................ فلم تجدهم طـائرات العماد
ولا الطنك ينجيهم في البواد .................. فباءوا بأشلائهم خاسـئين
وقائعنا قد روت للورى ........................... بأنا صمدنا كأسد الشرى
فأوراس يشهد يوم الوغى .................... بأنا جهـزنا على المعتدين
سلوا جبل الجرف عن جيشنا .................. يخبركم عن قوى جـأشـنا
ويعلمكم عن مدى بطشنا ....................... بجيش الزعانفة الآثـميـن
بجر جرة الضخم خضنا الغمار........... وفي الأبيض الفخم نلنا الفخار
وفي كل فج حمينا الذمار........................ فنحن الأباة بنو الفاتحين
نعاهدكم يا ضحايا الكفاح .................... بأنا على العهد حتى الفلاح
ثقوا يا رفاقي بأنا النجاح ........................ سنقطف ثماره باسـمين
قفوا واهتفوا يا رجال الهمم ..................تعيش الجبال ويحيا الشمم
و تحيا الضحايا ويحيا العلم ............... و تحيا الدماء، دماء الثائرين


وقد جاء في تعريف هذا الديوان الذي قام بطباعته المتحف الوطني للمجاهد بالجزائر:
"يتشرف المتحف الوطني للمجاهد أن يضع بين يدي القارئ الكريم هذا الكتاب القيم الذي بدون شك سيسهم في إثراء المكتبة الوطنية والثقافة الإنسانية ويضيف لبنة إلى صرح تاريخ شعبنا العريق في النضال والتضحية".
المتحف الوطني للمجاهد
عام 1995
وقد قدم السيد محمد الطاهر فضلاء لديوان الشاعر فقال : وبعد فها هو الديوان بين يدي فما المطلوب مني أن أقدمه من هذا الديوان ؟ الشعر في الديوان ؟ أم شاعر الديوان ؟ وكلا الأمرين صعب المرتقى عسير الوصول فيه إلى غاية المرتجى... فمحمد الشبوكي هو ذاك الصوت الذي أضناه الشوق وبرحه الجوى وخنقته العبرة من الأسى فغدا يحاكي في زفراته أنين العود المتقطع الرنين المكدود الصوت المبحوح الأنفاس والنغم:


هذه صورتي وهذا شعوري .............. عبرا عـن حقيقتي وضميري
في محياي قد بدا لون إحساسي .......... وضـاءت مسرتي و**وري
أنا أهوى الحياة تصفو مجاريها .............. وتشـدو بكـل لحـن نضير
وبقلبي الخفوق ينبوع شعر ............... في قوافيه غبتطي وسروري


وقد رد الفضل في طبع وإخراج هذا الديوان إلى اثنين:
الأول : الأستاذ الفاضل بشير فاضلي رئيس مركز الحسابات بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة.
الثاني : ولده البار الدكتور سعدان شبايكي أستاذ الاقتصاد بجامعة قسنطينة ـ سابقا ـ أما الآن فهو رئيس ومدير المركز الجامعي د. يحيى فارس بالمدية, وقد كان لي شرف لقائه يومي 14ـ 15 أيار 2006 في الملتقى الدولي حول التعليمية والبيداغوجيا والعلاقة بين الجامعة والمحيط ,الذي كان تحت الرعاية السامية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي. وقد شكرهما في أبيات ودعا لهما بالتوفيق والنجاح في أعمالهما فقال :


أبا فاضل الأخلاق شكرك واجب ....................... علّــــي فخـذه بالوداد معطـرا
ودمت نصير الضاد تعلي لواءها ............ وتبغي لها في الصبح أن تحمد السرى
ويا ولدي سعدان عشت موفقـا ................... إلى الخير ممدوح الخصال موقــرا
ترافقك الحسنى بكل ثنية ............................ ويلقـــاك نجم السعد دوما مبشرا


وقد أهدى الشاعر الشبوكي هذا الديوان إلى الشعب الجزائري الوفي لثوابته ومقوماته الأصيلة والذي كان على موعد مع التاريخ في ثورة التحرير المباركة فاسترجع حريته واستقلاله وسجل مواقف بطولية تردد دويها في أقاصي العالم وأدانيه . وإلى أرواح أولئك البررة الذين قدموا أرواحهم فداء للجزائر .
الشريعة 5 محرم 1415 هـ
الموافق 15 جوان 1994م
و جاءت مختلف قصائد هذا الديوان بمواضيعها واتجاهاتها ومفرداتها الجزلة القوية والتزامها التقاليد والأصول الأساسية للشعر العربي تدل على مكانتها العميقة البعيدة المدى والتي تدعو إلى هذا الأصل الأصيل دون أن تقف في معارضة الصور الشعرية الحية المترقرقة الزاهية بألوان زنابقها الحمراء والقرنفلية ..
مع التشدد في ملازمة المعارف وذلك الأسلوب الناعم في أحاديث الهمس, فالشاعر وإن جأر وجاهر بأفكاره المبدئية المرتبطة في مذاهب الشعر العربي بالأصلاء من شعرائه كقوله في ذكرى ابن باديس:


قـم ليوم العلم واهتف بالنشيد واقتبس شعرك من عبد الحميد
واذكـر الأمجاد من تاريخه فهـو للأمجـاد ذو سفر مجيد


فإن الشاعر الأصيل الوثيق الصلات بخصائص الشعر العربي على مدى مراحله هو شاعر يحنو ويحن ,إلا أنه يذود بنفسه ذيادا قاسيا صارما يخطو فيه خطو شيوخ الصوفية وشعرائها وتتلمس تلك العزائم الشداد في مثل قوله في ملحمة الثورة :


حي على الجبال أخي وحي على المدفعـا واحمد إلهـك شاكرا متخشعـــا
واهتف بأبطال الجهاد منوهــا بـالشعب قد أبلى البلاء الأروعـا


وكان شاعرنا قويا فتيا شديد الوقع في عنفوانه رفيع المقام في استنهاض الهمم يجلجل ويشدو :
أيها العرب يا بني الثورة الكبـ ـرى ألسنا ذوي النفوس الأبيه
أين إيماننا وغيرتنا المثـ ـلى وأين الفدا و أيـن الحميه
ما لنا اليوم يستبـد بنا الضيـ ـم ونرضى في أرضنا بالدنيه
هـذه القدس قبلتنا الأو لى ومهــد الهداية النبويـه


ويقول السيد محمد الطاهر فضلاء : وأشهد أني ما قرأت لشاعرنا الكبير شعره عن تونس وأهلها إلا اعترتني هزة لا أدري ما هي من بين الأحاسيس:


حي عني إن زرت تونس يوما دار ليلى واقرأ عليها السلاما
وتلطف وقل لها إن قلبـي فـي هواك لما يزل مستهاما
أنت يا دار موئلي ومزاري وسأبقى أغشاك عام فعامـا
فيك وقعت مزهري وتخير ت قصيدي وصغته أنغامـا
ويقول أيضا :
يا تونس الأنس يا أرض الجمال ويا مهد الفنون ويا روض التلاحين
تحيتي يا بلادا قد شغفت بها منـذ الشباب.. وإنـي جـد ممنون
أ**اب تونس إني ما نسيتكم ذكـراكــم بقيت دومـا تنـاجيني


ويقول الشاعر محمد الشبوكي : أنه سلك في هذه المجموعة الشعرية طريقة الوضوح في الشكل والمحتوى كما أشار في المقدمة صفحة (10) وهي الطريقة التي ارتضاها الشاعر في نظم الشعر بعيدا عن أسلوب الرمزية وما يؤدي إلى التهويم في آفاق ضبابية تجعل من المضمون فارغا متلاشيا مع السراب حسب رأيه,فالشعر في نظره هو ما كان معناه يسبق لفظه في الوضوح والإشراق فيطرب له السمع وتهتز له النفس وإلا فهو كما قال الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي:


إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس خليقا أن يقال له شعر


كما أن الشعر شذى ينبعث من زهرة إلى زهرة ينبغي أن يكون بريئا من كل ما يشوب العفوية والبراءة وقد حاول شاعرنا الكبير محمد الشبوكي ـ طبعا بقدر الإمكان ـ أن يكون وفيا لمنهجه الذي ارتضاه لنفسه ويقدم العذر عما يتخلل بعض هذه المجموعة الشعرية من النقائص فيقول :
"عذري هو أنني أتعاطى نظم الشعر لا لأظهر براعة فيه أو تفوقا ,ولا أقصد من ورائه إلا تلبية الضمير وترضية النفس وترجمة الخواطر.
وقد نظمت هذه القصائد في أوقات متباعدة حينا ومتقاربة أحيانا في الزمان والمكان فنظم بعضها في المعتقلات أثناء الثورة الجزائرية المباركة وبعضها الآخر نظم بعد إشراق شمس الاستقلال أما ما نظمه الشاعر قبل الثورة فقد ضاع كله كما قال :
"فبعد إطلاق سراحي من المعتقلات ورجوعي إلى المنزل لم أجد مكتبتي التي أملكها فقد عبث الجيش الفرنسي الذي احتل المدرسة التي كنت أديرها والمسكن الذي كنت أسكنه بجانبها وعاث فسادا في كل ما تركت في المدرسة والمنزل ولا غرابة في ذلك, ويتساءل الشاعر منذ متى كان جيش الاحتلال الفرنسي يحترم الثقافة أصلا ؟؟ "




*********************************************

يتبع



والله أعلم










رد مع اقتباس