منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-07-28, 04:18   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



روى أبو داود في " السنن " (4160)

وأحمد في " المسند " (23969)


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ : " أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ بِمِصْرَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ .

فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ أَنَا وَأَنْتَ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ .

قَالَ: وَمَا هُوَ؟

قَالَ: كَذَا وَكَذَا.

قَالَ: فَمَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ أَمِيرُ الْأَرْضِ ؟

قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الإِرْفَاهِ .

قَالَ: فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكَ حِذَاء؟

قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا "

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .


قال ابن الأثير في "النهاية" (2/ 247):

" (الْإِرْفَاهِ) : هُوَ كثْرةُ التَّدهُّن والتَّنَعُّم.

وَقِيلَ : التَّوسُّع فِي المَشْرَب والمَطْعَم

وَهُوَ مِنَ الرِّفْهِ: وِرْد الْإِبِلِ

وَذَاكَ أَنْ تَرِد الماءَ مَتَى شاءَت .

أرادَ : تَرْك التَّنَعُّم والدَّعة ولينِ الْعَيْشِ

لِأَنَّهُ مِنْ زِيّ العَجم وأرْباب الدُّنيا " انتهى .

وقوله : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا "


أي : نمشى حفاة ، حينا بعد حين .

فذهب غير واحد من أهل العلم

إلى أنه يستحب الاحتفاء أحيانا

والحكمة من هذا: تعويد النفس على الخشونة

وإبعادها عن الدعة

وتطبيعها على الزهد ، واحتقار الدنيا .

قال القاري رحمه الله :

" ( نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا ) أَيْ نَمْشِيَ حُفَاةً ؛ تَوَاضُعًا

وَكَسْرًا لِلنَّفْسِ

وَتَمَكُّنًا مِنْهُ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ إِلَيْهِ

وَلِذَلِكَ قَيَّدَهُ بِقَوْلِهِ: (أَحْيَانًا) : أَيْ حِينًا بَعْدَ حِينٍ " .


انتهى من "مرقاة المفاتيح" (7/2827).

قال السفاريني رحمه الله :

" (وَسِرْ) حَالَةَ كَوْنِك (حَافِيًا) بِلَا نَعْلٍ أَحْيَانًا

اقْتِدَاءً بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

(أَوْ) سِرْ فِي حَالِ كَوْنِك (حَاذِيًا) أَيْ مُنْتَعِلًا "


انتهى من "غذاء الألباب" (2/340).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" لبس النعال من السنة

والاحتفاء من السنة أيضا

ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الإرفاه

وأمر بالاحتفاء أحيانا

فالسنة أن الإنسان يلبس النعال لا بأس

لكن ينبغي أحيانا أن يمشي حافيا بين الناس

ليظهر هذه السنة التي كان بعض الناس ينتقدها

إذا رأى شخصا يمشي حافيا قال: ما هذا؟

هذا من الجهال! وهذا غلط

لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن كثرة الإرفاه

ويأمر بالاحتفاء أحيانا " .


انتهى من "شرح رياض الصالحين" (6/ 387) .

فيستحب للإنسان أن يمشي حافيا أحيانا

إلا إذا كان بأرض إذا مشى فيها حافيا تعرض للضرر والأذى

فإنه حينئذ لا يمشي إلا منتعلا .

قال المناوي رحمه الله :

" إن أمن تنجس قدميه

ككونه في أرض رملية مثلا ولم يؤذه : فهو محبوب أحيانا -

يعني المشي حافيا -

بقصد هضم النفس وتأديبها

ولهذا ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم

كان يمشي حافيا ومنتعلا

وكان الصحب يمشون حفاة ومنتعلين " .


انتهى من "فيض القدير" (1/ 317) .

و لنا عودة لنشر موضوع اخر