منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - صلاة الاستخارة
الموضوع: صلاة الاستخارة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-10-23, 22:25   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
fouade12
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B11

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عبدالرحمن* مشاهدة المشاركة
السؤال :

اسمحوا لي بهذا السؤال ، أحب أن أسأل لأريح عقلي

وكثير من تحدثهم نفسهم بهذه الوساوس
وتعم الفائدة إن شاء الله على من يقرؤه .

كثيرا ما نسمع عن صلاة الاستخارة
لكن لا نعمل بها إلا في حالات نادرة .

وقد نصلي وهناك بعض الشك في قلوبنا
لأننا لا نعرف أهميتها .

وأحيانا يجول في خواطرنا بأن قضاء الله هو الذي سيحدث

فما الفائدة من السؤال والدعاء والسعي ؟

أخبروني عن صلاة الاستخارة .


الجواب :

الحمد لله

أهمية صلاة الاستخارة تكمن في أوجه ثلاثة :

الوجه الأول :

تجريد الافتقار إلى الله ، ونفي العلائق إلا بالله ، وتحقيق التوكل عليه سبحانه وتعالى ، وتفويض الأمور إليه ، وهي كلها معان سامية من معاني التوحيد والإسلام

تساعد صلاة الاستخارة في تحقيقها ، وتعين على قيامها ، خاصة لمن اعتاد اللجوء إليها ، واستشعر في قلبه حقيقتها وحكمة تشريعها .

الوجه الثاني :

الفلاح في الاختيار ، والنجاح في الأمر ، والتوفيق في السعي ، فمن فوض أمره إلى الله كفاه

، ومن سأل الله بصدق أعطاه حاجته ولم يمنعه .

يقول الغزالي في "إحياء علوم الدين" (1/206) :

قال بعض الحكماء :

من أُعطي أربعا لم يُمنع أربعا :

من أُعطي الشكر لم يُمنع المزيد

ومن أُعطي التوبة لم يُمنع القبول

ومن أٌعطي الاستخارةَ لم يُمنع الخِيَرة

ومن أُعطي المشورة لم يُمنع الصواب " انتهى .

أما حديث : ( ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار )
فهو حديث موضوع

انظر "السلسلة الضعيفة" (611) للشيخ الألباني .

الوجه الثالث :

الرضا بالقضاء ، والقناعة بالمقسوم ، فمن استخار الله تعالى في شأنه لم يندم على خياره ، وقام في قلبه من الطمأنينة واليقين ما يدفع عنه كل هم أو حزن يحصل في اختياره

وهذا الوجه من أعظم الفوائد التي تجنيها
صلاة الاستخارة في قلب العبد .

روى ابن أبي الدنيا في "الرضا عن الله بقضائه"
(92) وغيره بسنده عن وهب بن منبه قال :

" قال داود عليه السلام : رب ! أي عبادك أبغض إليك ؟ قال : عبد استخارني في أمر ، فخرت له ، فلم يرض به " انتهى .

يقول ابن القيم رحمه الله في "الوابل الصيب" (157) :

" كان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : ما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وثبت في أمره " انتهى .

ويجمع هذه الحِكَمَ والفوائدَ جميعها العلامة ابن القيم في
شرح رائع لأهمية صلاة الاستخارة فيقول
– كما في "زاد المعاد" (2/442) - :

" وعوضهم بهذا الدعاء – دعاء الاستخارة - الذي هو توحيد وافتقار وعبودية وتوكل وسؤال لمن بيده الخير كله ، الذي لا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يصرف السيئات إلا هو ،

الذي إذا فتح لعبده رحمة لم يستطع أحد حبسها عنه ، وإذا أمسكها لم يستطع أحد إرسالها إليه من التطير والتنجيم واختيار الطالع ونحوه ، فهذا الدعاء هو الطالع الميمون السعيد

طالع أهل السعادة والتوفيق ، الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، لا طالع أهل الشرك والشقاء والخذلان الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون .

فتضمن هذا الدعاء الإقرار بوجوده سبحانه ، والإقرار بصفات كماله من كمال العلم والقدرة والإرادة ، والإقرار بربوبيته ، وتفويض الأمر إليه ، والاستعانة به ، والتوكل عليه ، والخروج من عهدة نفسه ، والتبري من الحول والقوة إلا به

واعتراف العبد بعجزه عن علمه بمصلحة نفسه وقدرته عليها ، وإرادته لها ، وأن ذلك كله بيد وليه وفاطره وإلهه الحق ، وفى "مسند الإمام أحمد" من حديث سعد بن أبى وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من سعادة ابن آدم استخارة الله ورضاه بما قضى الله ، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارة الله وسخطه بما قضى الله )

فتأمل كيف وقع المقدور مكتنفا بأمرين :

التوكل الذي هو مضمون الاستخارة قبله ، والرضا بما يقضى الله له بعده ، وهما عنوان السعادة .

وعنوان الشقاء أن يكتنفه ترك التوكل
والاستخارة قبله ، والسخط بعده .

والتوكل قبل القضاء ، فإذا أبرم القضاء وتم انتقلت العبودية إلى الرضا بعده ، كما في "المسند" ، وزاد النسائي في الدعاء المشهور : ( وأسألك الرضا بعد القضاء ) .

وهذا أبلغ من الرضا بالقضاء ، فإنه قد يكون عزما فإذا وقع القضاء تنحل العزيمة ، فإذا حصل الرضا بعد القضاء ، كان حالا أو مقاما .

والمقصود أن الاستخارة توكل على الله ، وتفويض إليه ، واستقسام بقدرته وعلمه ، وحسن اختياره لعبده ، وهى من لوازم الرضا به ربا ، الذي لا يذوق طعم الإيمان من لم يكن كذلك ، وإن رضى بالمقدور بعدها ، فذلك علامة سعادته " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس