منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لا للإِحتفال برأسِ السَّنَةِ المِيلادية...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-18, 12:38   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

مشاركة المسلم في أعياد المشركين
للشيخ علي بن يحيى الحدادي -حفظه الله-

أما بعد:
فإن من الأسس والأصول التي يقوم عليها دين التوحيد الولاء في الله والبراءة في الله وذلك بموالاة الله تعالى وأنبايئه ورسله وأوليائه من الموحدين والبراءة من الكفر والشرك وأهله وشعائره قال تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة : 4] وقال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )22 [المجادلة : 22] وفي حديث ابن عباس (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله) رواه الطبراني.
-وكان الرجل يَقدَمُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم فما إن ينطقُ بالشهادتين ويدخلُ في الدين حتى تنقلبَ عداوته للرسول صلى الله عليه وسلم ولأصحابه ولشعائر الإسلام إلى حب عظيم وولاء وثيق وتنقلب محبته لأهله وقرابته ودينه وشعائره الى بغض في الله وبراءة ومعاداة..
-وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تأكيد هذه البراءة من الكفار والمشركين حتى كان يمنع من التشبه بهم فيما يختصون به من عاداتهم والبستهم لأن التشبه في الظاهر يورث الميل والموافقة الباطنة وكان يزجر عن التشبه بهم أو مشاركتهم في شعائرهم وعباداتهم وأعيادهم لأن الأعياد من شعائر الأمم والملل وقل عيد لأمة إلا وله ارتباط بدينهم وعقيدتهم فمن ذلك أنه قدم المدينة فوجدهم يحتفلون بيومين من أيامهم التي الفوها في جاهليتهم وتوارثوها جيلاً بعد جيل فأبطلها صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يقتصر احتفالهم بعيد الفطر وعيد الأضحى
-وجاءه رجل فقال إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانه فقال هل كان وثن من أوثان الجاهلية يعبد قال لا قال هل كان فيها عيد من أعيادهم قال لا قال فأوف بنذرك فدل على أنه لو كان في بوانه وهي مكان لو كان فيها عيد من اعياد الجاهلية لمنعه من النحر فيها لله حتى لا تقع منه المشاركة لهم في عيدهم.
-واثنى الله على عباده عباد الرحمن فقال (والذين لا يشهدون الزور) وقد فسر بعض السلف كمجاهد والضحاك وابن سيرين وغيرهما الزور بأعياد المشركين فأثنى عليهم باجتنباها كما أثنى عليهم باجتنابهم الشرك والقتل بغير حق واجتنابِهم الزنا.
-وعن عبد الله بن عمرو أنه قال (من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم _ أي عيدهم _ وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة) رواه البيهقي.
-وعَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : لاَ تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ وَلاَ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِى كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَإِنَّ السُّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ. رواه البيهقي أيضاً بإسناد صحيح.
-فليحذر المسلم من مشاركة اليهود والنصارى والمشركين في أعيادهم أو الإهداء لهم فيه أو إعاناتهم عليه لأن مشاركتهم في ذلك نوع موافقة منك على ما هم عليه من الباطل كاعتقاد النصارى ألوهية عيسى أو بنوته لله أو كونه ثالث ثلاثة.. فهم إنما يحتفلون بمولد إلههم ومخلصهم وابن ربهم فيما يزعمون تعالى الله وتقدس عن ذلك علوا ً كبيراً .
-وأما من ابتلي بجار أو زميل كافر فأهدى إليه في يوم عيده هدية فلا حرج أن يقبلها إذا لم تكن ذبيحة ذبحت لأجل هذا العيد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم فقد قدمنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أتي بهدية النيروز فقبلها .
- وروى ابن أبي شيبة .. أن امرأة سألت عائشة قالت إن لنا أظآرا [جمع ظئر ، وهي المرضع] من المجوس ، وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا فقالت : أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ، ولكن كلوا من أشجارهم .
-و.. عن أبي برزة أنه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان ، فكان يقول لأهله : ما كان من فاكهة فكلوه ، وما كان من غير ذلك فردوه . فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم ، بل حكمها في العيد وغيره سواء ؛ لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم … “
. انتهى كلامه رحمه الله.
-بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
-أما بعد:
-فمما قرره أئمتنا في هذا الباب ما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله ( لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية؛ لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة، ومن التعاون معهم على الباطل، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من تشبه بقوم فهو منهم » (2) والله سبحانه وتعالى يقول: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (3) وننصحك بالرجوع إلى كتاب [اقتضاء الصراط المستقيم] لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإنه مفيد جدا في هذا الباب.
انتهى المقصود منه
-وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (أما التهنئة بالأعياد فهذه حرام بلا شك، وربما لا يسلم الإنسان من الكفر؛ لأن تهنئتهم بأعياد الكفر رضا بها، والرضا بالكفر كفر، ومن ذلك تهنئتهم بما يسمى بعيد الكرسمس، أو عيد الفَصْح أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يجوز إطلاقاً، حتى وإن كانوا يهنئونا بأعيادنا فإننا لا نهنئهم بأعيادهم، والفرق أنّ تهنئتهم إيانا بأعيادنا تهنئة بحق، وأن تهنئتنا إياهم بأعيادهم تهنئة بباطل) اهـ كلامه
-فاتقوا الله عباد الله واحذروا اسباب سخطه وليس على المسلم من ضير إذا اسخط الناس برضا الله إنما الضرر كل الضرر أن يسخط الله برضا الناس.

الموقع الرسمي للشيخ علي بن يحيى الحدادي-حفظه الله-
يتبع...









رد مع اقتباس