منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المحتشد
الموضوع: المحتشد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-22, 16:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المهلهل40
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي المحتشد

أمسيات شتوية
من تأليف : ب/ع
مسعد في : ديسمبر 2010 م
المحتشد
- ذات مساء قص علينا أبي قصة وقعت له هو شخصيا قال : أثناء الثورة التحريرية المباركة ، وهي في اوج عنفوانها طلب مني أبي - رحمة الله عليه - أن أتوجه إلى المدينة المجاورة لجلب بعض الحاجيات الضرورية للأسرة .عقدت العزم في ليلتي فجمعت ما عندنا من تقود وحصرت الأشياء التي نريد اقتناءها من سوق المدينة ، فنمت باكرا على أن انهض باكرا ، وعند الفجر استيقظت وتوضأت ثم صليت الفجر ، وأحضرت دابة تنقلني وبعد أن تناولت بعض الخبز الذي أعدته أمي باكرا ...توكلت على الله بعد أن أوصاني بما يوصي به الآباء أبناءهم من توخي الحذر والحيطة ، والحرص على الأغراض ، والعودة مسرعا ....
- قصد ت السوق على الله متوكلا ، وما إن صرت في الطريق العام سائرا ، حتى فاجأتني دورية من دوريات الاحتلال ، فوجدت نفسي متوقفا ، ومن على ظهر الدابة نازلا ، وعلى راسي يدي رافعا .... فبادرني الضابط طالبا، سائلا ،طالبا الأوراق الثبوتية ولم يكن عندي يومها أوراق ، سائلا : من أنت ؟ من أين أقبلت ؟ وأين تريد الذهاب ؟
- أخبرته بواسطة المترجم باني لا املك أي وثيقة ، وأريد الذهاب إلى سوق المدينة لقضاء بعض الحاجيات .لم يتكلم الضابط وإنما أعطاهم إشارة لم افهم معناها وقتئذ ..
- أخذوني معهم لا ادري إلى أين وما هي إلا بضع كيلومترات حتى وجدت نفسي مع جمع كبير من الناس تحيط بنا الأسلاك الشائكة من كل جانب ، وهناك رأيت أشياء ، وسمعت أشياء لا أريد أن أتذكرها الآن ، ولا استطيع حتى اذكرها لك الآن ...
- بدون طعام أو شراب قضيت ذلك اليوم رفقة الرفقة في هذا المحتشد الأسود ... وبعد مضي الثلث الأول من الليل سمحوا لكثير منا وكنت من بينهم بالمغادرة دون أي سبب معروف لقضاء يوم كامل هنا ...عدت إلى خيمتنا وكم كانت الدهشة عظيمة لعودتي في هذا الوقت الغير المعتاد ، فقصصت عليهم قصتي وأنا أتناول بضع تمرات مع قليل من الماء ،وفي الأخير حمدت الله كثيرا، وأسلمت نفسي لنوم عميق داعيا الله أن يرحم الشهداء ، وان ينصر إخواننا المجاهدين على الأعداء ....
النهاية








 


رد مع اقتباس