منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تحقيق هدف التغيير لا يكون إلا بهزيمة حزب الذهنيات .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-01-05, 22:14   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
amoros
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزمزوم مشاهدة المشاركة
تحقيق هدف التغيير لا يكُون إلا بهزيمة حزب الذهنيات .
.
قال الله تعالى : " إن الله لا يُغيرُ ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفُسهم " (الرعد : 11)
يرى بعضُ المُتابعين للشأن السياسي أن أي تغيير يريدهُ الشعب لن يكُون بالضرورة مرتبطا ومرهونا بالوزير لسبب بسيط أن منصب الوزير عملهُ تنفيذي ... وهو مُعين من رئيس الجمهورية ... وفي نظامنا السياسي فإن الوزير مُكلف بتنفيذ برنامج الرئيس ... لذلك لا تنتظرُوا شيئا من الوزير ... إلا ما يخولهُ له الرئيس وفي إطار الخُطوط العريضة وفق برنامج الرئيس ... لذلك فالتغيير المنشُود الذي يحلمُ به المواطن عندنا سواء في قطاع العدالة أو في التربية الوطنية أو في الجامعة أو في الصحة ليس مُرتبط بالوزير لأن الوزير " لا بهش ولا بنش " ... (خُضرة فُوق طعام) والأكيد أن منصب الأمين العام بأي وزارة أو رئيس ديوان الوزير ... هُو أقوى من منصب الوزير عندنا وهذا ما يعرفهُ الجميع ... فالتغيير لن يكُون إلا بسياسات جريئة قوية وواضحة وقرارات تُتخذ من فوق ... فإذا كانت فيه إرادة جادة لإصلاح التربية أو إصلاح الصحة أو إصلاح العدالة أو إصلاح الجامعة ...إلخ ، فإن ذلك الأمر مُرتبط بقرارات من فوق وبسياسة فوقية أي سياسات دولة لا علاقة للوزير بها مهما كان شكله أو مُستواه كائنا من يكُون هذا الوزير .
يعتقدُ البعضُ من الناس .. عن حسن نية أو عن خداع مارسه البعضُ من الأكاديميين الجامعيين ممن امتهن مهنة محُلل في القنوات الخاصة في السنوات القليلة الماضية وكان يمُارس السياسة ومُعارضة النظام من المُحللين للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية سعيا للفوز بمنصب وزاري على " ظهر البسطاء والسذج " أن وُجود أكاديميين ...دكاترة وبرفيسورات ... من النُخب الجامعية كفيل بحل مُشكلتهم وإيجاد حُلول لمشاكل المُواطنين والبلاد إذا ما اُستوزر هؤلاء ... وهذا كذب وافتراء ... والدليل أن دول العالم ترأسها (ترأستها) نخب قادمةٌ من مختلف فئات المجتمع فمثلا : " مادورُو " رئيس فنزويلا هُو في الأصل نقابي ... كان سائق حافلة بسيط ... و"ترامب" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كان رجل أعمال بائع عقارات وسمسار .... ولو بحثتُم في تاريخ العالم بخاصة في العالم المُتقدم لن تجدُوا أن دولة ما في العالم نهضت ونجحت وحققت تطورها وتقدمها لأن حكوماتها ورئيسها كان أكاديميا أو أن طاقم الحكومة فيها كان جامعيا .... قد يكون للأكاديمي والجامعي دورٌ في منصب ما أو خارج مناصب المسؤولية وقد يكُون له دورٌ فعال ووزنٌ ثقيل وكبير من دُون كونه مسؤول يُعينُ في منصب ما في مُختبره التجريبي أو تخريج طلبة أكفاء ...إلخ .
إن من قال أن حُلول مشاكل البلدان ونهضتها وتقدمها متوقفٌ على الأكاديميين ... شخصٌٌ يكذب ويخادع وكلامه هذا مجاف للحقيقة لأجل تحقيق هدف الظفر بمنصب أو استوزار وهذا الذي كان عندنا ... فوصل البعض من المحظوُظين وتخلف البعض الآخر من غير المحظوظين .... وستكشفُ لكم الأيام القادمة صدق هذا الطرح .... كل بلاد العالم يقُودها سياسيون بغض النظر عن مستواهم العلمي والثقافي أو الطبقات (الطبقة)المنحدرين منها إلا عندنا ... فالنُخبة الأكاديمية الجامعية عندنا خدعت الشباب وصورت له أن الحل عندها وهذا ما يكذبُه تاريخ الأمم والدول الغابرة والحديثة والمعاصرة ... فالدولة الأموية قادها معاوية ابن أبي سفيان ويزيد ابن معاوية ومروان ابن عبد الملك.. والعباسية قادها أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور ..ولم يكُونوا أكاديميين يعني بلُغتهم في ذلك الوقت لم يكُونوا علماء وعلماء دين رغم وجود عُلماء كُثر ... في الحديث والفقه وأُصول الفقه وعلم الكلام والفلسفة وحتى في العُلوم التجريبية والأسماء كثيرة بعدد النجوم والكواكب والمجرات في زمنهم وفي تلك الفترة المشرقة من تاريخ الأُمة العربية المجيدة الخالدة.
وهذا الكلام يُمكن اسقاطه على كل الحقبات التي سبقت هؤلاء في كُل بقاع الأرض ... وعلى الحقبات التاريخية التي تلت هؤلاء في عالمنا العربي والإسلامي وفي أماكن أخرى من العالم ... مرورا بالعصر الحديث وفي زمننا المعاصر .
أتوقع فشل الحُكومة إلا إذا ... في حالة واحدة ، ...
هناك من يعتقد أن أكبر عقبة للتغيير هي حزب البيروقراطية (حزب الإدارة ) واعتقد البعض أن ابعاده يمكن أن يُنجح مسألة المرحلة الانتقالية عندنا ... ولذلك فرحت كثيرا المعارضة وشباب الحراك عندما اُستبعد هذا الحزب القوي عن إدارة العملية الانتخابية في الرئاسيات الماضية والتي أفرزت رئيسا جديدا منتخبا و شرعيا .... وذلك بإنشاء السلطة المستقلة للانتخابات ... ولكن حزب الإدارة جزء من المشكلة وإبعاده عن الانتخابات بالاعتماد على سلطة انتخابات مستقلة قد يكون له تأثير في جزئية وهي الانتخابات لتجاوز المشكلة ليس كل المشكلة ولكن جزء من المشكلة المطروحة اليوم بقوة .
أعتقد أن أخطر حزب والذي سيُفشل أي تغيير سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي في الجزائر ... وسيُفشل كذلك مهمة الحكومة والتي على رأسها وزير أول منحدر من الحزب البيروقراطي (حزب الإدارة) هو حزب الذهنيات (وهو حزب شعبي كبير واسع الانتشار ينتمي له كل الشعب الجزائري ) . الجزائر شعبا ومؤسسات يُسيرها منذ الاستقلال وإلى اليوم حزب خفي مستتر يسمى بحزب الذهنيات وهو موجود في كل واحد منا : رجل الدين والعالم والطبيب والطالب والوزير وهلم جرا ، الكل والجميع يحمل هذا الحزب " المعنوي والنفسي " المتصلب في داخله والذي يصعب هزيمته أو إزالته ... ومشكلة الجزائر دولة ومؤسسات ومجتمع وأفراد هو في هذا الحزب الذي تسبب ويتسبب في تخلف الجزائر على كل الأصعدة منذ استقلالها وإلى اليوم وربما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ربما الله أعلم .
إن أي تغيير منشُود لا يمكن حصوله إلا بهزيمة هذا الحزب فينا ... فلو سقط هذا الحزب وتم حلُه والقضاء عليه فإن جزءا كبيرا جدا من مشاكلنا ستزول حتما ، وأن هزيمة هذا الحزب المعنوي لن تكون بأي حال من الأحوال من الخارج ولا بقرارات من الدولة ... وإنما من داخلنا ... بمعنى أنه ينبغي على كُل واحد منا أن ينطلق من ذاته بالغوص فيها للقضاء عليه بالقضاء على كل السُلوكيات الشاذة والمستهجنة والمرفُوضة التي لا تخدم مصالح الأفراد والمجتمع وما أكثرها .
مهما قدمت وفرضت الحكُومة من قرارات مُلزمة في كل المجالات وعلى كل المُستويات ، ومهما تم التهديد بتطبيق القانون فإن ذلك لن يكون مجديا ونافعا في احداث التغيير الذي ينشدُه الناس (الحزب الذي هزم الكل) ، فالتغيير أي تغيير مهما كان نوعُه والذي يرمي إلى الأفضل والأحسن لن يتأتى إلا من خلال تغيير الذهنيات المتصلبة التي تُعبر عن المُمارسات والسُلوكيات السيئة والمُشينة التي تضُر بالمجتمع وبمصالح الناس والتي كان من نتائجها فقدان الثقة بين أفراده وجماعاته أي بين المُواطنين والسُلطة ، ولذلك فالتغيير يكُون بهزيمة حزب الذهنيات المُتصلبة المُتخلفة ودُون ذلك فالأمر لا يخرُج عن كونه عبث وتضييع للوقت وإطالة للأزمة التي وإن خفت وطأتها اليوم فلا ندري ماذا سيكُون شكلها وشدتُها وقوتُها في المستقبل وأي المآلات ستُوصلنا إليها .


بقلم : الزمزوم
هذا الكلام في زمن سيدك لما كانت تحكمنا اهواء الويسكي وعقلية الدشره والعرش و المصلحه والنهب والخيانه عصر الكادر والجاهليه الاولى يا زمزوم يوم كنتم تركعون وتسجدون لغير الله وانتم تدرون









رد مع اقتباس