منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-03-22, 04:47   رقم المشاركة : 222
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أتاني جبريلُ ، فقال : يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّتٌ

وأحبِبْ ما شئتَ ، فإنك مُفارِقُه

واعملْ ما شئتَ فإنك مَجزِيٌّ به

واعلمْ أنَّ شرَفَ المؤمنِ قيامُه بالَّليلِ

وعِزَّه استغناؤه عن الناسِ


السلسلة الصحيحة 831

هذا الحديث الشريف اشتمل على وصايا عظيمة

وجمل نافعة، من هذا الملك الكريم جبريل

- عليه السلام –

ينبغي أن نقف عندها وقفة تأمل وتدبر.

فقوله: عش ما شئت: أي مهما طال عمرك

في هذه الحياة فإن الموت نهاية كل حي ومصيره

كما قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ

وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ

وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ

وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]

وقال تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ *

ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ [الزمر: 30، 31].

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما

من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -

قال: أرسل ملك الموت إلى موسى

- عليه السلام - فلما جاءه صكه

والمفهوم من الحديث أنه ضربه على عينه فأخرجها.

فرجع إلى ربه فقال:

أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله إليه عينه

وقال ارجع إليه و قل له: يضع يده على متن ثور

فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة

قال: أي رب! ثم ماذا؟

قال: ثم الموت قال: فالآن

فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

فلو كنت ثم لأريتكم قبره

إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر.


صحيح البخاري (1339)، وصحيح مسلم (2372).

ومن فوائد قوله: "عش ما شئت فإنك ميت":

أن يعلم المؤمن أن الموت قد يأتيه بغتة

وهو في غفلة عنه، قال تعالى:

﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ

الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ

وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا

وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11].

فينبغي للمؤمن أن يكون على استعداد للقاء ربه

ولا يغتر بالحياة الدنيا، قال تعالى:

﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ

وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 5].

وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا

وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33].

وقوله: "وأحبب من أحببت فإنك مفارقه"

أي أحبب من شئت من زوجة أو أولاد

ومال ومنصب، وجاه، وغيرها

من متاع الحياة الدنيا فإنك عما قريب ستفارقها.

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما

من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه –

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان

ويبقى معه واحد، ينبعه أهله وماله وعمله

فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله"


حيح البخاري (6514)، وصحيح مسلم (2960).

ومن فوائد الجملة السابقة: الاستعداد لفراق الأحبة

حتى إذا وقع يكون يالمؤمن

قد تأهب لذلك فيخف وقعه عليه.

ومنها: أن يهتم المؤمن للرفيق الذي لا يفارقه

في الدنيا والآخرة وهو عمله الصالح.

قوله: "واعمل ما شئت فإنك مجزي به"، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *

وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].

وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ

مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ

مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123].

وقال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ

فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ

بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

وقد ذكر الله بذلك فأعظم الذكر

فانظر إلى قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ

إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع