منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-04, 17:13   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


س:كثير من النسوة لا شغل لهن إلا الحديث عن النّاس وعن أمورهم الخاصة في غيبتهم، فماذا يقال لهن ولأمثالهن من الرجال؟
ج: إن حصائد اللسان قد يرفع العبد إلى أعلى الدرجات،وقد يهوي به في أسفل السافلين.عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى فيه وقال:"الصمت إلا من خير،فقال له معاذ:وهل نؤاخذ بما تكلمت به ألسنتنا؟فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ معاذ،ثم قال:"يا معاذ ثكلتك أمك،وهل يكب النّاس على مناخرهم في جهنم إلاّ ما نطقت به ألسنتهم...فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت عن شر،قولوا خيرا تغنموا واسكتوا عن شر تسلموا"(1).
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات،وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم"(2).
والغيبة أو ذكرك أخاك بما يكره من أخطر آفات اللسان التي يجب أن يتجنبها المسلم، قال صلى الله عليه وسلم:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"(3).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمن قال:"أتدرون ما الغيبة؟قالوا:الله ورسوله أعلم،قال:ذكرك أخاك بما يكره،قيل:أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟قال:إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته،وإن لم يكن فيه فقد بهته"(4).قال النووي في شرح مسلم"بهته":بفتح الهاء مخففة،قلت:فيه البهتان:وهو الباطل.
فالغيبة محرمة قليلها وكثيرها،فعن عائشة رضي الله عنها قالت:"يارسول الله،حسبك من صفية كذا وكذا،قال أحد الرواة تعني قصيرة،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته !"(5).
وعن ابن عمر قال:صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع:"يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه،لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم،فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته،ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"(6).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم،فقلت:من هؤلاء يا جبريل؟قال:هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم"(7).
نسأل الله أن تكون هذه الأحاديث سببا في توبة وإقلاع الجميع عن هذا الفعل،لما يترتب عليه من العذاب الشديد يوم القيامة.ومن المؤسف أن الغيبة في زماننا فاكهة لكثير من النساء إلا من رحم ربي وقد قال عز وجل:" وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ"سورة الحجرات:12،ولا يستثنى من تحريم الغيبة إلا ما رجحت مصلحته.والصور المستثناة منها مجموعة في قول الشاعر:
الذمّ ليس بغيبة في ستة...متظلّم ومعرّف ومحذّر
ولمظهر فسقا ومستفت من...طلب الإعانة في إزالة منكر
.



(1):أخرجه الحاكم(4/286-287) وهو صحيح كما في" الصحيحة"(412).
(2):أخرجه البخاري(6477-6478) ومسلم(2988).
(3):أخرجه البخاري(10) ومسلم(41).
(4):رواه مسلم(2589).
(5): رواه أبو داود(4875) والترمذي(2632-2633) وهو صحيح أنظر صحيح الجامع(5140).
(6):رواه الترمذي(2032) وهو حديث حسن كما في "المشكاة"(5044).
(7):رواه أبو داود(4878) أنظر" الصحيحة"(5330).









رد مع اقتباس