منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الى ابناء سيدي علي بن يحي بغليزان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-11-01, 08:39   رقم المشاركة : 335
معلومات العضو
خالدي لعرج
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية خالدي لعرج
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse الحسينيين في الجزائر (2)

الحسينيين في الجزائر (2)
بعد مقتل الحسين رضي الله عنه لم يبقى من أبنائه الا زين العابدين الذي نجاه الله وجعله سببا في استمرار نسل والده الحسين اذ يعتبر الاب الثاني للحسينيين في العالم، وهناك مفارقة تاريخية فرضها السياق في تناول هذا الموضوع ربما كانت حكمة من الله وعناية منه لأنه سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهذه حكمة وآيات يبديها الله في بعض خلقه حيث اخذ هذا الامر مأخذ ما يعرف في الاصطلاح العلمي الحديث شكل الظاهرة تاريخية التي نراها تكاد تتكرر في حياة الرسول الله صلى الله عليه وسلم بداية من جده إسماعيل عليه السلام بل وحتى جده إبراهيم عليه السلام الذي نجاه الله من الحرق والتي اظهرها الرسول في حديثه لما قال" انا ابن الذبحين " الذي يقصد بهما صلى الله عليه وسلم والده وجده إسماعيل عليه السلام اما إسماعيل عليه السلام فانتهت بتوفيق إسماعيل وابوه ابراهيم في الامتحان فاكرمهم الله كما قال في كتابه الكريم " وفديناه بذبح عظيم " في اختبار عظيم لسيدنا إبراهيم عليه السلام والنتيجة ذلك وثمرته نجاة إسماعيل واستمرار نسله ونسبه الذي خلف فيه خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم واما والد الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله فكانت مقابل نجاته من الذبح مائة ناقة وهنا تدخلت العناية الالهية مرة اخرى وابقت بالتالي على محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وذريه , لم يتوقف هذا المشهد التاريخي الكبير عند والد الرسول عبد الله بل تواصلت العناية الإلهية لتشمل حفيده سيدنا الحسين رضى الله عنه لكن هذه المرة تجسدت في الآية الكريمة " وجعلنا ذريته هم الباقون " لما حفظ الله نسل الحسين بنجدة سيدنا علي زين العابدين من مذبحة كربلاء ولولا عناية الله لانقرض نسل الحسين بشكل كلي
ان سورة الكوثر لا يمكن ان نقرأها بمعزل عن سبب نزولها رغم ان علماء التفسير قالوا ان الكوثر هو نهر في الجنة اكرم الله به رسوله , فسياق وسبب نزول السورة هي ان كفار قريش نعتوا الرسول صلى الله عليه سلم بالأبتر أي لم يترك الذكر يخلد نسله فجاء رد الله عليهم مخاطبا رسوله انه أعطاه الكوثر وربطا للسورة بسبب نزولها فان الكوثر كما جاء في اقوال وتفاسير العلماء هي كثرة الذرية وهذا ما نراه اليوم مشاهدا في انتشارهم في كامل اصقاع الأرض
لقد اضحى واجبا دينيا ملحا قبل ان يكون واجب العلمي اكثر الحاحا القيام بأولى الخطوات في اتجاه تخليص او فك الرباط النكد والجائر القائم بين تاريخ الحسينيين وبعض الذهنيات المذهبية والسياسية التي يحملها بعض المؤرخين والتي جردت تاريخ الحسينيين من محتواه الواقعي المجرد وجعلت منه شعارات وقواعد وأصول من هذا المذهب او ذاك او يافطات ذات ابعاد سياسية حولت الحركة التاريخية لهؤلاء الى منهج ديني واعتقادي اضفى على الوقائع والاحداث التاريخية كثير من القداسة وتحول من تاريخ الى دين يقتدى والاعتقاد يصدق بل وفي بعض جوانبه الى مرتبة الوحي المنزل من السماء مما صعب الامر على المؤرخين الحياديين الموضوعيين في تناول احداثه بالنقد او اخضاعه للنظر والتصحيح والتحليل شأنه شأن كل الوقائع والاحداث التاريخية الأخرى
لم يعد التعداد القليل من الحسينيين من الذين حلوا بالمنطقة المغاربية وحده عاملا مباشرا وحقيقيا وراء شح الكتابات التاريخية و التدوينات بشأنهم إضافة الى عوامل حقيقية اخرى فقد تبين ان عوامل مرافقة مرتبطة بهذا العامل زادت من هوة هذا الاشكال لقد دخل ادريس الأكبر الى المغرب وكان ذا شأن كبير في موطنه وكثير من الحسنين من أبناء عمه الاخرين لهم نفس الشأن من المكانة والسلطان وهم شخصيات بارزة انتقلوا الى الأرض المغرب العربي مما جعل الأضواء مسلطة عليهم أينما حلوا وارتحلوا متتبعة مسارهم ومترقبة احوالهم فما كان من الأقلام الا ان تناولت تاريخهم وخلدت مآثرهم وهو ما يندر توافره في الشخصيات التي حلت بالمنطقة من فرع الحسيني مما جعل بعضا من الحسينيين يلحق نفسه بالفرع الحسني سعيا منهم لاستفادة من الحماية تحت مضلة من اشتهر من الحسنيين من أبناء عمومتهم ومحاولة كذلك لرفع الشبه التي علقت بتاريخهم من طرف من استغل قضيتهم من الروافض










رد مع اقتباس