السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اختي رنيم وبارك فيك
بخصوص درس الدكتور ايمن السويد حفظه الله
بما أن الرابط لا يعمل نقلت لكن تفريغ الدرس نفعني وايام بالعلم النافع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، أخواننا الكرام نتابع حديثنا عن أحكام النون الساكنة والتنوين، وكنا قد تكلمنا في الحلقة الماضية عن الإظهار وكيفيته وحروفه.
واليوم نتكلم عن الحكم الثاني بإذن الله وهو الإدغام، نذكركم بتعريف الإدغام، فالإدغام كان العربي يقوم به في كلامه عندما يأتي في نطقه حرفين إما متماثلين أو متجانسين أو متقاربين في بعض الأحيان، فمن جملة صور الإدغام المتقاربين.
الإدغام هو أن يستعمل القاريء المخرج يطبق عليه مرة واحدة ويرتفع المخرج مرة واحدة بدل أن يرتفع المخرج بضربتين على حرفين متواليين، فلذلك عرف علماءنا الإدغام فقالوا: الإدغام: هو إيصال حرف ساكن بحرف متحرك، بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً كالثاني يرتفع المخرج عنهما إرتفاعة واحدة، نرى ذلك على الشاشة من درسنا اليوم.
الإدغام في اللغة: الإدخال، وهو مأخوذ من قول العرب ( أدغمت اللجام في فم الفرس )
وفي الاصطلاح: هو إيصال حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً كالثاني، يرتفع المخرج عنهما إرتفاعة واحدة.
هذا هو تعريف الإدغام التعريف العام أما في أحكام النون الساكنة والتنوين فإن العرب كانوا إذا أتت النون الساكنة أو التنوين وبعدهما حرف من حروف ( يرملون )، واحد من هذه الستة،( ي،ر،م،ل،و،ن )، إن أتى واحد من هذه من هذه الحروف بعد النون الساكنة أو التنوين فإنهم كانوا يدغمون النون الساكنة في الحرف الآتي بعدها على كيفيات سنتعرض لها الآن.
نحن نعلم بأن النون الساكنة فيها غنة، فعندما ندغم النون في الحرف الذي بعدها هل تذهب هذه الغنة أم تبقى؟ حروف يرملون من هذه الزاوية، تنقسم إلى قسمين، أربعة حروف إن أدغمنا النون الساكنة فيها تبقى الغنة حروف ( ينمو )، وفي بعض الكتب يقولون( يومن )، والحرفين الآخرين هما ( ل، ر )، فإن النون الساكنة أو التنوين إذا أدغما في اللام أو الرا، أدغما كليا ولم يبق للغنة أثر، هذا في مشهور الأحكام الذي يعرفه أغلب الناس، أما عند القراء فيمكن أن تبقى الغنة ولكن من طرق ليست مشهورة بين عامة الناس، هذا الذي قلته من تقسيم حروف الإدغام، نستطيع أن نلحظه في اللوحة التالية التي تبين ذلك.
الحكم الثاني من أحكام النون الساكنة والتنوين، لإدغام تدغم النون الساكنة والتنوين إذا أتى بعدهما حرف من أحرف ( يرملون )، وهو الإدغام، قسمان، أولاً إدغام بغنة وذلك في أحرف ( ينمو )، والثاني إدغام بلا غنة وذلك في حرفين، ( اللام والراء ).
سبق يا أخوتي، أن نبهنا أن أحكام النون الساكنة والتنوين تكون في كلمة وفي كلمتين، لكن في هذا الموضوع بالذات نستثني حالة، بالنسبة للإدغام بغنة وهو حروف ينمو التي مرت معنا، يجب أن تكون النون في كلمة وحرف الإدغام في أول الكلمة التي تليها، أما التنوين فمن الطبيعي أن يكون التنوين آخر الكلمة الأولى وحرف الإدغام في الكلمة الآتية، لكن إن اجتمعت النون والواو أو النون والياء في كلمة واحدة فلا إدغام ويبقى الأمر على الأصل وهو الإظهار، جاء ذلك في أربع كلمات في القرآن العظيم، وهما كلمة( قنوان)، (صنوان)، (الدنيا).
نلاحظ ذلك في اللوحة التالية التي تبين هذه الحالة الخاصة، تنبيه، لا تدغم النون الساكنة بالواو أو الياء إذا اجتمعا في كلمة واحدة، وذلك في ( قنوان)، (صنوان)، (الدنيا).
سبق يا أخوتي أن تكلمنا، في مخارج الحروف وبينا أن النون هذا الحرف هو عبارة عن جزئين مجموع هذين الجزئين يشكل حرف النون، ما هما الجزءان؟ جزء لساني وهو أن يقرع طرف اللسان ما يحاذيه من غار الحنك الأعلى يصاحب هذه الضربة هذا الاصطدام، يصاحبه غنة من التجويف الأنفي تكون مع هذا الجزء اللساني.
فالنون إذاً جزءان جزء لساني وجزء خيشومي وهو الغنة، عندما ندغم النون في حرف من أحرف يرملون ما الوضع؟ إن كان الإدغام في حروف ينمو فإن الغنة باقية، إذاً ما الذي يدغم من النون ؟ يدغم من النون الجزء اللساني فقط، بدل من أن نقول ( من ولي )، ونقرع مخرج النون نقول ( مِوَّلي )، فنذهب إلى مخرج الواو مباشرة ولكن يصاحب ذلك الغنة التي هي في النون المدغمة، فلا تدغم الغنة بل نمطها ونطولها تعويضاً عن جزء النون الذي تحول إلى واو، فنقول ( مِوَّلي )، ولا نقول ( من ولي )، لا نظهر النون هكذا.
إذاً هذا هو الإدغام بغنة لا بد من بيان الغنة وهنا أنبه بعض أخواننا وخاصة المبتدئين منهم، يقول بعضهم، ( من ولي )، فيأتون بواو محضة ليس معها غنة من الخيشوم، هنا يا أخوتي عند الإدغام بغنة يخرج صوتان في آن واحد، واو من الشفتين وغنة من الخيشوم، مجموع هاذين الصوتين يشكل النون المدغمة في الواو(مو)، من الخيشوم تخرج الغنة ومن الشفة تخرج الواو )، يبدأان معاً وينتهيان معاً، بعض إخواننا يقول: (مو)، يبدأ بواو ثم يتبعها غنة، فلا بد من أن يبدئا معاً وينتهيا معاً، ولا يطغى صوت على صوت يعني خمسين في المئة واو وخمسين في المئة غنة، هذا أمر دقيق أرجو أن ننتبه إليه.
نلحظ على الشاشة، وضع النون الساكنة بجزأيها حالة الإدغام بنوعيه
الأمور التي نريد أن نتحدث عنها هي الجزء اللساني والغنة ونأتي بمثال، وذلك في نوعين الإدغام بغنة والإدغام بلا غنة، ما وضع الجزء اللساني في الإدغام بغنة؟ مدغم الجزء اللساني مدغم في الإدغام بغنة ما وضع الغنة؟ الغنة مظهرة إذاً، الجزء اللساني مدغم والغنة مظهرة مثال على ذلك ( من ولي )، لا حظوا بأن الجزء اللساني من النون انعدم وتحول إلى واو وأن الغنة قد بقيت، ما الوضع في الإدغام بلا غنة بالنسبة للجزء اللساني؟ الجزء اللساني في الإدغام بلا غنة، مدغم، ما وضع الغنة يا ترى؟ الغنة أيضاً مدغمة إذاً لم يبق من النون شيء ما مثال ذلك؟ ( من ربك )، إذاً نلاحظ أنه لم يبق من النون شيء، وأن النطق قد صار براء مشددة، نأتي الآن ببعض الأمثلة في اللوحة، على إدغام النون الساكنة والتنوين في أحرف ( ينمو )، لأن الأمثلة دائما توضح القاعدة.
نلاحظ ذلك على اللوحة التالية، أمثلة على الإدغام بغنة للنون الساكنة والتنوين نريد أن نتحدث عن أربعة أحرف النون والميم والياء والواو، وذلك مثال على النون ومثال على التنوين، نريد مثالاً على النون ( ولن نشرك)، لا حظوا بأن النون الأولى قد صارت مع النون الثانية نوناً واحدة مشددة، مثال التنوين ( شيءٍ نكر )، أيضا أدغم التنوين في النون من نكر، فصارا نوناً واحدة مشدة لذلك شددت النون من نكر، ما مثال الميم؟ ( من مال الله )، لا حظوا أننا ننتقل من الميم الأولى إلى الميم الثانية مشددة، ما مثال التنوين؟ ( خيرٌ من )، أيضا انتقلتا من الراء المضمومة إلى الميم التي بعدها فتحول التنوين إلى ميم ثم أدغمت الميم في الميم، مثال الياء ( فمن يعمل )، لا حظوا بقاء الغنة ما مثالا لتنوين؟ ( خيراً يره ) أيضا غنة وياء في آن واحد مثال الواو ( من ولي )، ومثال التنوين ( شيءٍ وكيل )، ننتقل من همزة شيء إلى واو وكيل مع بقاء الغنة، هذه هي أمثلة إدغام النون الساكنة والتنوين في أحرف ينمو.
ونرى الآن في اللوحة التالية أمثلة إدغامها، في الحرفين اللذين تدغم النون والتنوين فيهما، بلا غنة، و هما اللام والراء، نلحظ ذلك ونتدرب عليها، أمثلة على إدغام النون الساكنة والتنوين بغير غنة، الحرفان اللذان نتكلم عنهما هما اللام والراء وذلك بالنسبة للنون الساكنة وبالنسبة للتنوين، مثال إدغام النون الساكنة في اللام، ( من لدنه)، لاحظوا انتقلنا من الميم إلى اللام مباشرة وننطق لاماً مشددة ولم يبق من الغنة شيء، مثال التنوين ( فتنة لهم)، أيضا العمل نفسه ننتقل من التاء إلى اللام المشددة ولم يبق من التنوين شيء، مثال الراء ( من ربك )، ومثال التنوين عند الراء ( غفورٌ رحيم ).
هذا هو درسنا أمره بسيط كله عبارة عن إدغام النون الساكنة والتنوين في هذه الأحرف الستة يرملون.
علماءنا جزاهم الله عنا خيراً، وضعوا لنا علامة في المصحف نعرف من خلالها هل هذا إدغام أم لا، وإن كان إدغاماً هل هو بغنة أم لا؟ بالنسبة للنون الساكنة إن كان الإدغام كاملاً يعني يتحول الأول إلى الثاني تماماً، يجردون النون الساكنة من الحركة ويشددون الحرف التالي، فإذا مرَّ معنا في التلاوة نون ليس عليها حركة و الحرف الآتي بعدها، عليه حركة وشدة فمعنى هذا أن النون هذه قد أدغمت في الحرف الذي بعدها إدغاماً كاملاً، نلحظ ذلك في اللوحة التالية ونرى الأمثلة.
علامة الإدغام الكامل، للنون الساكنة في أحرف ( ن، م، ل، ر )، عدم وضع السكون على النون مع تشديد الحرف التالي نحو
ولن نُّشرك)، لا حظوا أن النون من ولن ليس عليها حركة، وأن النون من نشرك عليها شدة وضمة،( من مَّال)، أيضاً النون قد جردت، من الحركة وقد شددت الميم في كلمة مال، (من لَّدنه)، النون ليس عليها حركة واللام عليها شدة وفتحة، (من رَّبك)، أيضاً النون قد جردت من الحركة والراء قد وضع عليها شدة وفتحة، هذا علامة الإدغام الكامل بالنسبة للنون الساكنة، فما علامة الإدغام الكامل بالنسبة للتنوين؟
قام علماءنا باصطلاح، نحن مر معنا في الإظهار أن التنوين أن تكون حركتاه أي الضمتين أو الفتحتين أو الكسرتين متراكبتين، هذا بحالة الإظهار، أما هنا في الإدغام فاصطلح العلماء أن لا تكون الحركتان فوق بعضهما تماماً، وإنما يتتابعان تأتي إحداهما والأخرى بعدها بقليل تتابع الضمتان وتتابع الفتحتان وتتابع الكسرتان، هذا التتابع مع تشديد الحرف التالي يدل على إدغام التنوين في الحرف الآتي إدغاماً كاملاً، سواء كان بغنة أي في الميم والنون أو بغير غنة في اللام والراء.
نلحظ ذلك من خلال اللوحة، التالية التي تبين حالة التنوين، إذاً علامة الإدغام الكامل للتنوين في أحرف النون والميم واللام والراء، تتابع الحركتين هكذا، كما نرى على الشاشة، الضمتان وتتابع الفتحتان وتتابع الكسرتان، مع تشتديد الحرف التالي نحو، (خير من)، (خيراً لكم)، (شيئ نكر)، هذا علامة الإدغام الكامل.
علامة الإدغام بالنسبة للنون الساكنة إذا كان في الواو والياء، يعني بقيت الغنة لم تتحول النون إلى ياء، مئة بالمئة، ولم تتحول إلى واو مئة بالمئة وإنما الذي تحول منها كما أسلفنا الجزء اللساني فقط علامة ذلك بالنسبة للنون تجريد النون من حركتها ولكن من غير تشديد الحرف التالي، إذا رأينا نوناً مجردة من الحركة وبعدها واو أو ياء فهذا دليل على إدغام هذه النون في الواو والياء بغنة أي ليس إدغاًما كاملاً.
نلحظ ذلك من خلال اللوحة التالية التي تبين علامة الإدغام الناقص، نرى على الشاشة علامة الإدغام الناقص للنون الساكنة في حرفي ( و، ي )، عدم وضع السكون على النون مع عدم تشديد الحرف التالي نحو ( من ولي )، لاحظوا بأن النون ليس عليها حركة ليس عليها سكون والواو ليس عليها شدة، أما الإدغام هنا ناقص كما أسلفنا، (فمن يعمل)، أيضاً هنا النون ليس عليها سكون، ويعمل ليس عليها شدة، هذا بالنسبة لعلامة الإدغام الناقص للنون.
فما علامته بالنسبة للتنوين؟ قلنا منذ قليل تتابع الحركتين مع تشديد الحرف التالي علامة الإدغام الكامل، الآن نقول تتابع الحركتين مع عدم تشديد الواو والياء الآتيان بعد التنوين دلالة على إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء إدغاما ناقصاً تبقى فيه الغنة.
نلحظ ذلك في اللوحة الأخيرة، علامة الإدغام الناقص للتنوين في حرفي ( و، ي)، تتابع الحركتين هكذا كما مر معنا في الإدغام الكامل، مع عدم تشديد الحرف التالي، وذلك نحو: (سنةٌ ولا نوم)، لا حظوا أن الضمتي في سنةٌ، متتابعتان، والواو ليس عليها شدة، (شيءٍ وكيل)، الموضوع نفسه الكسرتان تحت الهمزة متتابعتان، الواو لا شدة عليها، (وجوهٌ يومئذ)، ( خيراً يره ).
هذه أمثلة الإدغام بالتنوين عندما يكون ناقصاً، في حرفين، وهما الواو والياء، إذاً ليس بحثنا طويلاً أنا كثرت الأمثلة، حتى الأمور تكون واضحة، وإلا هما كلمتان النون الساكنة تدغم في ستة أحرف يرملون، وهي قسمان بغنة في ينمو وبغير غنة في اللام والراء، هذا هو درسنا مختصر بسيط أسأل الله عز وجل أن يفهمنا إياه وأن يعيننا على تطبيقه.
ونرجئ بقية أحكام النون الساكنة والتنوين إلى الحلقات القادمة بإذن الله تعالى وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى صحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين