(69)
أركضُ ، فتركضُ المسافة ، ويقف الغبار أمامي ، كاللحظة البائرة ، يتلوى كالأفعى حول قامتي المتهالكة ، ينسج فوق وجهي خيوطهُ كالعنكبوت ، فلا أرى الا الرمل ، يتهدلُ من جفوني ، مشكلاً كالأرضة مسارباً من طين .
....................
أقفُ كالتمثال المشيد من رخام ، ثم أبلتهُ ويلات السنين ، فذهب عنه لونه ، وتآكلت أطرافه ، وتثقّبَ جسده البلوري ، من صخب الريح ، وعبث العواصف المجنونة .
....................
عدتُ كالثرى ، أشبهه حد التمازج ، يتوحد معي ، في جسدي ، نشبهُ إنساناً قديم .
مصلوبٌ في خشب الوقت ، في تلك اللحظة البائرة ، مني يجفلُ الطير ، كلما اهتزتْ يدي ، لتقبض بعضي المتساقط ، أو تسند قامتي المتهالكة .
يتبع...