منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أولوية الاهتمام بالتعليم القرآني
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-09-30, 01:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الأمير
مُؤسِّس الموقع
 
الصورة الرمزية الأمير
 

 

 
الأوسمة
وسام الامير المميز المدير المثالي 
إحصائية العضو










افتراضي أولوية الاهتمام بالتعليم القرآني ...تابع


ثالثا: صيغة الحلقة القرآنية

[align=center][/align]

أمّا طريقة الحلقة القرآنية فنلخصها كالتالي:

1- التوقيت: يستغرق المسار التعليمي للحلقة الواحدة أربع سنوات دراسية تبعا لأرباع المصحف الشريف. (ينظر الجدول رقم 3)

- تضم السنة الدراسية 46 أسبوعا: مطلعها الأسبوع الافتتاحي ويقتسم الباقي على خمس ثنائيات دراسية متساوية.
- قوام الثنائية شهران كاملان أو تسعة أسابيع، بحيث يخصص منها الأسبوع التاسع للاستدراك الشامل.
ويعتبر يوم الجمعة يوم الراحة الأسبوعية.

- يشمل التوقيت اليومي ثلاث حصص ذات 90 دقيقة، توزع كالتالي:
- الحصة الأولى (الإعدادية) للفوج رقم: 01، توقيتها: 8 - 9 والنصف.
- الحصة الثانية (الإعدادية) للفوج رقم: 02، توقيتها: 11 - 12 والنصف.
- الحصة الثالثة (التجميعية) للفوجين معا، توقيتها:5 والنصف - 7 فيكون الحجم الساعي للتلميذ -يوميا- 03 ساعات، وللمعلم: 4.5 ساعة.
ويكون الحجم الساعي للتلميذ-أسبوعيا- 18ساعة، وللمعلم: 27 ساعة.
- لضبط حضور التلميذ والتعرف عليه -جيدا- يجب مسك سجل للقيد.


2-التلقين: يلقّن التلميذ يوميا نصيبا قرآنيا محدودا يدعى " بالمذكرة " يقدر بحوالي نصف الثمن (16/1من الحزب) خلال الحصة الإعدادية والتجميعية. ويمكن أن يدمجا في صيغة المدرسة المسائية.
- تعنى الحصة الإعدادية بحسن الأداء وجودة الترتيل ومحاولة الفهم، وتنقسم إلى مراحل متساوية تشمل المراجعة والترتيل والتدوير والحدر (جماعيا)، تتخللها القراءة الفردية والتعرض لمباني ومعاني محتوى المذاكرة القرآنية، كما تعنى الحصة التجميعية بالتمكن من الحفظ والاستيعاب، وتشمل الاستدراك والاستظهار والمراجعة العامة.
- يراعى في عملية التلقين: الاعتماد على المصحف، وتطبيق أحكام التجويد وعلامات الوقف مع التحـلّي بـآداب التـلاوة (طهارة - ترتيل - تدبر)، واستعمال ما أمكن من الوسائل السمعية البصرية. (كالحاسوب مثلا).
- يجب أن يتصرف في حجم المذكرة والتوقيت نزولا عند مقتضيات موضوعية، وقد تكون في شكل حلقة مسائية (بين المغرب والعشاء) تيمّنا بقوله ((ما اجتمع قوم... )) الحديث.


3- المميّزات:
- اعتبار الأداء الجيد والإطلاع الحسن أثناء التعامل مع كتاب الله.
- الانسجام مع طرق التدريس المطبقة على بعض أنشطة اللغة العربية.
- مراعاة تنظيم الوقت وضبط عمل التلميذ والمعلم مما يتطلب الجد والاجتهاد منهما أملا في حفظ وتحفيظ وفهم كلام الله تعالى، وهذا التوقيت يقترح على مديري الابتدائيان الراغبين في احتضان كتاتيب بمدارسهم لتخفيف عبء التوفيق بين توقيت المدرسة والكُتَّاب.
وبالإمكان إدماج هذه الصيغة في المؤسسات ذات النظام الداخلي (كالزوايا... بتبني التوقيت المعروض في الجدول رقم 05.)


[align=center]الخاتـــــــمة[/align]

إنّ تطوير التعليم القرآني أضحى يطرح نفسه بإلحاح وحِدّة على هذه الأمة المحسوبة على الإسلام، إنْ هي أرادت -فعلا- أن تلتحق بركب خيِر أمةٍ أخرجت للناس، ولا نحسب ذلك إلاَّ يسيرا على أنظِمَةٍٍ ٍدينها الإسلام، فيكون من البداهة بمكان، أن تظفر بالأولوية المحافظة على هذا التراث العظيم وتيسير تناوله وممارسةِ تعاليمه مع أن هذه المحافظة، وهذا التيسير مكتوب لهما البقاء - أبدا - لقوله تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )[الحجر:9]، وقـوله: ( وَلَقـَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكـــــِر)[القمر:15]. ولكن كُتِب شرف هذه الصيانة للأمّة المحمدية... فهل آن لنا الأوان أن نصطلح مع خطاب خالقنا، ونتلوه حق تلاوته، بأن تتكافأ فيها حظوظ اللسان أداء، والعقل إمعانا، والهمّة تعلُّقا، والوجدان تدبُّرا، والنفس امتثالا. تلاوة تكون روحَ تنظيِرنا، وتصوُّرنا سواء في برامجنا التربوية أو الإعلامية أو التثقيفية أو السياسية.

تلاوة تَقينا شرَّ غِوايةِ الغاوين، وتعدو بنا إلى انتشال المحرومين، لا سيما ونحن في دهر عزَّتْ فيه الفضيلة وندرت فيه السعادة، وأصبح الخير فيه يمثِّل الاستثناء، دهر ساده تأزُّمٌ نفسي، وطبعه خواء روحي، وميّزه تغْييبٌ للضمير فنهيب بالدولة التي أنعم الله عليها بدين لا إكراه فيه، ولا محيد عنه، ولا مساومة به، أن تعمل على النهوض الحقيقي بهذا النوع من التعليم لنودِّع إلى الأبد هاجس انخفاض المستوى الفكري والأخلاقي للأجيال المتلاحقة، ونستعيد -بالتدرُّج- ما سُلب منّا من أسباب العزِّ ووسائل التمكين وإن نحن صرفنا وجهتنا عن هذا المنبع الأصيل وهذا الحرم الآمن نكون قد تركنا تربيتنا ضحيّة للاختلال وتعليمنا فريسة للاعتلال ووطننا نهبا للاحتلال.

وأملي أن لا يكون هذا الطرح البسيط صيحة في واد، بل أتمنّى أن يعتبر إثراءً لشرح النصوص القانونية التي سبكت ملمح المدرسة القرآنية، وإثارةً لمشاريع قانونية قد تنادي باعتبار التعليم القرآني أحد مقوِّمات المنظور التربوي الشامل، تطلُّعا إلى التأسِّي بالمجتمع الرِّسالي الذي لا يصلح آخره إلاّ بما صلح به أوّله، وهي منزلة لا تُنال إلاّ بأن نتعلّم القرآن ونعلِّمه ونعمل به، ((فمن عمِل به أُجر، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم))

والله نسأل أن يوفقنا إلى ما فيه صلاحنا دينا ودنيا وصلى الله على سيدنا محمد وبارك وسلم تسليما وعلى آله وصحبه والتابعين.


[align=center][/align]

[align=center][/align]