منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ماذا عمل النظام السعودي لنصرة الثورة السورية؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-29, 23:30   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


هذا التوثيق التاريخي سيضع البعض أمام المرآة ليكشتف نفسه وإيمانه بالمباديء : هل تخون قناعاتك ؟ أم مؤمن بها إلى حد الموت ؟

سقوط الخلافة العثمانية شبيه بسقوط الخلافة العباسية.
ابن العلقمي الشيعي الذي وضع يده بيد التتر للقضاء على الخلافة الإسلامية العباسية يوصم بالخيانة ؛ ليس في ذلك شك.
ولكن ماذا عن ابن العقلمي "السني" الذي وضع يده بيد البريطانيين للقضاء على الخلافة الإسلامية العثمانية ؟
أتمنى أن يتصف البعض بالجرأة والقدرة على مواجهة الحقائق ليسأل نفسه : هل للخيانة بُعد طائفي ؟ أو بعد تنظيمي يخص جماعة دون أخرى ؟
لا تستعجل .... المقال موثق ؛ بحث أكاديمي صارم ؛ وليس ( شالابالا ...كعور ومد للعور )
اقرأ كيف ساهم الضابط البريطاني شيكسبير و معه بيرسي كوكس في هدم كيان الدولة الإسلامية العثمانية بتعاون من علاقمة العالم السني وأمراء كيانات تدعي حماية التوحيد : مبارك آل الصباح وابن سعود
هل لديكم الجرأة لتدينوا الخيانات المتكررة في تاريخنا الإسلامي السني دون أن تبدأوا في البحث عن معاذير واهية لتبرير الخيانة ؟ وأن تجعلوا الخيانة خصيصة شيعية ؟ أو إخوانية .؟ صبعي وصبعك ونعض ؟؟
وقوف علماء الشيعة مع الدولة العثمانية في الوقت الذي خان أمراء السنة ينسف دعاوى اختصاص الطائفة الشيعية بالخيانة وإعطاء الخيانة بعدا طائفيا.
وأنت أكمل الباقي بخصوص تخوين الإخوان.

لنكن منصفين ؛ فالله أمرنا بقول الحق وبالإنصاف
أم أن الحق دون آل سعود ؟؟؟؟





بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى في أغسطس سنة 1914م، وفي شهر نوفمبر وافق مبارك الصباح أمير الكويت - مع أنه مازال موظفا عثمانيا - على الوقوف مع بريطانيا للهجوم على أم قصر، وصفوان، والبصرة، وتم إعلان الحماية البريطانية على الكويت بصورة رسمية، لتشكل الحرب العالمية بذلك منعطفا تاريخيا مهما في تاريخ المنطقة[1].

لقد سبق أن وعد البريطانيون عرب الجزيرة بأنهم إذا وقفوا مع انجلترا في هذه الحرب ضد الخلافة العثمانية (ستضمن انجلترا عدم حدوث تدخل داخل شبه الجزيرة العربية، وستقدم للعرب كل مساعدة ضد العدوان الخارجي...لقد كان ريجينالد وينغنيت - المندوب السامي البريطاني في مصر - يؤمن بتحريض القبائل في شبه الجزيرة العربية لمصلحة بريطانيا، وكان يحث على عامل فوري منذ بداية الحرب بهدف إغراء العرب بالابتعاد عن الدولة العثمانية وقد كتب بتاريخ 14 / 1 / 1915م إلى كلايتون قائلا: أخشى أن يكون العمل البريطاني قد تأخر طويلا حتى إني بدأت أشك في إمكانية نجاحنا الآن في فصل العرب عن العثمانيين).[2]
وقد رد مبارك بتاريخ 18/ 8 سنة 1914م على خطاب الوكيل السياسي البريطاني الذي أخبره باندلاع الحرب برسالة جاء فيها :
(وإني معكم ومعي جميع العشائر الذين رأيتموهم، وبكل اجتهادنا ورجالنا وسفننا تحت أمركم)!
كما رأت الخارجية البريطانية في سبتمبر ضرورة التحالف مع ابن سعود بشكل مباشر لمواجهة الدولة العثمانية على أرضها وعلى يد موظفيها في الجزيرة العربية، فأرسلت في شهر نوفمبر من السنة نفسها الكابتن شكسبير في مهمة سرية إلى ابن سعود للاتصال به شخصيا، ومرافقته للتأثير عليه ليقف مع الحلفاء، كما استخدمت مبارك الصباح أيضا لتحقيق هذا الغرض، وقد قام مبارك بإرسال رسالة بإملاء من الوكيل السياسي في الكويت إلى ابن سعود قال فيها:
(إن الدولة البهية - بريطانيا - تبغي منا ومنكم المساعدة الكاملة للتأثير في أصدقائنا وعشائرنا والقبائل التابعة لنا، وأن نعرّف شريف مكة وابن شعلان بغواية الدولة الجرمانية، وسترسل الدولة لكم الكابتن شكسبير المعروف عند العرب جميعا حتى يعرفكم بمقاصد الدولة البهية ونياتها، وهي تبغي منكم أنت والشيوخ المقيمين على شط البحر وساحل الخليج ألا تفعلوا شيئا من الحركات حتى بعد نشوب الحرب).[3]
وقد أجاب ابن سعود على رسالة مبارك بالوقوف مع بريطانيا بأن أمره تابع لأمر مبارك، وأنه لا يخالف أمره، وأن موقفه مع بريطانيا معروف، وأنه لا يتخذ أمرا إلا بعد إعلام وكيلها السياسي في الكويت[4].
وبهذا نجحت حكومة الهند البريطانية التي تدير شئون الخليج العربي وشرق الجزيرة العربية في ترتيب الأمور، كما نجحت في رهانها على دعم ابن سعود، قبل حكومة لندن ومندوبها السامي في القاهرة والخرطوم، الذي كان يدير شئون البحر الأحمر وغرب الجزيرة العربية، وكان يراهن على الشريف حسين، وعلى حد قول فرومكين (لقد عبر ابن سعود لشكسبير، كما فعل عبد الله بن الشريف حسين في القاهرة، عن استعداده لكي تصبح إمارته دولة زبونة لبريطانيا .. وما إن نشبت الحرب حتى رأت الهند نفسها حرة في دعم صاحبها ابن سعود، ووجدت في الوقت ذاته أن القاهرة كانت تدعم منافسه في مكة، كانت الهند تعتقد أنه إذا ما انقلب العرب يوما على الحكومة العثمانية فيجب أن يقود هذه الثورة ابن سعود، ولكن في ديسمبر 12/1914م رأى نائب الملك في الهند أن عملا كهذا سابق لأوانه، بينما اتخذ كيتشنر وأتباعه في الخرطوم نظرة معاكسة فتطلعوا إلى الشريف حسين باعتباره حليف بريطانيا الهام) [5].
وقد أدى ذلك إلى اعتقاد حكومة الهند البريطانية - التي تدعم ابن سعود - بأن أشد أعدائها خطرا عليها ليس الألمان، بل المسئولين البريطانيين في مصر الذين مضوا في حبك مؤامراتهم في مكة مع الشريف حسين، بوعدهم إياه بالخلافة بعد ثورته على الدولة العثمانية، وهو ما سيثير المسلمين في الهند - الذين يبلغ تعدادهم سبعين مليونا - والذين يرفضون الاعتراف بأي خليفة سوى الخليفة العثماني، كما يرفض حلفاؤها كابن سعود وخزعل ومبارك مثل هذا الاعتراف للشريف حسين، بل أكدوا لها بأن موضوع الخلافة كله لا يعنيهم، ولا تهمهم إطلاقا في حال سقوطها[6].
لقد كان الصراع خفيا بين حكومة الهند البريطانية التي تتولى شئون الخليج العربي وشرق الجزيرة العربية وتدعم ابن سعود من جهة، ومكتب المندوب السامي البريطاني في القاهرة الذي يتولى شئون غرب الجزيرة العربية ويدعم الشريف حسين من جهة أخرى!
لقد مضت حكومة الهند البريطانية في حشد حلفائها في شرق الجزيرة العربية للوقوف مع بريطانيا في الحرب العالمية الأولى، فقد وجه الميجر كوكس المقيم البريطاني في الخليج العربي رسالة إلى مبارك بعد شهر من رسالته الأولى جاء فيها:
(إن الحكومة البريطانية قد أمرتني أن أبلغ سعادتكم شكرها لولائكم ولعرضكم العون، وأن أرجوكم أن تهاجموا أم قصر وصفوان وبوبيان وتحتلوها، وعليكم بعد ذلك أن تحاولوا بالتعاون مع الشيخ خزعل والأمير عبد العزيز بن سعود وغيرهم من الشيوخ الموثوق بهم تحرير البصرة من يد الأتراك، فإذا لم تستطيعوا فعليكم أن تجروا الترتيبات إذا كان ممكنا للحيلولة دون وصول الإمدادات التركية إلى البصرة أو إلى القرنة إلى أن يصل الجنود البريطانيون ... وإن الحكومة البريطانية تتعهد بحمايتكم من كل ما ينجم عن هذا العمل، وتعترف أن مشيخة الكويت حكومة مستقلة تحت الحماية البريطانية) [7].
ولاحظ العبارة البريطانية(تحرير البصرة) وقارنها بالعبارة الأمريكية البريطانية (حرب تحرير العراق)، وتأمل الأحداث اليوم والمتورطين فيها تجد أن الوضع في المنطقة لم يتغير منذ قرن!
وقد تم تنفيذ ذلك فعلا حيث ورد في شهر سبتمبر سنة 1914م كتاب من حكومة الهند البريطانية جاء فيه ما يلي:
(أكد شيخ الكويت وهو صادق في ذلك بأن شيوخ الكويت والمحمرة بالاتفاق مع شخصيات البصرة الذين هم على اتصال وثيق بهم، وبالتعاون مع ابن سعود قادرين على تمهيد الطريق لاحتلال البصرة بشكل سلمي أو إبقائها معزولة إلى حين يصبح في مقدورنا اتخاذ اللازم) [8].

موقف علماء الكويت وإعلان العصيان المدني:


وقد أثار هذا الموقف العلماء في مدينة الكويت، الذين أصدروا الفتاوى بحرمة هذا الفعل، وكفر من يقف مع الإنجليز ضد الدولة العثمانية، فطلبت بريطانيا فورا من مبارك بمنع الدعاية المضادة لها في البلدة، وقد تعهد مبارك في تنفيذ ما طلبته منه بريطانيا بخصوص هذا الموضوع[9].

كما أفتى علماء نجد بكفر الدخول تحت الحماية البريطانية كما في فتوى عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ عن مثل هذه الأحوال وقد سئل عن دخول أهل الخليج تحت حماية بريطانيا فقال (وانتقل الحال حتى دخلوا في طاعتهم واطمأنوا إليهم وطلبوا صلاح دنياهم بذهاب دينهم وهذا لا شك من أعظم أنواع الردة)!
وقال أيضا هو والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف وسليمان بن سحمان في بيان حكم الدخول تحت الحماية الأجنبية (أما الدخول تحت حماية الكفار فهي ردة عن الإسلام)[10]!
وبعد احتلال الإنجليز البصرة (ثار الثائرون على خزعل، وأعلنوا عليه الجهاد، لشده أزر المقاتلين للدولة العثمانية، فأراد من مبارك أن يمده بجند من الكويت، فعلم الكويتيون أنهم سيقاتلون إخوانهم، وأظهروا العصيان، وجاهروا بالامتناع، سيما والعلامة المحدث الشيخ محمد الشنقيطي، والشيخ حافظ وهبة المصري، إذاك كانا يطوفان المجالس، ويغشان الأندية، لتحذير الناس من الطاعة، وأن من انقاد قد يحكم عليه بالارتداد من الدين، فأثار ما قالاه الحماس في النفوس حتى صمم القوم على الإباء، مهما نزل بهم من البلاء، فذهبوا إلى جابر بن مبارك، وقد تأبطوا مسدساتهم، فقالوا له عندما أمرهم بالمسير، لا نسمع ولا نطيع، لأن الطاعة في هذا الأمر معصية، والنبي صلى الله عليه وسلم قال (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، فبهت جابر من مفاجأتهم له بذلك)[11].
وقد قام مبارك - بإيعاز بريطاني - بإغلاق الجمعية الخيرية في الكويت سنة 1914م، التي كان القائمون عليها يقفون مع الخلافة العثمانية، ضد بريطانيا، كما قام بطرد العلامة محمد أمين الشنقيطي، الذي كان يعظ الناس في المساجد، محذرا من خطورة الوقوف مع بريطانيا، ضد المسلمين العثمانيين، كما أصدر علماء الكويت فتوى في حرمة السمع والطاعة لمبارك الصباح، حين أمر أهل الكويت بتجهيز السفن لمساعدة صديقه الشيخ خزعل شيخ عربستان، الذي وقف مع بريطانيا حتى احتلت الفاو. [12]

فتوى مراجع الشيعة بالجهاد ضد بريطانيا :


كما أصدر علماء النجف فتواهم الشهيرة، وأرسلوها إلى خزعل، يحرمون عليه فيها الوقوف مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية، ويوجبون (الاتفاق مع المسلمين في درء خطر هذا الغزو، لأن حكم الدين لا يفرق بين الإيراني والعثماني)، كما كتب إليه مرجعه الأعلى الشيخ عبد الكريم الجزائري، يأمره بعدم الوقوف مع الإنجليز، غير أن خزعل لم يلتفت إلى ذلك، فثارت العشائر في عربستان عليه ثورة كبرى بتحريض من المراجع، فكادت أن تسقطه، لولا تدخل بريطانيا، التي طلبت من مبارك مساعدة خزعل، فرفض أهل الكويت تحريك سفنهم، وقد بلغ الأمر بالعامة في الكويت أن خرج أبناء المدارس يجهرون بالشوارع والأسواق بسب الإنجليز، فقام مبارك بعد رجوعه من عربستان بالاجتماع بأهل الكويت الذين قال لهم أنا مسلم عثماني، أغار على ديني، وعلى دولتي العثمانية، ولا أحب من يتعرض لهما بسوء، غير أني اتفقت مع الإنجليز على أمر فيه نفع لي ولبلدي، ولهذا لا أرضى بالطعن فيهم، وإن كنت لا أحبهم، وديني غير دينهم)!
ثم قام مبارك - الذي كان يخشى أن يحدث في الكويت ما حدث في عربستان - بطرد الشنقيطي، وكان المعتمد البريطاني يريد اعتقاله في الكويت ونفيه إلى الهند، غير أن مبارك الصباح كان يخشى تبعات هذا العمل، وقد حاول خزعل بعد هدوء الثورة إرضاء مرجعه الشيخ الجزائري فرد عليه بقوله (فرق ما بيني وبينك الإسلام)[13].

المخطط البريطاني لإثارة الفتنة الطائفية في المنطقة :


لقد نجحت بريطانيا في اجتذاب شيوخ الموانئ في الخليج إلى صفها غير أن المشكلة تتمثل في (رعاياهم الذين كانوا بدافع من شعورهم العاطفي والروحي يميلون إلى الدولة العثمانية باعتبارها دولة الخلافة الإسلامية، ومما يؤكد ذلك أن معظم القبائل في جنوب فارس والعراق لم تقبل التعاون مع الإنجليز، كما تعرض كل من شيخ الكويت والمحمرة لردود فعل عنيفة من قبل مواطنيهم الذين ساءهم انضمام شيوخهم صراحة إلى جانب الإنجليز، وعلى الرغم من أن إعلان الدولة العثمانية للجهاد يشكل خطرا على الوجود البريطاني في الخليج إلا أن برسي كوكس المقيم السياسي في الخليج كان يرى بأنه يمكن التغلب على هذه الحركة بإحكام السيطرة البريطانية على الخليج واستغلال الخلافات المذهبية والسياسية القائمة بين فارس والدولة العثمانية)[14].

لقد كان هناك سخط شعبي إسلامي عام في كل مكان ضد الحملة الصليبية والدول الغربية التي تحارب الخلافة العثمانية، فأرادت بريطانيا شق الصف بين السنة والشيعة الذين كانوا جميعا رعايا للدولة العثمانية، وإثارة الفتنة الطائفية بينهم، ليسهل لها السيطرة عليهم جميعا، وكما يقول فرومكين في ولادة الشرق:
(وحقيقة الأمر هي أن الرأي العام الإسلامي حتى في المناطق غير التركية كان بوجه عام مؤيدا للدولة العثمانية، وهذا ما بينته لاحقا تقارير وزارة الخارجية البريطانية والمكتب العربي ... إن البريطانيين في القاهرة عند تقويمهم للتقارير التي تحدثت عن استياء من الحكم العثماني في بعض أقسام الدولة العثمانية، قد أخطأوا في فهم إحدى الخصائص البارزة للشرق الإسلامي، الذي لم يكن مستعدا للقبول بحكم غير إسلامي، فقد كانوا يعتبرون الحكم من قبل دولة أوربية مسيحية مثل بريطانيا أمرا لا يطاق).[15]
وهذا ما أكده سليمان فيضي النائب العربي في المبعوثان - البرلمان - العثماني عن الموصل في مذكراته حيث جاء فيها: (إذا كان مدحت باشا أبا الأحرار الأتراك، فإن عزيز علي المصري يعد بحق أبا العرب الأحرار، وهو كغيره من الأحرار العرب في ذلك الوقت يرى في الحكم اللامركزي خير علاج، ولم يكن يرى بأسا من الإبقاء على الدولة العثمانية كمجموعة قوية تستطيع الدفاع عن نفسها إزاء أطماع الدول الأوربية الاستعمارية، على أن تتمتع الشعوب المنضمة تحت لوائها بالاستقلال الداخلي ... وقد أسس جمعية العهد السرية عام 1913 وجاء في منهاجها: غاية الجمعية السعي وراء الاستقلال الداخلي للبلاد العربية على أن تكون متحدة مع حكومة اسطنبول، وأن الجمعية ترى ضرورة بقاء الخلافة الإسلامية وديعة مقدسة بيد آل عثمان، وتهتم الجمعية بأمر سلامة اسطنبول من مطامع الدول الأجنبية لاعتقادها أن اسطنبول رأس الشرق لا يمكنه أن يعيش بدونها)[16].
وهذا ما صرح به السيد طالب النقيب للبريطانيين حين طلبوا منه في تشرين سنة 1914م التعاون معهم ليحتلوا البصرة، فرفض رفضا قاطعا، ثم طلبوا منه أن يلزم الحياد مقابل أن تجعله بريطانيا حاكما عاما مدى الحياة على العراق من الفاو إلى آخر نقطة يصل إليها الجيش البريطاني، فكتب طالب النقيب رسالة لهم قال فيها:
(إني أرفض كل اقتراح من هذا القبيل، وقد عزمت على السفر إلى نجد، فابحثوا عمن يعينكم على استعمار بلاده، واعلموا أن الذي لا يرضى بحكم الأتراك إخوانه في الدين، حري به أن يأبى حكم الإنجليز)[17].
لقد كانت النظرة البريطانية هي أنه يمكن التحكم بالعالم الإسلامي باستغلال زعاماته (وعن طريق شراء أو استغلال قياداته الدينية)، كما كانت تخشى أشد الخشية ( قيام حرب إسلامية مقدسة ضد بريطانيا)[18].
لقد أصبحت ميناء الكويت - رغم السخط الأهلي ورفض العلماء فيها - من قواعد انطلاق الحملة العسكرية البريطانية على نجد والعراق، حيث ترابط فيها سفنها الحربية، وتستخدم مخزنا للعتاد والأسلحة، كما أصبحت المدينة خط الدفاع الأول في وجه أي هجوم عثماني ألماني على بريطانيا في الخليج العربي، حيث تم إحاطة الكويت بتحالف من القبائل لحماية الكويت من هجوم مضاد، ولحماية ظهر الجيش البريطاني الذي يتجه صوب البصرة[19].
وفي الوقت الذي كان مبارك الصباح وابن سعود يتعاونان مع بريطانيا لاحتلال البصرة كانا يتظاهران في الوقت ذاته للدولة العثمانية بالولاء والطاعة، فقد أرسل والي بغداد جاويد باشا سنة 1914م بعد تهديد بريطانيا واستعدادها لاحتلال البصرة إلى كل العشائر العربية للدفاع عن البصرة، وأرسل إلى مبارك الصباح وابن سعود فأجاب مبارك بالسمع والطاعة لما أمر به والي بغداد باتخاذ كل ما يلزم من تسهيلات ومعونات بهذا الصدد وجاء في خطابه :
(نعمل حسبما أمر سعادتكم مع الممنونية ... هذا والمأمول توجهاتكم القلبية والأمر لكم أفندم! التوقيع حاكم الكويت ورئيس قبائلها مبارك الصباح)[20].
لقد بدأ الضباط السياسيون البريطانيون بإعداد وتهيئة المنطقة للتحولات الخطيرة والكبيرة التي ستحدث فيها بعد انتهاء الحرب، والتي طالب مارك سايكس من تشرشل أن يكون له يد في صناعتها، ليشتغل ضد الدولة العثمانية، حيث لديه القدرة - كما يقول عن نفسه - على (أن ينشئ فرقة من أوغاد أهل البلاد[21]، وأن يربح النبلاء إلى جانبه، وأن يقوم بأي عمل غريب آخر) - كما جاء في رسالته لتشرشل في صيف 1914م - وقد وافق تشرشل على ضم مارك سايكس إلى لجنة (دو بونسين) تلك اللجنة التي ستقرر (الأسماء التي ستطلقها على مختلف المناطق التي قد ترغب في تقسيم الدولة العثمانية إليها، دون حاجة للتقيد بخطوط التقسيمات السياسية التي كانت قائمة في الدولة العثمانية - أي الولايات - وأن لها الحرية في أن تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بالشكل الذي يرونه مناسبا، وقد اقترحت اللجنة بقيادة مارك سايكس، إنشاء خمس ولايات متمتعة بالحكم الذاتي، وهي: الأناضول، سوريا، وفلسطين، والجزيرة، والعراق ... بالإضافة إلى نقل الخلافة جنوبا ... وقد كتب سايكس إلى صديقه الحميم عضو مجلس العموم أوبري هيربرت قائلا: يجب أن تزول تركيا من الوجود، أزمير ستكون يونانية، وأضاليا إيطالية، وسوريا فرنسية، وفلسطين والعراق بريطانية، وما عدا ذلك بما فيها القسطنطينية روسية، وسوف أنشد(لنسبحك يا الله) في كنيسة القديسة صوفيا، وسأترنم في مسجد عمر (الآن أيها السيد تطلق سبيل عبدك فيذهب بسلام) سننشدها بلغة أهل ويلز، وباللغة البولونية، وباللغة الأرمنية، تكريما للأمم الصغيرة) [22]!
لقد أدركت الخلافة العثمانية الخطر الصليبي الذي يحيق بها، وحاولت حث ابن سعود على الوفاء بالتزاماته لها، حسب الاتفاق الذي سبق التوقيع عليه من ابن سعود والدولة العثمانية في شهر مايو سنة 1914م، والذي يقضي بتعيينه واليا عثمانيا على نجد والإحساء، مقابل الاعتراف بالتبعية لها، وإرسال قوات عسكرية عند دخول الدولة العثمانية في حرب مع أي بلد أجنبي، غير أنه لم يلتفت للطلب العثماني كما تقضي به تلك المعاهدة وكما يقضي به منصبه كموظف عثماني رسمي، بل وقف مع بريطانيا، بعد أن أرسل إليه المقيم السياسي في الكويت برسالة تتعهد فيها الحكومة البريطانية بحمايته من الدولة العثمانية، وحمايته بحريا من أي هجوم عليه، مع الاعتراف بمركزه الواقعي في نجد والإحساء.[23]

الوفد الإسلامي للاستنجاد بابن سعود :


وقد أرسلت الدولة العثمانية وفدا عثمانيا لمقابلة ابن سعود واستنهاض همته للوقوف مع الخلافة العثمانية، وكان من بين أعضائه علامة العراق السيد محمود شكري الآلوسي، وقد اعتذر ابن سعود عن إجابة طلبهم بأن الوقت قد فات، وأنه لا يستطيع فعل شيء[24].
وكان ابن سعود قد أبدى ظاهريا موافقته للسيد طالب النقيب على الوقوف بجانب الدولة العثمانية، بعد أن وسطته لإقناع ابن سعود بذلك، وأرسل طالب برقيتين لاسطنبول يخبرها بموقف ابن سعود وضرورة تجهيز الجيش الوهابي بالمؤن والأسلحة، غير أن طالب النقيب وسليمان فيضي اللذين كانا قد هربا من البصرة إلى ابن سعود، وكانا يحثان ابن سعود على الوقوف مع الدولة العثمانية ضد بريطانيا أدركا أن ابن سعود لم يكن مجدا في زحفه للدفاع عن البصرة، وأنه كان يتريث لكسب الوقت، وفي هذه الأثناء وصل كتاب من البحرين من الكابتن البريطاني شكسبير ينصح ابن سعود بلزوم الحياد التام، وبعد أيام وصل شكسبير إلى ابن سعود وأقام عنده إلى أن لقي حتفه بتاريخ 24/1/1915م في معركة جراب بين ابن سعود وابن رشيد، فتأثر ابن سعود تأثرا بالغا لمقتل صديقه، وقد احتل الإنجليز البصرة بعد هزيمة الجيش العثماني في 19/11/ 1914م، واضطر طالب النقيب الذي مازال في معية ابن سعود للاستسلام للبريطانيين فكتب ابن سعود كتابا إلى كوكس يقترح عليه استسلام طالب لبريطانيا على أن يتم نفيه إلى بومبي حتى تنتهي الحرب، وحمل سليمان فيضي هذا الكتاب إلى كوكس في البصرة، فوجد الحياة فيها قد تغيرت تغيرا جوهريا (اجتماعيا وسياسيا، وبرزت طبقة جديدة من التجار والمتعهدين والوجهاء بالغت في الترحيب بالمحتلين الجدد، وربطت مصالحها بمصالحهم، بينما ناوأ المستعمر أولئك الذين أعرضوا عن التمرغ على أعتابه، وربأوا بأنفسهم من التهالك على نيل مرضاته)[25].

معركة الشعيبة واحتلال البصرة:


وبعد احتلال الجيش البريطاني للفاو، وقعت معركة الشعيبة بين الجيش العثماني والجيش البريطاني، واحتل البريطانيون البصرة، وتداعى علماء العراق السنة والشيعة على حد سواء، إلى إصدار الفتاوى بوجوب الجهاد، ودفع المحتل، وأنه صار فرض عين على كل مسلم، وكان شيخ الإسلام خيري أفندي أول من أصدر فتواه بهذا الخصوص، ثم صدرت فتاوى مراجع الشيعة في العراق، وكان من أشهر العلماء الشيعة الذين أصدروا الفتاوى بوجوب الجهاد، من مراجع النجف وكربلاء وغيرهم: الشيخ فتح الله الأصبهاني، ومصطفى الكاشاني، ومهدي الخرساني، وعلي التبريزي، ومحمد حسين المهدي، وكاظم اليزدي، وعبد الكريم الجزائري[26].
وقد اشترك العلامة الشنقيطي بالقتال مع المجاهدين في معركة الشعيبة، وكان بمعية الشيخ عجمي السعدون، الذي قاد عشائر المنتفق مجاهدا مع الجيش العثماني، ومدافعا عن العراق، وقد صار مضرب المثل في بطولته في مواجهة الجيش البريطاني، حيث كان يشن الغارات الخاطفة مع فرسان المنتفق على المفارز البريطانية، فيفتك بها، ثم يكر راجعا، وقد شارك في القتال أيضا السيد محسن الحكيم[27]، وغيره من علماء العراق، وأدبائه، ومشاهيره، وبعد هزيمة الشعيبة، خرج الشنقيطي إلى نجد بإشارة من عجمي السعدون، الذي خاف عليه من الإنجليز، وقد استقر في القصيم، وهناك شرع في التعليم والخطابة، وكان يحث العامة على الجهاد، وكان من تلاميذه الشيخ عبد الرحمن السعدي، ولما علم ابن سعود بذلك طلب منه برسالة (أن لا يفرط في إثارة الحماس الديني ضد الإنجليز، كما فعل في الكويت والعراق)، فقد أراد بذلك (عدم إثارة المواضيع السياسية، ولو باسم الدين، وأن لا يتعرض خصوصا للإنجليز)، وقد ضاق الشنقيطي ذرعا بهذا الحصار الذي فرضه عليه ابن سعود، فخرج بعد وفاة مبارك الصباح إلى الكويت، فاستقبله سالم الصباح شر استقبال، وأخبر البريطانيين بوجود الشنقيطي في الكويت، فخرج منها إلى الزبير خائفا يترقب[28].
وفي الوقت الذي كان القتال دائرا في العراق بين البريطانيين من جهة، والجيش العثماني والشعب العراقي من جهة أخرى، الذين كانوا يتطلعون إلى نصرة ابن سعود، وصل الكابتن شكسبير إلى مخيم ابن سعود في منطقة الخفس في 31/12/1914م، ورأى منه تعاطفا ورغبة صادقة في الوقوف مع بريطانيا، وقدم دليلا على ذلك بتحركه بجيشه، ومنعه ابن رشيد من دعم الدولة العثمانية، وبجعل نفسه قدوة للعالم العربي في التعاطف مع بريطانيا، على حد تقرير شكسبير، الذي كتبه إلى حكومة الهند بخصوص موقف ابن سعود[29].
وقد قام ابن سعود بالدخول مع ابن رشيد في مواجهة في معركة جراب - بعد فترة طويلة من الهدوء بين حائل والرياض - وذلك بتاريخ 24/1/1915م، وكان معه في هذه المعركة الكابتن شكسبير، الذي ظل ملازما له منذ وصوله إليه، وقد قتل يومها على يد قوات ابن رشيد، وكان شكسبير (مسئولا عن حملة البنادق في جيش ابن سعود) وقد عثر ابن رشيد في أرض المعركة على رسائل مبارك إلى ابن سعود، التي يحثه فيها على الوقوف مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية[30].
وقد كانت علاقة ابن سعود بضابط الاستخبارات البريطاني الكابتن وليم شكسبير قديمة، وقبل اندلاع الحرب العالمية، حيث توطدت علاقة الصداقة الشخصية بينهما حين كان شكسبير مقيما سياسيا في الكويت[31].
لقد أثبتت الوثائق البريطانية بأن شكسبير كان يؤدي مهمة عسكرية في معسكر ابن سعود كلف بها من قبل الحكومة البريطانية كضابط في الاستخبارات، كما كان يشرف على إطلاق القنابل من مدفع كان مع ابن سعود لكونه ضابطا في سلاح المدفعية، وقد طلب منه ابن سعود أن يترك المعركة فرفض ذلك قائلا (إن أوامري أن أكون معكم وفي ذهابي مخالفة لشرفي وأوامري، ويجب أن أبقى بالطبع، أرجو إبلاغ أسفي لحكومة جلالة الملك في بريطانيا)[32].
لقد وفى ابن سعود بما أبداه لشكسبير من تعاطف وتعهد ووقف بصف بريطانيا، من خلال الدخول في حرب مع ابن رشيد، الذي كانت الدولة العثمانية في أشد الحاجة إلى قوته العسكرية لحماية البصرة من الهجوم البريطاني القادم من الكويت، ونجح ابن سعود في تحييد ابن رشيد وإشغاله في معركة جراب، التي كان النصر الآني فيها لصالح ابن رشيد، غير أن الهدف الاستراتيجي من الحرب كان قد تحقق لصالح بريطانيا، على يد ابن سعود، ومستشاره العسكري البريطاني الكابتن شكسبير[33].
لقد كان موت شكسبير كارثة على بريطانيا وعلى ابن سعود الذي لم يعد بعد ذلك قادرا على التأثير في مجريات الأحداث في الجزيرة العربية، ولكن كوكس لم يلبث أن أجرى اتصالاته بابن سعود من جديد[34].
وكان ابن سعود قد كرر طلبه لشكسبير في الدخول تحت الحماية البريطانية مباشرة في يناير قبل مقتله في جراب، ثم بعد موت شكسبير أرسل ابن سعود إلى المقيم البريطاني في الخليج يخبره بموت شكسبير ويعزيهم به، ويطلب منهم إتمام موضوع المعاهدة التي شرع شكسبير في الإعداد لها، كما طلب أن يكون الاتصال به مباشرة عن طريق المسئولين البريطانيين في البصرة، التي باتت تحت الاحتلال، لا عن طريق مبارك الصباح أو الكويت، وقد تم فعلا توقيع اتفاقية الحماية الثانية مع بيرسي كوكس المقيم السياسي لبريطانيا في الخليج، وكان اللقاء بينه وبين ابن سعود في القطيف آخر سنة 1915م[35].
وقد قامت بريطانيا مباشرة بتقديم دعم مالي إلى ابن سعود وقدره عشرين ألف جنيه، وألف بندقية، وسمحت له باستيراد السلاح من البحرين[36].
وقد عقد ابن سعود لقاء ثانيا مع كوكس في العقير سنة 1916م، وتم الاتفاق على مواجهة ابن رشيد في حايل، كما دعا كوكس بعد مؤتمر الكويت ابن سعود لزيارة البصرة، فوصلها ابن سعود في زيارة رسمية بتاريخ 27 تشرين الثاني 1916م بعد الاحتلال البريطاني لها بمدة يسيرة، حيث تجول بين الوحدات العسكرية والقاعدة الجوية البريطانية في الشعيبة، وهو ما عزز الشعور لدى أهالي البصرة بضرورة الرضوخ للأمر الواقع، وهو ما كانت تهدف إليه بريطانيا من زيارة ابن سعود للبصرة[37].
وقد قابل ابن سعود في زيارته للبصرة تحت الاحتلال البريطاني السيدة جورترود بيل - الموظفة في المخابرات البريطانية ثم في المكتب السياسي في بغداد، والتي كانت وراء اختيار الشريف فيصل ملكا على العراق - وقد حصل ابن سعود في هذه الزيارة على خمسة آلاف جنية مساعدة شهرية، وأربعة مدافع رشاشة، وثلاثة آلاف بندقية مع الذخيرة، بشرط أن يقوم بإعداد جيش من أربعة آلاف جندي، يكون هدفه الرئيسي مقاومة ابن رشيد، ممثل الدولة العثمانية في نجد[38].
وقد قامت السلطات العسكرية البريطانية التي تسيطر على البصرة بتكريم ابن سعود ودعوته لزيارة مراكز قيادة الجيش البريطاني في الشعيبة، ثم طلبت الحكومة البريطانية هناك أن يوجه كتابا منه يناشد فيه عجمي السعدون شيخ قبيلة المنتفق بالوقوف مع بريطانيا والعمل على تحرير العرب من الدولة العثمانية، فرد عليه عجمي برسالة جاء فيها: (من عجمي السعدون إلى عبد العزيز السعود أخي المبجل من المعلوم أن موقفي هو موقف من يسعى لمرضاة الله العلي العظيم، وأي ولاء أعظم من أن أسارع بإخلاص إلى ما أمرني الله به في كتابه المجيد بالجهاد ضد الكافرين أعداء الله وأعداء الدين، ولا يمكن أن تأخذني في الله لومة لائم، أنا الذي أسعى لحب الله وحماية بلادنا من أن يدنسها الكافرون، وقد كان لي أمل كبير في تدينكم وحميتكم العربية أن توافقوني في آرائي وتؤيدوني فيما أقوم به، من أجل إعلاء كلمة العرب، وليس هذا بفضل الله تمردا، وإذا كانت الحكومة التركية تذب عن حوزة الإسلام فهي عضيدي وعضيد قبائلي، وقد أعطيت عهدا بخدمة ديني وحكومتي وحميتي، وإذا حاججتموني بترك الدين جانبا فإن الواجب يدعوني إلى الوفاء بالعهد الذي قطعته على نفسي لحكومتي وهذا أول ما تقتضيه شيمة العرب)!
وبعد هذا الخطاب لم تبذل الحكومة البريطانية أي مساع لتغيير موقف عجمي السعدون عن مناصرة الدولة العثمانية[39].
كما حرص كوكس على عقد اجتماع خاص في البصرة مع (ابن سعود وفهد بن هذال حاكم عنزة وكان هذا الاجتماع بهدف استغلال الحكومة البريطانية لحليفها الجديد ابن سعود بغية التوسط بينها وبين الشيخ فهد ابن هذال، ويبدو بالفعل أن مساعدة ابن سعود لبريطانيا لدى شيخ عنزة على درجة كبيرة من الأهمية بحيث قررت حكومة الهند أن تزيد المساعدة التي كانت تصرفها له إلى مائة ألف جنيه سنويا، ولا شك أن اجتماعات العقير والكويت والبصرة أدت إلى تحسن موقف الحكومة البريطانية خاصة بعد أن تم الاتفاق مع الشيخ فهد بن هذال الذي كان يسيطر على الطريق الصحراوي بين بغداد ودمشق على حماية الموصلات في المناطق التي وصل إليها النفوذ البريطاني في العراق)[40].
وقد حاول عجمي السعدون العبور من أراضي قبيلة عنزة للحاق بالجيش العثماني بالشمال، فرفض فهد بن عبد المحسن الهذال شيخ عشائر عنزة، وخالفه ابن عمه فهد بن دغيم الهذال وأذن له بالعبور وقال له (إننا نترك اليوم العداوة القديمة بيننا لوقت آخر، أما اليوم فالواجب أن نقف مع إخواننا المسلمين في الجهاد ضد الأعداء)، فنزل عجمي السعدون وخيم عنده، فأرسلت بريطانيا قوة عسكرية بقيادة القائد البريطاني لجمن للهجوم عليه ومعهم فهد بن عبد المحسن الهذال، فتصدى لهم عجمي ومن معه فهزمهم، ثم ارتحل إلى شمر وترك أهله عندهم، وتوجه إلى تركيا شمالا، فأكرموه ومنحوه بلدة كرموش.[41]




[1] الكويت دراسة سياسية لحسن الإبراهيم 66 .
[2] ولادة الشرق 114 .
[3] العلاقات بين الكويت ونجد 153-157، وتاريخ الكويت لخزعل 2/153-156.
[4] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 158.
[5] ولادة الشرق 119 .
[6] ولادة الشرق 119-122 .
[7] تاريخ الكويت لخزعل 2/155، والكويت في الوثائق البريطانية للأعظمي101، وتاريخ الخليج العربي لزكريا 3/17 .
[8] الكويت في الوثائق البريطانية 100 .
[9] تاريخ الكويت لخزعل 2/154 .وانظر كيف يتم تكميم الأفواه اليوم، ويمنع بل ويسجن كل من يرفض ولو بالكلمة ما تقوم به الحملة الصليبية الاستعمارية على أفغانستان والعراق، وكيف يتم سجن العلماء والشيوخ والدعاة وتقديمهم للمحاكمات لا لشيء إلا لكونهم يرون جهاد الشعب العراقي والأفغاني ضد الاحتلال جهادا مشروعا كما تقره كل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، لتعرف أن الاستعمار هو الاستعمار والأساليب هي نفس الأساليب!
[10] الدرر السنية 8/11 و10/435 .
[11] تاريخ الكويت للرشيد 203، وتاريخ الكويت لخزعل 2/258 .
[12] تاريخ الكويت للرشيد 206، وتاريخ الكويت لخزعل 2/259 ، وأعلام الفكر الإسلامي للخالدي 107-119 .
[13] تاريخ الكويت للرشيد 206، وتاريخ الكويت لخزعل 2/259 ، وأعلام الفكر الإسلامي للخالدي 107-119 .
[14] تاريخ الخليج العربي لزكريا 3/14، وتأمل كيف نجحت الحملة الصليبية الجديدة اليوم من استغلال الخلاف الطائفي بين السنة والشيعة في العراق لتحتل المنطقة من جديد بتعاون وتورط من الجميع من مراجع دينية وأحزاب دينية!
[15] ولادة الشرق 102. الغريب أن مثل هذه التقارير الموضوعية الحقيقية لا تأتي إلا بعد وقوع الكارثة، فقد شن الصليبيون الجدد حربهم على العراق بدعوى وجود أسلحة دمار شامل، ثم عادوا ليعترفوا أن التقارير الاستخبارية السابقة كانت غير صحيحة!
[16] مذكرات سليمان فيضي 156 .
[17] مذكرات سليمان فيضي 159 .
[18] ولادة الشرق 108 . وانظر كيف نجحت أمريكا اليوم بشراء الزعامات الدينية في حملتها الصليبية على العالم الإسلامي واحتلالها أفغانستان والعراق بدعوى مكافحة الإرهاب، لتصدر الفتاوى المشبوهة من السنة والشيعة على حد سواء التي تحرم مقاومة الاحتلال!
[19] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد ص 157 .
[20] تاريخ الكويت السياسي لخزعل 2/98 .
[21] تأمل في هذه العبارة وانظر كيف وظفوا الأوغاد من جديد في خدمة حملتهم الاستعمارية الجديدة في المنطقة ليحكم عاصمة هارون الرشيد بول بريمر وأوغاده!
[22] ولادة الشرق 162-164 .
[23] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد لخالد السعدون 160.
[24] تاريخ الخليج العربي 3/26 .
[25] مذكرات سليمان فيضي 202-207، وتاريخ الخليج لزكريا 3/27 .
[26] أعلام الفكر الإسلامي للخالدي 137.
[27] من المفارقات أن يقاتل محسن الحكيم ضد الاحتلال البريطاني دفاعا عن العراق، ويأتي ولده عبد العزيز الحكيم على ظهر دبابة الاحتلال البريطاني الأمريكي ليحكم العراق!
[28] أعلام الفكر الإسلامي 139-149و157 .وهذا ما يحدث اليوم حيث يتم منع سفر العلماء والدعاة في بلدانهم بإيعاز من الولايات المتحدة كإقامة جبرية للحيلولة دون تحركهم واستنهاضهم للهمم، ومنعهم من أي نشاط لمواجهة الحملة الصليبية على الأمة الإسلامية بدعوى المحافظة على الاستقرار والهدوء ليستفرد العدو بكل بلد على حدة!
[29] تاريخ العلاقات للسعدون 161 .
[30] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 163، وتاريخ الكويت للرشيد 212، وخزعل 2/214 ، وقصة السيطرة لمي الخليفة409، وتحفة المشتاق412 .
[31] فصول من تاريخ العراق للمس بيل ص 80.
[32] فصول من تاريخ العراق للمس بيل 81، وتاريخ الخليج العربي لزكريا 3/29 .
[33] انظر تاريخ الخليج العربي لزكريا 3/27 .
[34] المصدر السابق 3/29 .
[35] تاريخ العلاقات للسعدون 170، وقصة السيطرة البريطانية 410 .
[36] قصة السيطرة البريطانية 411 .
[37] عبد العزيز وبريطانيا ص 101 .
[38] قصة السيطرة البريطانية 411، وتاريخ الخليج العربي 3/40 .
[39] فصول من تاريخ العراق للمس بيل 83، وتاريخ الكويت السياسي لخزعل 3/108 .
[40] تاريخ الخليج العربي لزكريا 3/40 ، وعبد العزيز وبريطانيا ص 102 .
[41] التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ص487-480 .


منقول من كتاب ( عبيد بلا أغلال ) للشيخ حاكم المطيري ح 13]
الرابط : https://rrr.re/z9qq








 


رد مع اقتباس