منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الرأسمالية والليبيرالية نظامان فاشلان وإليكم الدليل.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-09-26, 09:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










B2 الرأسمالية والليبيرالية نظامان فاشلان وإليكم الدليل.

الرأسمالية والليبيرالية نظامان فاشلان وإليكم الدليل.

يتغنى أنصار النظامين الرأسمالي والليبيرالي بنجاعتهما وصلاحهما، وأنهما أرقى المراحل التي يمكن للإنسان الوصول إليهما وآخر ما توصل إليه الإنسان في كتاب نهاية التاريخ للمؤرخ الأمريكي فوكو ياما.



يسعد كثيراً أنصار النظامين الرأسمالي والليبيرالي بالنهاية المأساوية للمنظومة الإشتراكية الشيوعية التي انتهت عملياً في سنة 1989 باسقاط جدار برلين وسقوط الإتحاد السوفياتي.


يعتقد الكثيرون أن سر نجاح النظام الرأسمالي والنظام الليبيرالي هو تحقيقه للرفاهية المادية التي يعيشها الإنسان الغربي، والحرية المُنقطعة النظير التي يتمتع بها المواطن في بلدان المنظومة الغربية.


إن الرفاهية التي رأيناها طوال عقود من الزمن التي تمرغ فيها الإنسان الغربي تم تحقيقها من تراكم النهب والسرقة التي جناها الإستعمار من بلدان العالم الثالث التي كان يحتلها على امتداد القارات الأربعة آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأستراليا لمدة قرون وأحياناً أخرى لمدة عقود طويلة من الاحتلال والحماية والوصاية والإنتداب، سواء التي احتلها وخرج منها على وقع رصاص حركات التحرر أو التي بقي فيها مستعمراً مثل: القارة الأمريكية بخاصة الشمالية منها، والتي تضم الولايات المتحدة وكندا، أو التي استوطنها وبقي كمواطن والتحق بالمواطنين الأصليين لتلك البلاد في نيوزيلندا، وفي أستراليا، وفي جنوب إفريقيا، وفي زيمبابوي وغيرها من الجزر والأراضي المترامية الأطراف على امتداد الكرة الأرضية التي وصلت إليها أذرع الرجل الأبيض الغربي المُستعمِر الذي قدم إليها في القديم قادماً من أوروبا نحو أمريكا وأستراليا وجنوب إفريقيا وآسيا في هونغ كونغ مثلاً، أو في العصر الحديث والتي قدم إليها قادماً من الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان والدول العربية في الخليج.


من الخطأ بمكان تصور الرفاهية التي عاشتها بلدان العالم الغربي على أنها من صُنع النظام الرأسمالي، وإنما هذه الرفاهية التي يحلم بها اليوم سكان الجنوب هي في الأساس من صنع ظاهرة الإستعمار التي أسست منذ البداية بلدان من بلدان غربية مثل: فرنسا وبريطانيا والبرتغال وإسبانيا وألمانيا وهولندا ...إلخ في وقت سابق، ولحقت بهم بعد ذلك الولايات المتحدة وكندا.


لقد تحققت هذه الرفاهية نتيجة تراكم الأموال والثروات التي عملت هذه الدول على سرقتها من بلدان العالم الثالث، ففرنسا مثلاً ما زالت لحد اللحظة ونحن في الألفية الثالثة والقرن الحادي والعشرين وبعد ما قيل أنه حقبة ما بعد الإستعمار ما زالت تستنزف مستعمراتها السابقة في إفريقيا وغير إفريقيا وتجني 200 مليار دولار سنوياً وبخاصة من البلدان الإفريقية التي كانت تقع تحت وصايتها و احتلالها لها نتيجة إستعمارها لها، هذه الدول الإفريقية بخاصة التي تعاني الفقر والفاقة والمرض والأوبئة والجهل والتخلف والحروب الأهلية والإنقلابات العسكرية في المقابل بفعل هذا الإستعمار الذي خرج عسكرياً ولكنه بقي مستعمراً لهذه الدول سياسياً واقتصادياً وثقافياً.




تخيلوا معي أن هذه الدول الغربية الإستعمارية في أوروبا وأمريكا الشمالية دول لم تعرف ظاهرة الإستعمار فهل كانت لتحقق هذه النتائج المبهرة من الرفاهية ورغد العيش والتقدم للإنسان الغربي في دول المنظومة الغربية؟


كل حروب أمريكا بدءاً بإبادتها لــ 90 مليون هندي أحمر منذ تأسيسها حتى اللحظة لنهب ثروات أمريكا الشمالية وصولاً إلى كل حروبها الماضية والحالية في العالم بعد ذلك في فترة عصر النفط والطاقة والتي قتلت فيه شعوباً بأكملها من أجل تحقيق تراكم الثروة لديها والتي جعل منها في نهاية المطاف إمبراطورية عظمى وسيدة القطب الواحد لأزيد من ثلاثين سنة، أي من سنة 1989 إلى غاية سنة 2021 هذه السنة التي بدأت فيها بوادر تراجع هذه الإمبراطورية لصالح الصين اقتصادياً حالياً وعسكرياً وتقنياً في المستقبل المنظور.


حتى الليبيرالية هي من ضمن قيم الغرب الإستعماري تعيش اليوم هي الأخرى مُعضلة بروز ظاهرة اليمين المتطرف والتيارات الشعبوية والعنصرية، فالقتل على لون البشرة ما زال قائماً وبقوة في الولايات المتحدة الأمريكية جورج فلويد نموذجاً.


والمكسيكيون المسيحيون ما زالو غير مرحبٍ بهم في أمريكا، وتبني الولايات المتحدة الأمريكية منذ مدة جداراً حديدياً واسمنتياً بينها وبين المكسيك الأمر الذي يتعارض ويتناقض مع قيم أمريكا [بلد الحرية والمساواة وحقوق الإنسان كما تزعم والتي في الأساس بنيت حضارتها على أكتاف المهاجرين الأوروبيين المحتلين لأمريكا في البداية وبعد ذلك المهاجرين الذين جاؤها من كل أصقاع العالم طلباً لتحقيق الحلم الأمريكي وللحرية] وميثاقها ودساتيرها ومع الأخلاق ومع ظاهرة العولمة التي تذيب الحدود بين البلدان والتي تضمن تدفق المعلومات والسلع وتنقل الناس وتقبرها إلى الأبد بغير رجعةٍ.


في أوروبا الإسلام فوبيا وموقف الأوروبيين من المهاجرين تتكشف يوماً بعد يوم في عمليات عنصرية إجرامية مقيتة، وغير بعيد عن أوروبا مجزرة نيوزلندا في أحد مساجد المسلمين الذين راح العشرات منهم ضحية نتيجة عنصرية أحد المواطنيين النيوزيلنديين من اليمين المتطرف لا لسبب إلا كونهم مُسلِمين، فالقتل على الدين أو على اللون أو على الحالة الاجتماعية [الفقر] في أمريكا وعلى حدود المكسيك وفي بلدان المنظومة الغربية التي هي نتاج ظاهرة الإستعمار المقيتة ينهي أي قيمة لبلدان تدعي الليبيرالية، لبلدان فشلت حتى في تحقيق قيم التسامح والمواطنة بين مواطنيها المختلفين في الثقافة ولون البشرة والحالة الاجتماعية فما بالك بتصديرها لبلدان أخرى وربما فرضها تحت مسميات عديدة "نشر الديمقراطية" و"ثقافة حقوق الإنسان" وبواسطة مؤسسات دولية عديدة مثل: المؤسسات المنضوية تحت منظمة الأمم المتحدة أو منظمات المجتمع المدني لحقوق الإنسان والعفو الدولية والتي مقراتها وتمويلها وتسييرها ينطلق من حكومات هذه البلدان الغربية الإستعمارية.


الصين وروسيا اليوم نموذجان ناجحان، فلاهما بلدان مُستعمران، ولا هما من هواة الهيمنة وسرقة ونهب موارد البلدان الأخرى وبخاصة الفقيرة من بلدان العالم الثالث، ورغم ما تشهداه [الصين وروسيا] ورغم غياب تورطهما في خلق ظاهرة الإستعمار، بمعنى آخر أنهما لما تكونا قط دولتان إستعماريتان طوال تاريخهما، ولم تحملا رسالة الرأسمالية المتوحشة [أي لم تراكما ثروات من استعمارهما لبلدان العالم الثالث]، ولا الليبيرالية أو النيو ليبيرالية [أي لم تنافقا في التغني بقيم الحريات والحقوق والتسامح والمواطنة كما فعلت البلدان الغربية الإستعمارية التي عرفت ظاهرة العنصرية اتجاه السود في أمريكا"الاختلاف العرقي"، وعرفت العنصرية اتجاه المكسيكيين المسيحيين "الاختلاف الطبقي والاجتماعي"، وعرفت العنصرية اتجاه المسلمين "الاختلاف الديني"] ورغم ذلك توشك الصين التي تبنت النظام الشيوعي سياسياً ومزجت بين الإشتراكية والشيوعية مع الرأسمالية اقتصاديا أن تصبح الدولة الأولى عالمياً وتزيح الولايات المتحدة الأمريكية من على قيادة العالم وتقضي على هيمنتها، وتوشك روسيا أن تحتل مرتبة كبيرة عسكرياً وسياسياً وجيوسياسياً وتبلغ مرتبة لم يبلغها الإتحاد السوفياتي في أوج قوته والتي تبنت نظاماً سياسياً متمثلاً في الديمقراطية الاجتماعية وفي جانب الاقتصاد، الاقتصاد الاجتماعي، في أن تصبح القوة الثانية بعد الصين عالمياً وتزيح الولايات المتحدة الأمريكية من على المرتبة الثانية، حتى الهند التي يعمل الغرب الاستعماري اليوم على تفكيك قيمها الدينية والثقافية التي قامت عليها حضارتها طوال الوقت ونشر بدل ذلك القيم المادية فيها، فلو تبتعد الهند عن أمريكا والغرب الاستعماري [يعني أن يكون لها استقلالية القرار] فبإمكانها أن تحتل المرتبة الثالثة لتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الرابعة من حيث القوة الاقتصادية والعسكرية والتقنية.


حتى العلوم لا فضل فيه للدول الغربية الاستعمارية البتة، وهناك أمرين توفرا لهذه الأخيرة حتى حققت تلك النهضة المسروقة من جهد وتعب حضارة أخرى مرت من هنا:


أولاً، تراكم الثروات نتيجة الاستعمار الذي دام قروناً أحياناً وعقودً أحياناً أخرى، هذه الثروات المنهوبة من بلدان العالم الثالث المُحتلة في إطار استعمار احتلال حماية انتداب وصاية.


ثانياً، تنازل الغرب الاستعماري عن عجرفته وأخذه بالعلوم التي تركها العرب واليونانيون، اليونان كانت طوال الوقت أمام الغرب ولكنه لم يفكر يوماً بأخذ علومها، ولكن نقل العرب لهذه العلوم من خلال الترجمة من مثل: علم الجغرافيا، وعلم الفيزياء، وعلم الرياضيات وعلم البيولوجيا، وعلم الكيمياء وعلم الفلك، والفلسفة وتطويرها لهذه العلوم، جعل الغرب فيما بعد يستثمر تلك الثروات والأموال المنهوبة التي لم يتحصل عليها أبداً، بعمله أو اجتهاده ووظفها بعد ذلك في استثمار تلك العلوم التي جاء بها والتي لم يكن له يدٌ فيها أي في صناعتها أو ابتكارها، وهكذا استطاع هذا الغرب الاستعماري بعد مدة و في نهاية المطاف أن يُحقق هذه الطفرة العلمية غير المسبوقة على كل المستويات، بل ويتفوق بها على غيره من البلدان والحضارات الشرقية الأخرى التي تُعد أصل ومهد ظهور الحضارة الإنسانية والعلم منذ البداية.


يجب التذكير أن بلدان من مثل: اليابان وكوريا الجنوبية والمستعمرة البريطانية السابقة هونغ كونغ وتايوان وتركيا وإلى حد ما جنوب إفريقيا فإن ما حققته من تقدم علمي وتقني ومكانة اقتصادية مرموقة كان بمساعدة هذا الغرب لهذه الدول والمناطق لأسباب جيوسياسية ضمنت فيما بعد لهذا الغرب الاستعماري الهيمنة على العالم لمدة عقود طويلة وكبح جماح منافسيه في الشرق الذين كانوا ولا زالوا أكبر خطر عليه وعلى مصالحه، لكن اليوم لم يُعد بالإمكان مُواصلة ذلك الأمر بعد ظهور بوادر تخلف الغرب وفقدان هيمنته على العالم كما كان في السابق وربما انهياره الوشيك في أي لحظة على الطريقة الأفغانية الأخيرة [الانسحاب والهروب].




بقلم: الحاج بوكليبات








 


رد مع اقتباس